من إسقاط "الملكية" لـ"عزل مرسى".. أشهر 9 خطب غيّرت مجرى تاريخ المصريين
"كلمات بسيطة موجهة للشعب، كانت كفيلة بتغيير مجرى التاريخ كله" هذا هو ما شهدته مصر طوال العقود السابقة التى كانت حافلة بمجموعة من الخطب الرسمية التى ألقاها أصحاب السلطة والقول الفصل فترتب عليها نتائج بعضها ايجابى وبعضها سلبى، ولكن لا شك إنها ستبقى خالدة فى ذاكرة التاريخ والشعوب أيضا، ومن بين تلك الخطب المدونة فى سجل التاريخ :
1) إعلان مصر جمهورية وإسقاط النظام الملكى :
سيبقى صوته الذى اطل على الشعب من المذياع ، مميزا وخالدا عندما أعلن لهم عن نجاح حركة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1952 وتحول مصر من النظام الملكى إلى الجمهورى، فكلما ذكر تاريخ الثورة أو دار حديث عنها تذكر الجميع كلمات الرئيس الراحل محمد أنور السادات التى ألقاها من مبنى الإذاعة وقتها ودخلت بيت كل مصرى وقال فيها: اجتازت مصر فترة عصبية فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد، حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم، ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب".
وكانت النتيجة المترتبة على ذلك، هو إصدار الملك فاروق المتولى إدارة شئون البلاد وقتها بيانا تلاه أعلن فيه نزوله على رغبة الشعب وتنازله عن الحكم لصالح ابنه الملك أحمد فؤاد التانى بعد انقلاب الضباط الأحرار عليه حتى تولى الرئيس الراحل محمد نجيب مجلس الوصايا الملكى ومن بعده أصبح أول رئيس للجمهورية.
2) خطبة عبد الناصر لتأميم قناة السويس:
من روائع خطب الرئيس جمال عبد الناصر-تأميم قناة السويس
فى 30 يونيو 1956 ، خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على جموع الشعب المصرى؛ ليعلن أمامه تأميم قناة السويس أى نقل ملكيتها من الحكومة الفرنسية إلى نظيرتها المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب.
فى هذا اليوم قرأ الرئيس الراحل بيانا طويلا بدأه بجملته الشهيرة : "بسم الأمة .. رئيس الجمهورية .. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية .. "، وكان هذا القرار نتيجة لامتناع البنك الدولى عن تأميم مشروع بناء السد العالى وقتها وكان هذا القرار أيضا سببا للعدوان الثلاثى الذى شهدته مصر بعد ذلك من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل .
3 ) تنحى عبد الناصر بعد نكسة 1967
عقب نكسة يونيو 1967 لم يتحمل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقع الهزيمة على نفوس الشعب فبادر بإعلان تنحيه وحمل نفسه قدرا كبيرا من المسئولية لما حدث وقرر العودة لصفوف الشعب كمواطن عادى فيه، وألقى خطبته الشهيرة التى قال فيها بعد سرد تفاصيل الحرب على مصر: ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر.
كان عبد الناصر أول رئيس يُحمل نفسه جزء من الضرر الذى يقع على بلاده ويحاسب نفسه على انه كان مقصرا فى حقها فيقرر أن يترك منصبه ، فترفض جموع الشعب ويخرج فى كافة الشوارع والميادين ليعلن رفضه لهذا القرار ومساندته لرئيسه وقت المحن والأزمات فيتراجع عبد الناصر عن هذا القرار نزولا على رغبة شعبه ويبدأ عهد جديد من الانتصارات يبدأ مع تخطيطه لحرب أكتوبر 1973 التى نفذها بعده الرئيس الراحل أنور السادات .
4) خطبة السادات فى الكنيست الإسرائيلى:
فى 20 نوفمبر 1977 ، كان خطاب الرئيس الراحل أنور السادات داخل الكنيست الإسرائيلى داعيا للسلام على الرغم من أنه كان منتصرا فى حرب أكتوبر 1973، فى هذا اليوم بدأ السادات خطبته بإلقاء تحية الإسلام واستغلها مدخلا للحديث عن السلام وضرورة نشره فى المنطقة العربية ووقف النزاعات والحروب قائلا: اسمحوا لى أولا أن أتوجه إلى السيد رئيس الكنيست بالشكر الخاص، لإتاحته هذه الفرصة؛ لكى أتحدث إليكم، وحين أبدأ حديثى أقول:
السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله. السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفى إسرائيل، وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التى يصنعها الإنسان، ليقضى بها على أخيه الإنسان. و فى النهاية، وبين أنقاض ما بنَى الإنسان، وبين أشلاء الضحايا من بنِى الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب، بل إنَّ المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، أرقى ما خلقَّه الله. الإنسان الذى خلقه الله، كما يقول غاندي، قدّيس السلام، "لكى يسعى على قَدَميه، يبنى الحياة، ويعبد الله".
وترتب على تلك الزيارة توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام ولكن قررت عدد من الدول العربية اتخاذ موقف معادى تجاه مصر بسبب مبادرتها الفردية للسلام مع إسرائيل.
5) خطاب مبارك العاطفى لإخلاء ميدان التحرير:
طريقة انتهجها الرئيس الأسبق حسنى مبارك؛ لاستعطاف الناس وحثهم على إخلاء الميادين وفض اعتصامهم بعدما خرجوا جميعا مطالبين برحيله وإسقاط نظامه ومتمسكين بهذا المطلب دون غيره، فى الأول من فبراير 2011 خرج مبارك على الناس فى خطاب جماهيرى استعطافى من الدرجة الأولى قال فيه انه لم يكن ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة ، وانه سيبقى مصر يموت على أرضها ولن يتركها يوما وسيشهد التاريخ بما كان له وما كان عليه ، وبعد أن سمع الناس هذا الخطاب بالفعل بدأوا يتعاطفون معه وظهرت فكرة الانسحاب من الميادين وإعطائه فرصة لإكمال مدة رئاسته كاملة والتى كانت ستنتهى بعد أشهر قليلة.
ولكن شىء ما حدث فى اليوم التالى مباشرة جعل الشعب يتمسك أكثر بعزله وهو ما عُرف تاريخيا باسم موقعة الجمل عندما هاجم أنصار الرئيس الأسبق ميدان التحرير وتهجموا على المعتصمين فى محاولة منهم لإخلائه.
"كلمات بسيطة موجهة للشعب، كانت كفيلة بتغيير مجرى التاريخ كله" هذا هو ما شهدته مصر طوال العقود السابقة التى كانت حافلة بمجموعة من الخطب الرسمية التى ألقاها أصحاب السلطة والقول الفصل فترتب عليها نتائج بعضها ايجابى وبعضها سلبى، ولكن لا شك إنها ستبقى خالدة فى ذاكرة التاريخ والشعوب أيضا، ومن بين تلك الخطب المدونة فى سجل التاريخ :
1) إعلان مصر جمهورية وإسقاط النظام الملكى :
سيبقى صوته الذى اطل على الشعب من المذياع ، مميزا وخالدا عندما أعلن لهم عن نجاح حركة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1952 وتحول مصر من النظام الملكى إلى الجمهورى، فكلما ذكر تاريخ الثورة أو دار حديث عنها تذكر الجميع كلمات الرئيس الراحل محمد أنور السادات التى ألقاها من مبنى الإذاعة وقتها ودخلت بيت كل مصرى وقال فيها: اجتازت مصر فترة عصبية فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد، حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم، ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب".
وكانت النتيجة المترتبة على ذلك، هو إصدار الملك فاروق المتولى إدارة شئون البلاد وقتها بيانا تلاه أعلن فيه نزوله على رغبة الشعب وتنازله عن الحكم لصالح ابنه الملك أحمد فؤاد التانى بعد انقلاب الضباط الأحرار عليه حتى تولى الرئيس الراحل محمد نجيب مجلس الوصايا الملكى ومن بعده أصبح أول رئيس للجمهورية.
2) خطبة عبد الناصر لتأميم قناة السويس:
من روائع خطب الرئيس جمال عبد الناصر-تأميم قناة السويس
فى 30 يونيو 1956 ، خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على جموع الشعب المصرى؛ ليعلن أمامه تأميم قناة السويس أى نقل ملكيتها من الحكومة الفرنسية إلى نظيرتها المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب.
فى هذا اليوم قرأ الرئيس الراحل بيانا طويلا بدأه بجملته الشهيرة : "بسم الأمة .. رئيس الجمهورية .. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية .. "، وكان هذا القرار نتيجة لامتناع البنك الدولى عن تأميم مشروع بناء السد العالى وقتها وكان هذا القرار أيضا سببا للعدوان الثلاثى الذى شهدته مصر بعد ذلك من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل .
3 ) تنحى عبد الناصر بعد نكسة 1967
عقب نكسة يونيو 1967 لم يتحمل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقع الهزيمة على نفوس الشعب فبادر بإعلان تنحيه وحمل نفسه قدرا كبيرا من المسئولية لما حدث وقرر العودة لصفوف الشعب كمواطن عادى فيه، وألقى خطبته الشهيرة التى قال فيها بعد سرد تفاصيل الحرب على مصر: ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر.
كان عبد الناصر أول رئيس يُحمل نفسه جزء من الضرر الذى يقع على بلاده ويحاسب نفسه على انه كان مقصرا فى حقها فيقرر أن يترك منصبه ، فترفض جموع الشعب ويخرج فى كافة الشوارع والميادين ليعلن رفضه لهذا القرار ومساندته لرئيسه وقت المحن والأزمات فيتراجع عبد الناصر عن هذا القرار نزولا على رغبة شعبه ويبدأ عهد جديد من الانتصارات يبدأ مع تخطيطه لحرب أكتوبر 1973 التى نفذها بعده الرئيس الراحل أنور السادات .
4) خطبة السادات فى الكنيست الإسرائيلى:
فى 20 نوفمبر 1977 ، كان خطاب الرئيس الراحل أنور السادات داخل الكنيست الإسرائيلى داعيا للسلام على الرغم من أنه كان منتصرا فى حرب أكتوبر 1973، فى هذا اليوم بدأ السادات خطبته بإلقاء تحية الإسلام واستغلها مدخلا للحديث عن السلام وضرورة نشره فى المنطقة العربية ووقف النزاعات والحروب قائلا: اسمحوا لى أولا أن أتوجه إلى السيد رئيس الكنيست بالشكر الخاص، لإتاحته هذه الفرصة؛ لكى أتحدث إليكم، وحين أبدأ حديثى أقول:
السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله. السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفى إسرائيل، وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التى يصنعها الإنسان، ليقضى بها على أخيه الإنسان. و فى النهاية، وبين أنقاض ما بنَى الإنسان، وبين أشلاء الضحايا من بنِى الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب، بل إنَّ المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، أرقى ما خلقَّه الله. الإنسان الذى خلقه الله، كما يقول غاندي، قدّيس السلام، "لكى يسعى على قَدَميه، يبنى الحياة، ويعبد الله".
وترتب على تلك الزيارة توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام ولكن قررت عدد من الدول العربية اتخاذ موقف معادى تجاه مصر بسبب مبادرتها الفردية للسلام مع إسرائيل.
5) خطاب مبارك العاطفى لإخلاء ميدان التحرير:
طريقة انتهجها الرئيس الأسبق حسنى مبارك؛ لاستعطاف الناس وحثهم على إخلاء الميادين وفض اعتصامهم بعدما خرجوا جميعا مطالبين برحيله وإسقاط نظامه ومتمسكين بهذا المطلب دون غيره، فى الأول من فبراير 2011 خرج مبارك على الناس فى خطاب جماهيرى استعطافى من الدرجة الأولى قال فيه انه لم يكن ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة ، وانه سيبقى مصر يموت على أرضها ولن يتركها يوما وسيشهد التاريخ بما كان له وما كان عليه ، وبعد أن سمع الناس هذا الخطاب بالفعل بدأوا يتعاطفون معه وظهرت فكرة الانسحاب من الميادين وإعطائه فرصة لإكمال مدة رئاسته كاملة والتى كانت ستنتهى بعد أشهر قليلة.
ولكن شىء ما حدث فى اليوم التالى مباشرة جعل الشعب يتمسك أكثر بعزله وهو ما عُرف تاريخيا باسم موقعة الجمل عندما هاجم أنصار الرئيس الأسبق ميدان التحرير وتهجموا على المعتصمين فى محاولة منهم لإخلائه.