محمد منير.. عندما يصبح المطرب أسلوب حياة

فلاته كاملة العدد فى أى مكان ومنتجات بصورته تباع فى المحلات
•خليل فاضل: هؤلاء الشباب يعانون من فقر نفسى ومحاكاتهم له لا تفيدهم
 
العلاقة بين محمد منير وجمهوره، تبدو للبعض انها علاقة حب واعجاب بين مطرب ومريديه لكنها تبدو للبعض الاخر انها اصبحت اسلوب حياة، يرتدون ما يرتديه ويتحدثون بطريقته والأكثر انهم يذهبون خلفه اينما ذهب، يحضرون حفلاته فى العين السخنة او فى الغردقة او الساحل الشمالى، من مشارق مصر الى مغاربها يشدون الترحال خلفه بنفس الحماس والروح وهى الظاهرة التى نحاول تفسيرها فى هذا التحقيق.


أكثر من 200 الف منيرى كانوا فى حفلته الاخيرة، ، ورغم ما حدث فيها من اخطاء تنظيمية تحدث عنها الجميع، الا ان الصفحات الكثيرة على الفيس بوك لأنصار ومريدى منير اعلنوا دعمهم للمطرب الذى يلقبونه بالملك ، وأكدوا انهم فى انتظار حفلته القادمة حتى لو كانت فى المريخ على حد قولهم.
 
انصار منير وعشاقه شكلوا ما يعرف بألتراس منير والأكثر انهم انشأوا محلات تبيع منتجات عليها اغانى وصور محمد منير ولها اسم هو «منير ستورز»، تحقق رواجا شديدا لدى جمهور الملك وهى منتجات عبارة عن ملابس عليها صورته وكلمات اغنياته وميداليات واستيكرات وسلاسل عليها صورته واسماء اغنياته ، وربما يكون هو المطرب الوحيد الذى ينشأ جمهوره ستورز باسمه.
 
انصار منير ينظمون حفلاته وترحاله فى كل مرة على نفقتهم الخاصة، وهم ظاهرة حقيقية يقول عنها الشاعر الغنائى عوض بدوى: ظاهرة جمهور محمد منير تستحق بالفعل الدراسة ، لكنى يمكن ان ألخص حالة العشق هذه بثلاث كلمات فقط وهى التفرد والتميز والاختلاف، فمنير لا يشبه احد لا فى شكله ولا صوته ولا فى اى شىء يفعله، فجذوره النوبية وسمرته وما قدمه فى بداية حياته يؤكد انه كان مختلفا وهو لم يعتمد على تاريخه ومايزال يجدد فى انتاجه، ولذلك مازال نجما وناجحا فى أى شىء يقدمه حتى لو تختلف مع بعضها الا انك مازلت تشعر انه يملك الاختلاف، حتى الموسيقى التى يقدمها فيها تطور مستمر وهو يستعين بموسيقيين من المانيا ومن كل مكان لأنه يملك ثقافة فنية وموسيقية متطورة لا يشبه احدا وهذا ما يجعل الجمهور يعشقه ونحن تعلمنا ان أساس النجاح هو التميز وعدم تقليد الاخرين وهذا ما يفعله منير الذى يملك كاريزما فنية تستحق الاحترام ويستحق ما يحدث معه من حماس جماهيرى يحبه ويقدره هو شخصيا، ويقدر فنه ولهذا لا تستعجب انه يغنى منذ اكثر من 35 سنة ويحبه الشباب والكبار والأطفال، انه القبول من عند الله الذى يجب ان نحترمه ونقدمه ونحترم اختيارات جماهيره ونقدرها.
 
الدكتور خليل فاضل مستشار الطب النفسى يفند الظاهرة قائلا: الحقيقة هؤلاء لا يحبون محمد منير او غيره على قدر ما انهم يعانون ونفسهم ضائعة ولم يحققوا ذواتهم فى أى شىء، لديهم فراغ وجودى ونفسى وانسانى وحالة من العدمية الشديدة، وهذا لايعنى ان لديهم مرض نفسى ولكن لديهم فقر نفسى شديد جدا وعندهم احتياج يجعلهم يحاكون الشخص الشهير المحبوب الناجح ويرتدون ملابسه ويتحدثون مثله وهكذا، ويظنون بذلك انهم يجدون أنفسهم ويحققون شيئا ما ،والحقيقة انهم مثل الذين «لا طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن»، كما يقولون وهذه الظاهرة تكون واضحة فى الشباب الذين يمرون بمرحلة المراهقة وبالتحديد فى العشرينيات من عمرهم وتختفى عندما يتخطوا الثلاثين، وانا أواجه كثيرا مثل هؤلاء فى العيادة وأبدأ العلاج معهم بالحوار وأكتشف ان اغلبهم فاقد للقيمة وفاقد لشىء حقيقى يفعله.
 
ويضيف خليل فاضل عن تأثير الظروف السياسية والمجتمعية على وجود هذه الظاهرة: لا أظن ان للظروف السياسية اثرا فى خلق مثل هذه الظاهرة ، لأنها كانت موجودة مع مطربين اخرين مثل عبدالحليم حافظ وغيره رغم وجود قضية واحساس قوى عند الشباب وهى لها علاقة أكثر بالأسرة والبيئة التى يعيش فيها والفراغ والفقر النفسى الذين يعانون منه.