الشاعر محجوب شريف

السنبلاية


لّما عرفتك اخترتك سعيد البال ..
وختّ شبابى متيقن
عليك آمال
لا جيتك قبيله ..
ولا رجيتك مال
ولا مسحور
ويوم ما كنت في عينىّ ..
أجمل من بنات الحور
جيتك عاشق اتعّلم
من الأيام
ومن سأم الليالى البور
ومن أسر الوِلِف كتّال
لقيتك فى طشاشى دليل ..
وفى حرّ الهجيره مقيل
ركزت على ضاكِ عصاى
لقيتك فى حياتى جذور
بنيّه اتلفّحت بالنور
مهجّنه من غنا الأطفال ..
ومن سعف النخيل والنيل
ومن وهج الشمس موّال

وان اخترتينى إنساناً ..
عزيزَ النفس بتمنّى ..
وبسيط الحال
علىَّ حرَّمت زرعاً
ما سقيتو حلال
ومافصّد حصادو قفاى
وبينى وبينك الضحكه ..
ورحيق الشاى
وطعم الخبز والسُتْره ..
ومساء النور
وعمق الإلفه..
بين النهر
والنخله
وغنا الطمبور
وصدق العُشْره بين الأرضِ ..
والإنسان
وبيني وبينك الفكره ..
وجمال الذكرى
والنسيان
وحسن الظن
ومشوار الحيا اليوماتى
ما بين الجبل والسهل ..
ما بين الصعب والسهل
عزّ الليل ..
وفى سكّه مطر بكّاى
فلا هماً تشيلى براكْ
ولا جرحاً أعانى براى
ولانا على بعض نمتن

وتزعلى يوم ..
وازعل
وننفعل مرات
تقبّلى منّى ..
واتوسّد ضُراعى سكات
وفينا حنينه
تتشابك موده ..
تشابك الغابات
ونحن اذا اختلفنا سوا ..
بنطيع الصاح
ولو بتنا القوا بنرتاح
اذا تمن الملح والعيش..
رُضا الشمّات
وتتكى سنبلايه على ضراعى ..
واميل
كأنى غنا الطفوله العذبْ
كأن الدنيا طى القلبِّ والمنديل
كأنّ الدنيا طىِّ القلب والمنديل

مريم ومي


مريم ومى بنياتي وحشتنى ولعبتن بى
تصحووا امامى اشواقاّ تهز النبض وتتاقى
عميقاُ من شعاب النور الاقى الذكرى بتاتى
سلاماً يا حماماتى اسكنن فى مسامتى
سلاماً يا غماماتى البتدني ابتساماتى
مريم ومى بنياتي وحشتنى ولعبتن بى..
يسافر قلبى صوتي يرن يسابق الريح
قلب الأب انت صحيح تحن وتهم
حذاراك من الجواك وحذراك من جرى التبريح
حتهرب منه جلدك وين ويوماً ما حتسكت تم
واخط رأسى وافارق دنيتى وناسى
واخلى وراي كراسى
وما أسود سطر بالشين
وما تعود اساك العين
وما تشمت عدوي فينى
طريق الشعب اوسع من زحام الطين
وقلب الشعب ارحب من رحاب الضو
ونبض الشعب كلو حلم بداه بيتم
وتطلع من شقوق الارض آلاف المدن قامات
ويطلع حتى من قلب الحجر والصى
شجر متشابك الهامات
وجيل جاى حلو الشهد
صبايا وفتية يمرحوا فى صباح الغد
عيونهم برقهن لماح سؤالهم رد
خفاف ولطاف وثابين أوان الجد
دفاعا عن حياض السلم والافصاح

سلموا لى عليهم
سلموا لى عليهم جملة
حتى اللسه قبل الخلق والتكوين
صناع الحياة اليوماتى ملح الارض
نبض الشعر والموسيقى والتلوين
هدامين قلاع الخوف
كانت هذه الدراجة يوماً ما كلاشنكوف
مابين منارات السمع والشوف
نقاشين فى جدار الصمت
نساجين خيوط الشمس كهربجيةالظلمات
واجمل ما تكون الدنيا
رسامين حفاريين مجارى العصر
نصرا نصر حروفاً واحلالى تشمهن ترتاح
ح حرية ت تغيير ت تعليم ك كتاب م مسمار
ح حرية ت تغيير ت تعليم ج جراح
سكة حديد تهز وترز
ب بحارة بحراُ عب وثار
وطن مدرار جرت تتلاحق الانهار
كما تتلاحق الاعراف
كما تتمازج الالوان
كما تتصافح الاديان
كما تتمازج الالوان
هجيناً من سلالات الفخار والعز
مرور النسمة وايضاً هبة الاعصار
علم فى نشرة الاخبار
وهيبة على امتداد الكون
علماً فى حماه الوردة حتى الزهرة والمريخ
شبه حرب النجوم انزاح
ايادى القهر خلف الظهر مكتوفين
افاعى السحت حيث مزابل التاريخ

سلموا لى عليهم جملة
حتى اللسة قبل الخلق والتكوين
بشوفهم كلهم أسه
عصافيراً ترك جنبى
نوافيراً ترش قلبى
حماماتى بتشرب حسه من ايدى
مريم ومى بنياتي سمعتن صوتى جيتن هى
طلعتن من زوايا السجن كاللبلاب
وبين السنكى والترباس وبالرقراق وحلق الباب
وعبر السور زى النجمة والعصفور
تجرن جدولاً رقاق
من حبل العشم فتلات
ومن حقل الوطن شتلات
امكن الفى قلب جيتن لى
من تيابها شراع
ومنديلأ خيوطو شعاع
وكراسا مسطر بالضحى اللماع
وخط ايدا وشعورا الحي

وقالت لى قالت لى وقالت لى
سلاماً يا (اخو) مريم ومى
ثباتك شعلة فى ايدى
(أخياتك) خلي راسن فوق
وحاشاك الكلام النى
وحاتك ما انكسرنه وراك
ولابد أن يعود الحى
وفجراً كالكرِب حيبين
وشعب تترب حيقوم
ويملا شوارع الخرطوم
وتجري مدامع الحلال
تجر النم تسوى القوق
فوق فوق سودانا فوق سودانا فوق
بدل شاهيك اشرب دم اذا قلت الكلام النى
وانا الما عندى ليهن شىء
لا فى البنك ولا فى الدين سوى الكلمة الما بتنداس
ولا بصبح مكانا الرف ولا عصفورة جوه الكف
ولا صقراً يحلق فوق وينزل كف
نبض الشعب اجمل من بريق الماس
واجمل من حليب الستره ما حبيت مشارب كاس
و القمرية بين اغصانا اشرف من موائد ناس
واقرب للوطن من ناس
وخيراً جانا ما عم البلد وسواس
أذن فلتقرع الاجراس
مريم حضرى الكراس
مريم ومى تعالن جاى نغنى لاخر المشوار
نغنى لاخر الانفاس
نغنى لاخر المشوار
نغنى لاخر الانفاس