«المعزول» يلحق بـ«المخلوع» فى «قفص الاتهام»

توقف التاريخ عند 25 يناير.. وتوقف بـ«قوة» فى 3 أغسطس 2011 عندما دخل أول رئيس مصرى «مخلوع» قفص الاتهام.. وكانت «محاكمة القرن» التى جعلت من «مبارك» ومصر محط أنظار العالم.. ودخل الرجل يومها على سرير طبى بتهمة قتل المتظاهرين هو ورموز من نظامه، واستمرت المحاكمة طويلاً وشهدت أحداث عنف ومصادمات وترقباً.. حتى صدر الحكم بالمؤبد لـ«مبارك» ووزير داخليته، وأعيدت القضية للمحاكمة من جديد. وها هو التاريخ يتوقف من جديد عند 30 يونيو و3 يوليو.. ويصدر أمس الأول أول قرار بإحالة ثانى رئيس مصرى إلى محكمة الجنايات.. وهو الرئيس «المعزول» محمد مرسى.. «مرسى» و14 آخرون من رجال نظامه ينتظرهم قفص الاتهام.. بتهمة قتل والشروع فى قتل متظاهرين على أبواب قصر الاتحادية واحتجاز وتعذيب المعارضين فى لقطات سجلتها ووثقتها كاميرات الفيديو. الجميع فى مصر وخارجها ينتظر المحاكمة.. ينتظر ظهور ثانى رئيس مصرى يكون مصيره هو «قفص الاتهام»، فـ«المعزول» امتنع عن حماية المتظاهرين فى أحداث قصر الاتحادية.. ورفض الحرس الجمهورى ووزير الداخلية وقتها اللواء أحمد جمال الدين مهاجمة المعتصمين.. وتدخلت عناصر الإخوان وأحرقوا الخيام وخطفوا وعذبوا واحتجزوا «الغاضبين» على رئيسهم.. وخرج «مرسى» يومها فى خطاب تليفزيونى، وقبل أن تبدأ النيابة تحقيقاتها قال الرجل: «مسكنا بلطجية واحتجزناهم ومعاهم سلاح وفلوس».. قالها قبل القضاء. وظهرت المفاجأة.. من بين الضحايا السفير السابق «الشيك» يحيى نجم.. والمهندس الشاب مينا فيليب والصيدلى رامى صبرى.. وكثيرون.. أظهرتهم الفيديوهات موثقى الأيدى ويداسون بالأحذية.. ووجوههم وأجسادهم تنزف دماً ويتلقون شتائم وإهانات «خارجة».. ويُستجوبون على طريقة «الأسرى».. ورفض يومها المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، أن يحقق مع الضحايا بوصفهم «بلطجية ولصوص».. وحولهم إلى «مجنى عليهم».. وتحرك النائب العام الإخوانى طلعت عبدالله ونقل «خاطر» إلى بنى سويف وتراجع فى قراره بعد ساعات. بنفس الاتهامات.. وحوله رموز نظامه وبعض من أهله وعشيرته.. يلحق الرئيس «المعزول» بالرئيس «المخلوع» فى قفص الاتهام.. يلحق به بأوامر من «الشعب».. الشعب الذى وضع رئيسين ونظامين فى «قفص واحد».