شدد اللواء أركان حرب أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، على أن رجال القوات المسلحة يعملون لصالح الله والوطن، وليس لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية، وقال إنه رغم سعادته بإطلاق لقب «أسد الصحراء» عليه، إلا أنه يرفض تلخيص إنجازات الجيش الثانى الميدانى فى شخصه، ويؤكد أن «وصفى لا يساوى شيئاً دون رجالته».
وأضاف «وصفى»، القائد الميدانى المخطط لعمليات تحرير سيناء من الإرهاب، والذى يرابط مع قواته بالقرب من الحدود الشرقية، خلال حواره لـ«المصرى اليوم»: «أقسم بالله العظيم أن قواتنا لن تغادر سيناء قبل تحريرها من الإرهاب، ولم أر أسرتى منذ نحو أربعة أشهر تقريبا».وحذر القائد- صاحب الملامح الحادة والبنية القوية، الذى أجرت الصحيفة الحوار معه، على شاطئ القناة وسط قوات جيشه، المرابط على المجرى الملاحى للقناة، لتأمينها بأقصى درجات التأمين ولتأمين مدن القناة بأكملها- العناصر الإجرامية والإرهابية ومن سماهم «طيور الظلام وخفافيش الإرهاب الأسود»، من ارتكاب أى أعمال «خسيسة»- على حد وصفه.وأضاف «وصفى» أن ما يتردد عن انشقاقه عن القوات المسلحة مجرد «مهاترات»، وأن تربيته لا تسمح له بالانشقاق عن الجيش، مشيرا إلى أن كل من تسول له نفسه المساس بحدود مصر ستتولى القوات المسلحة تأديبه.. وإلى نص الحوار:■ رأيناك مرابطا فى نطاق قوات الجيش الثانى الميدانى، منذ نحو أربعة أشهر، وربما من قبلها بكثير.. فماذا تحقق من نجاحات خلال الفترة الماضية؟- مع انطلاق ثورة 30 يونيو، بدأت تتحقق نجاحات كثيرة وتقدم كبير لمهامنا فى نطاق المناطق التابعة لقوات الجيش الثانى الميدانى، خاصة مدن القناة التى شهدت أحداثا كثيرة منذ ثورة 25 يناير 2011 وعدم استقرار، وأود أن أبدأ حديثى بالآية الكريمة «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون»، وأنا وأولادى من الضباط وضباط الصف والجنود نقوم بمهامنا خلال الفترة الماضية والأخيرة، اعتبارا من ثورة يناير حتى الأيام الأخيرة.وسنستمر فى الكفاح والمرابطة، إلى أن تستقر مصر وتتقدم وتعود مصر، فمصر مثلما قال الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، (مصر أم الدنيا)، بل ليس هذا فقط، فمصر الدنيا كلها، وتحية من كل قلبى لسيناء بالتحديد ومنطقة النصب التذكارى وأول جندى مصرى رفع علم مصر خفاقا على الضفة الشرقية للقناة، أثناء العبور العظيم عام 73.وكل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، وأبعث بكلمة شكر لشهداء القوات المسلحة، الذين ارتوت بدمائهم أرض سيناء، فالكلمات لم توف بحقوقهم مهما مرت الأيام والسنوات، ومهما فعلنا ممكن تكون نتيجة نسبية ونحن نعتبره واجبات والتزامات علينا.■ شهدت مدينة بورسعيد، منذ أحداث ثورة 25 يناير، وأعقبتها ثورة 30 يونيو، العديد من الأحداث وعدم الاستقرار الأمنى.. ما هو دور الجيش الثانى الميدانى لتحقيق ذلك الاستقرار؟- خلال الفترة الماضية وما شهدته بورسعيد منذ فترة المحاكمات وصدور الأحكام، فدخلنا بورسعيد وكانت حمام دم، قتل فيها الكثير أكثر من الذين حكم عليهم بالإعدام، بل ضعفهم، فالأحداث كانت غريبة ولا أحد يفهمها، وأنا قضيت خدمتى فى نطاق الجيش الثانى الميدانى، منذ كنت ضابطا صغيرا، وأعلم جيدا طبيعة أهالى بورسعيد هم (ناس جدعة)، لكن فوجئت عندما دخلتها فى الأحداث الماضية بـ«حمام دم»، وكانت كلما تهدأ الأمور يقوم البعض بإثارة الفتن حتى لا تهدأ، ولكن بتوفيق من ربنا استقرت الأوضاع، والحمد الله ربنا وفقنا لأننا نعمل لوجه الله، وبالتالى فضل الله كبير فى بورسعيد، لدرجة أنه كان الوزير يتصل بى ويسأل قوات الجيش عاملة إيه، فكنت أقول له لم نعمل شيئا، ربنا هو اللى عمل، وأهالى بورسعيد، ويكفينى فخرا أن محافظة بورسعيد لم تكن ضمن المحافظات التى فرض عليها حظر التجول، فذلك فخر لقواتى ولى ولأهالى بورسعيد برجالها ونسائها وأطفالها، والقوات مستمرة فى تحقيق الأمن والاستقرار، وخلال حملة قامت بها القوات اليوم تم ضبط 32 عنصرا إجراميا فى نطاق بورسعيد و8 قطع سلاح.■ ما دوركم فى باقى المحافظات التى تقع فى نطاقكم، خاصة محافظتى الإسماعيلية والشرقية؟- الحمد الله دمياط والدقهلية، الوضع بهما هادئ ومستقر إلى حد كبير، باستثناء البؤر غير المنضبطة، أما الإسماعيلية والشرقية، فانتشرت خلال الفترة الماضية بهما بعض العناصر الخسيسة والدنيئة والجبانة، التى تسير فى الشارع وتصطاد جنودنا وضباطنا وتقتل فيهم، لكن تم التنسيق مع مديرى أمن محافظتى الإسماعيلية والشرقية، وقمنا بحملات مشتركة وضبطنا 200 عنصر إجرامى وما يزيد على 50 قطعة سلاح نارى وذخيرة ومخدرات، وتم توجيه تلك المضبوطات على النيابات المختصة لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية، فيما عدا ما يختص بالاعتداء على النيابات العسكرية، فيتم توجيهه للنيابات العسكرية، وقمنا خلال الفترة الماضية بحملات مداهمات كثيرة فى الإسماعيلية والشرقية، وكل ذلك يعد فرصة لبدء دوران العجلة على نظافة.■ وماذا عن مواجهة طيور الظلام وخفافيش الإرهاب والبؤر الإجرامية فى شمال سيناء؟- منذ يوم الجمعة 5 يوليو 2013 من الساعة 10 صباحا كنت موجودا فى شمال سيناء باقى لى يومين ويصبح 4 أشهر، والكل طبعا يسأل ماذا يؤخرك يا أحمد يا وصفى، المفروض قانونا أن الوزير يحاسبنى كقتال من 6 إلى 8 ساعات، لكن وفقا لهذا القانون معنى ذلك إنى هقاتل يعنى هشيل كل ما أمامى من أخضر ويابس، لكن نحن نراعى طبيعة أهالى سيناء وعاداتهم وتقاليدهم، ولا نريد أن نطلق طلقة حتى على حيوان مش بنى آدم، مش عايزين حتى يموت حيوان بطلقة.وأنا بقالى 4 أشهر أركب سيارة بها 4 بهوات من الأخوة الأفاضل، الذين مات بسببهم 140 ألف شهيد، يعنى مثلا جاءنى بلاغ فى إحدى المرات من طيار، بأن العنصر الإجرامى دخل عشة من العشش، وسألنى: أهاجم؟ قلت له لأ، لأنهم جبناء بيحتموا بالنساء والأطفال، وكان جامع رفح بجوار كمين الماسورة، الذى استشهد فيه جنودنا، كان بجواره موتوسيكلان يحملان متفجرات.وطلبت من رئيس الشعبة الهندسية، بعد الاطمئنان على أولادى، أن يقوم ببناء المسجد خلال 24 ساعة، بعد تدميره، وبالفعل تم بناؤه فى ثلاثة أيام، فنرد على من يدعى علينا إننا بنهدم الجوامع كيف، بيقولوا علينا إننا بنقتل الأطفال والسيدات، هو نحن الذين نحتمى فى الأطفال والسيدات أم هم، هناك تعليمات لكل الضباط والجنود بطرق الباب قبل الدخول لأى عشة، للحفاظ على قدسية العلاقة بين الجيش وبدو سيناء، فهؤلاء ورم سرطانى ستتم إزالته وهيمشوا، والباقى هم أهالى سيناء، وعمرى معهم 19 عاما ونصف.■ هل هناك عناصر جهادية من قطاع غزة وعناصر حركة حماس تدعم العناصر الجهادية فى سيناء؟- نعلم جيدا أن العناصر الجهادية الموجودة على القطاع الحدودى رفح لها اتصال مع العناصر الإرهابية فى سيناء، ورصدنا فى الآونة الأخيرة العديد من الاتصالات المسجلة، فالعناصر القيادية تتصل بعناصر من سيناء، ولدينا 1200 شهيد ضحايا الإرهاب، هل هم من شويه، وأقول لهم أنتم تدخلوا وتخرجوا من الأنفاق ليه، وبتهربوا منها ليه، ياريت تعقلوا، واتجاه البوصلة الذى فقدوه يتصلح، فقد أصبح عندكم ربع أو نصف دائرة به خلل، وأقول هذا الحديث لأن ضباطى وصف ضباطى محدش قلبه عليهم مثلى، ولا توجد نجاحات حققناها من غير أهالى سيناء، خاصة فى مناطق رفح والشيخ زويد.والعلاقة بين الجيش وبدو شمال سيناء علاقة قدسية، نحن نتعامل مع حرب غير شريفة، تختلف عن حرب قوات مسلحة مضادة لى، حيث يكون هناك قطع ضد قطع، ولنا قوانين ومحددات وأسس، ولكن هذه الحرب غير الشريفة دقيقة فالاشتباكات بها تتعدى شهرا، فهؤلاء العناصر المتسللة يقوموا بالعمليات الجهادية- من وجهة نظرهم- فى رمضان وبعد الإفطار، لأن موعد الإفطار عندهم يسبق مصر بساعة، وبالتالى فهذا بالنسبة لهم جهاد، أن يفطروا ويجاهدوا ضد جندنا فى موعد أذان المغرب، وتقريبا استحلوا حكاية رمضان مثلما حدث فى رمضان الماضى.■ هل هذا يؤثر على تعاملكم مع أهالى سيناء كما يدعى البعض؟- الجيش وأهالى سيناء تربطهم علاقة قدسية، ومهما كان من أحداث فتعاملنا مع أهالى سيناء يختلف عن تعاملنا مع العناصر التكفيرية، فهناك مناطق خارجة عن السيطرة الأمنية منذ 17 سنة، وبعض الدول كانت تتخذها مجالا للمعايرة، ليس على خط الحدود فقط، بل أيضا فى مناطق على الساحل كانت أيضا خارج السيطرة، ولا يجرؤ أحد أن يدخل فيها، وكلها الآن أصبحت مصرية صرف، ولا توجد منطقة خارج السيطرة أو السيادة.■ ما دوركم فى مواجهة استغلال الأنفاق كمجال للتهريب وتسلل بعض العناصر الجهادية؟- تعود قصة الأنفاق إلى عامى 93 و94 وكانت عبارة عن نفق أو اثنين، إلى أن وصل بنا الحال للذى أصبح أمامنا اليوم، لكن أرض رفح المصرية الآن تحولت إلى جحور الأرانب والفئران، لدرجة وصول حجم النفق الواحد إلى عمق 12 مترا تقريبا، وهو ما ساعد على انتشار الأسلحة والذخائر فى 37 بؤرة إرهابية تم اقتحامها، لكن بفضل الله تعالى، وبصدق نوايا الجيش المصرى، تم القضاء عليهم، وجارٍ الانتهاء من الباقى.
اقرأ أيضًا
-
«السيسي» يشهد تفتيشًا بالجيش الثالث الميداني في السويس -
«المشير» لضباط الجيش الثاني: ولاؤنا للشعب.. ووفينا بعهدنا بتسليم السلطة