يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سعاد الصباح: مللت من أسطوانة نزار قباني المشروخة ولم أكتب شعرا عن صدام.. بل عن العراق

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

سعاد الصباح: مللت من أسطوانة نزار قباني المشروخة ولم أكتب شعرا عن صدام.. بل عن العراق Feature.235852

قالت لـ«الشرق الأوسط»: إنها تثق بزمالة الرجل أكثر مما تثق بزمالة المرأة * لماذا يخاف بعض الرجال من ثقافة النساء؟ * أترك لابني محمد اختيار مسيرته السياسية

بيروت: سناء الجاك وسوسن الأبطح
وضعت سعاد الصباح النقاط على حروف القضايا التي تؤرقها كشاعرة ومواطنة كويتية محافظة على قوميتها المطعونة في زمن الخسارة العربية.
وفي مقابلة اجرتها معها «الشرق الأوسط» غداة تكريمها في بيروت، لم تكتم الصباح غضبها الذي طاول كل اتجاه. فقد اعادت التاريخ الى مرحلة خروج زوجها الراحل عبد الله المبارك من المعادلة السياسية الكويتية وان بكثير من الحذر والمداراة والمرارة، لتوضح ما التبس مع مرور الزمن، وتنصف الرجل، الذي كان شريكاً في صنع دولة الكويت الحديثة ولم تسمح له الظروف بمتابعة مسيرته.
كذلك تحدثت الصباح عن دور الكويت خلال الحرب العراقية الايرانية، عاتبة على الايرانيين الذين التزموا الصمت وتركوا الكويتيين في حيرة، الامر الذي دفعهم الى تصديق ادعاءات صدام حسين آنذاك. ولم توفر الصباح في نقدها اولئك الذين ارادوا تحطيم النموذج الكويتي، كي تتساوى النماذج الرديئة في المنطقة، مؤكدة ان ما كانت تكتبه منذ عشرين سنة لا تستطيع كتابته اليوم.
وفي تطرقها الى الحقوق السياسية للمرأة في الكويت، تنتقد الصباح النساء المشغولات بمجابهة المرايا، في ما يواصل «ديوك القبيلة» حربهم على حقوق المرأة من اجل مصالح ضيقة لا علاقة لها بشرع او قانون.
وتبقى حياة سعاد الصباح مثار جدل منذ اصدرت ديوانها الاول عام 1962 الى اليوم. فهي ليست مجرد اديبة بزغت بينما كان الشعر حكراً على الرجال، لكنها زوجة رجل كان يحسب لوجوده ألف حساب، وأم لشاب مقبل على حياة سياسية، مما يفرض عليها حسابات مسبقة.
ومع الغضب، لم تخف الشاعرة تعبها وتقول: «انا امرأة في الستين». وهي لم تعترف فقط بسنها، وانما بحكايات عمر بأكمله، منذ تزوجت رجل الكويت الثاني، حينها، وساهمت في تشجيعه على الاستقالة لأنها تريده 24 ساعة، كما تقول، مشددة على انها لا تزال ممتلئة بحبه وحضوره.
* سعاد الصباح حضرت بشكل دائم في الخريطة الشعرية الثقافية العربية، ثم غابت لتعود في معرض القاهرة وتكرم في باريس وبيروت، ما سر الغياب ومن ثم العودة القوية؟
ـ بقيت خمس سنوات خارج احضان الكويت، والسبب دراسة ابنتي امينة وشيماء في جامعة اوكسفورد، وابني مبارك في جامعة كمبردج في بريطانيا. ولأن الولد لا يخاف عليه في مجتمعاتنا والبنات أقرب لأمهن، لذلك تركت كل شيء وتفرغت لهما. وكنت حاضرة كل الوقت، والآن انهيتا الماجستير وعدنا جميعاً الى الكويت فعاودت نشاطاتي الثقافية. واتمنى ان تكون العودة قوية لأن العمر لا يسمح بالاضاعة.
* قلت اثناء تكريمك في بيروت انك متأثرة لأن تكريمك جاء بعد ان بدأ العد التنازلي، هل تشعرين انك في فترة اقل تألقاً؟
ـ طبعاً، يجب ان يعترف الانسان بتأثير العمر عليه حتى في الشعر، ومخطئ من يقول العكس.
* سعيد عقل يكتب وهو في الخامسة والثمانين؟
ـ سعيد عقل ظاهرة، الله يعطيه العمر، يكتب شعراً في كل المجالات. اما الشعر الذي تهزني مواضيعه، فهو حول المرأة والحب والوطن. ان الانسان كينبوع الماء كلما كبر نضب وقل انتاجه. هذا الذي أشعره، ولا اتحدث هنا عن التيبس. ولكن العد التنازلي ربما وللمرة الاولى كامرأة تعترف بالعمر. انا اعترف انني وصلت الى الستين. وعندما تصل المرأة الى الستين لا يعود في العمر اكثر مما مضى ولا تأتي عشرون سنة اخرى طموحا ولا عشرون تألقا. لا بد ان يعترف الانسان بالعمر وان العد التنازلي قد بدأ. انما الذي يفرح هو ان يشعر الانسان بأن هناك عمراً آخر وامتداداً آخر عبر الاولاد والاحفاد. هذا يشعرني دائماً ان هذه الشجرة تتجدد وتطرح ثمراً جديدا.
* هل تعتقدين ان كتابتك في الحب ظلمتك كامرأة، حيث ان الموضوع لا يتلاءم وامرأة تتقدم في العمر، فيما نرى ان نزار قباني كرجل بقي يكتب غزلياته حتى موته.
ـ لا أريد ان ادخل في متاهات ما كتبه الآخرون. انا اتكلم عن نفسي. الحب مصدر حياتنا كلنا، لا يستطيع اي انسان ان يعيش بلا حب، انا لا اكتب فقط من وحي حبي لذاتي، فالحب الذي اكتب عنه ليس حبي الخصوصي فقط.. والحزن الذي اعبر عنه ليس حزني الذاتي، والدمع الذي اذرفه يهطل من عيون جميع نساء بلدي.. اعود الى الماضي، الى رجل اعطاني من الحب ما يجعلني اشعر ان داخلي ملآن. عبد الله المبارك اعطاني ما اعجز عن وصفه، والحب بالنسبة لي هو الحياة وهو الاستقرار، فلماذا لا أكتب عن الحب؟ وقد كتبت قصائدي الاخيرة في رجل بقي هو المنارة البحرية التي تهديني.. ان صوتي ليس صوت المرأة الكويتية وحدها، ولكنه صوت المرأة السعودية واللبنانية والمصرية والقطرية والمغربية وكل نساء وطني الممتد من جرح المرأة الى جرح المرأة.. انني كل النسوة معاً بل أنا مليون امرأة في امرأة.
* شكل القصيدة عندك متشابه حتى في القوافي والاوزان. لماذا بقيت أسيرة نمط معين من التفعيلة والقافية؟
ـ لأنها سهلة. كما انك لا تسألين العصفور حين يغني عن النوتة، وكذلك الشاعر لا تسألينه عن البحر الذي يستخدمه. هذه البحور موسيقى تأتينا ولا نستطيع ان نقف امامها تماماً، كما لا نستطيع ان نقف امام احتراق القصيدة. والشاعر يختار البحر الذي يشعر انه اقرب اليه ويستطيع ان يطوعه. والجزيرة لا تسأل عندما يحاصرها البحر فالقصيدة هي قدرتنا على الادهاش والاندهاش. قدرتنا على العودة الى طفولتنا.. واعادة الآخرين الى طفولتهم. قدرتنا ان نقول حبنا بشكل جديد. وثورتنا بشكل جديد.
* هل نستطيع ان نقول في هذا المجال ان لديك خطاباً مباشراً في اسلوبك، سواء في السياسة او الفكر او الشعر؟
ـ احياناً تستخدم الرموز اذا كان الانسان خائفاً وانا لست خائفة. انا اعبر عن نفسي وعن جيلي وعن النساء في وطني الكبير، وانه لا بد من فتح الباب لهن. الرمزية تبعدني عنهن، تبعدني عن الواقع، تبعدني عما اريد ان اصل اليه واعبر عنه. من خلال الكتابة اريد ان اصرخ بوضوح واحتج بوضوح ضد ابتزاز الانسان وتدجينه.. اريد ان اكسر الاقفال الموضوعة على فمي واناقش كل الذين يرسمون مصيري ويتصرفون بمقدراتي.. ويساومون على حاضري ومستقبلي وانا غائبة.
* لماذا خرجت اكثر من شائعة تقول ان نزار قباني كان يكتب لك، ومن اين اندلعت الشرارة التي جعلت الناس تتداول هذه الشائعة؟
ـ مللت هذه الاسطوانة المشروخة، اسألوا ديوك القبيلة الذين اطلقوها وصدقوها... فلا صوت يعلو على صوت الرجل. لماذا يخاف بعض الرجال من ثقافة المرأة؟ لماذا يعتبر انتصارها في حقل المعرفة والكتابة هزيمة له؟ لماذا لا يتمتع بالروح الرياضية في سباقه التاريخي مع المرأة.. ويعترف ان الانسانية بساط مشترك؟ ان اول مجموعة شعرية صدرت لي عام 1962 وآخر مجموعة ستصدر لي هذا العام ان شاء الله. وما بينهما اكثر من ثلاث عشرة مجموعة. فهل السؤال المطروح معقول؟
* جرحتك هذه القصة؟
ـ طبعاً جرحتني. عندي اصدقاء على امتداد الوطن العربي، اصدقاء وشعراء وكتاب ومثقفون. ومع احترامي لكل النساء أثق بزمالة الرجال اكثر مما أثق بزمالة النساء.
* حين تمت محاكمة نساء كويتيات اديبات ايضاً، لم يجدن من يتضامن معهن. لماذا لم يكن لك موقفاً في ذلك الحين، وقد بقيت المرأة وحيدة من دون دعم؟
ـ لقد كفّرت صدرت فتوى بتكفيري. ولم يقف معي احد. منعت من الكتابة ومنعت الصحف من نشر اخباري وصوري، لأن جريمتي الاولى انني انثى، والثانية لأنني كاتبة ومثقفة، لم يدافع عني احد. وحتى الرجال المثقفون الكويتيون لم يدافعوا عني وقد استصرختهم واستصرخت مجلس الأمة وقتها لمساندتي ولم يرد علي احد. ولكن اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الانسان وغيرها من المنظمات العربية والدولية كانت معي ودافعت عني.
* ألم يكن يفترض ان يشكل هذا الظلم الذي تعرضت له حافزاً لتتولي الدفاع عن كل امرأة تظلم في وطنك؟
ـ لأن سلاحي القصيدة، كتبت قصيدة لأدافع عن اللواتي طاولهن ظلم، علماً انه عندما تفجرت قضايا الرأي هذه لم اكن حينها في الكويت.
* بعد عشرين عاماً من حادثتك، تتكرر الاحداث بحق المرأة وكأن الزمن لم يمر. كيف تنظرين الى هذا الواقع؟
ـ من قال اننا سرنا الى الامام. نحن نرجع الى الوراء في كل الوطن العربي. وبالعكس ما كنت اكتبه من عشرين عاماً لا استطيع ان اكتبه اليوم.
* هل يمكن القول ان التعاطي مع قضية المرأة أشبه بالنفخ في قربة مثقوبة؟
ـ بالضبط، المرأة غير ساعية الى تحرير نفسها ولا تقدم على شيء يقود الى تحررها. اسألي المرأة عن المرايا وآخر صرعات الازياء وعن احدث المسلسلات التلفزيونية. ولكن لا تسأليها كيف تخرج من حالة التشيؤ. وهنا لا أتكلم عن المرأة الخليجية بشكل خاص وانما عن المرأة العربية عموماً. المرأة تريد حريتها على طبق ذهب. المرأة المثقفة هي المرأة العقل التي تستطيع ان تحمي جسدها من الامتلاك والتسويق والابتزاز ونظام السخرة. هي المرأة ذات الديمومة وذات الرؤية القادرة على تجاوز قشور الاشياء الى جوهرها. فبالثقافة وحدها تسطيع المرأة ان تسترد مفاتيح حريتها من يد الرجل. لأن الثقافة وحدها مفتاح الحرية. يجب ان تعرف ما لها وما عليها. وليس فقط على صعيد الحقوق السياسية وانما تعرف حقوقها الاجتماعية والشرعية والاقتصادية ثم تأتي حقوقها السياسية. هي لا تعرف من هذه الحقوق شيئاً. تعرف مجابهة المرايا، اما مجابهة القضايا فقد تركتها للرجل.
* اشرحي لنا كيف ان أميراً وحكومة يقترحان اعطاء المرأة حقوقها السياسية، وكيف ان مجلساً ديمقراطياً منتخباً من الشارع يرفض هذه الحقوق. هل الحكومة الكويتية متقدمة على ديمقراطية الكويت؟
ـ هل تعرفين ما هو البرلمان الذي يعمل على هذه القضايا؟ مع احترامي لكل النواب الذين صوتوا ضد المرأة. نجد انهم اكثر الرجال حاجة الى المرأة، لأنها هي التي اخرجتهم الى السلطة والنيابة ووقفت معهم كزوجة وأم حتى وصلوا الى كرسي البرلمان. وهي التي وقفت عندما كان هذا الرجل يذهب الى المخيمات والدوائر الانتخابية تشد أزره حتى يصل. ولكن دائماً بعض الرجال، عندما يصلون ينسون المرأة المساهمة في نجاحهم.
* ألا تجدين في الامر مفارقة ان تكون حكومة ما اكثر ديمقراطية من شعبها؟
ـ نلاحظ هذا الامر في حكوماتنا العربية، ففي قطر وفي البحرين، تدخل المرأة الى الحياة السياسية بقرار وليس بديمقراطية.
* من خلال استعراض الاسماء النيابية التي رفضت منح المرأة حقوقها السياسية في الكويت، نلاحظ ان فيها اسماء لا علاقة بها بالتيارات الاسلامية المتشددة. بل هي اقرب الى الليبرالية. هل القضية قضية موروث اجتماعي اكثر مما هي خاصية دينية ام انه سجال بين «حزب المجلس» و«حزب الحكومة» في الكويت، داس في طريقه «حزب المرأة»؟
ـ هو سجال مصالح، لو نضع عشرين سبباً، اقول كل الاسباب تقف خلفها المصالح. من الناحية الشرعية المرأة مقبولة ولكني لا افهم لماذا تصبح غير مقبولة من الناحية الاجتماعية. المرأة تتعلم وتسافر وترافق الرجل، وهي موجودة في كل وزارات الدولة ووصلت الى ما وصلت اليه في الكويت بجدارتها. ولكن لا يوجد تفسير منطقي لذلك.
* لكن الملاحظ ان الكويت كانت متقدمة على اكثر الدول العربية والخليجية تحديداً في المسرح والكتابة والفكر، لكنها الآن في آخر الركب. كيف توقف الزمن؟ ـ الزمن توقف، ولكن ليس بلحظة او بين يوم وليلة، وانما بفعل ما بني من مؤسسات وبنى تحتية في فترة الخمسينات والستينات، الفترة التي اتكلم عنها، وترتبط بما بنى عبد الله المبارك من مؤسسات للدولة، هذه الفترة وتراكماتها وصلت الى قمتها في السبعينات، عندما كانت الكويت زهرة الخليج والمنطقة بأسرها، جاءت الحرب العراقية الايرانية والحرب اللبنانية، ومتغيرات كثيرة دخلت على الخط ووجدت بعض الدول انه لا بد ان تطفىء الشمعة الكويتية حتى تتساوى النماذج الرديئة. واقول بكل صدق اننا اعطينا الآخرين الحجة حتى نبقى متأخرين. يعني هذا النموذج الذي كان موجوداً في الخليج كان نموذجاً حياً ويقتدى به. وكما قتلت الحرية في لبنان، هناك من اراد الا تتقدم الكويت. بعد ان نبتت كالزهرة، وكان خروجها على هذا الشكل خروجاً عن القانون، ارادوا اغتيال قضية الكويت، وهناك من ساعد من الداخل. يريدون ان تتساوى النماذج الرديئة لم يرغبوا بتكرار النموذج اللبناني من حيث الحرية والديمقراطية والتفرد.
** الا تصبح الحرب حجة او ذريعة للتقصير والتهرب من المواجهة والتطور، لاسيما وان الحرب لم تكن حصراً على الكويت وانما على دول المنطقة ككل؟
ـ انا اقول ان الكويت كانت نموذجاً فريداً في الخليج لا يريد له البعض ان يستمر او ينتشر.
* ولكن كيف تفسرين ان البعض في الكويت ومن المخضرمين، بمعزل عن التسميات كان خلال انتخابات في دولة خليجية قد شجع مشاركة المرأة ودعمها، ثم امتنع في وطنه عن التصويت لاعطاء المرأة الحقوق السياسية؟
ـ هذه ازدواجية. وفي المرتبة الاولى هي مصلحة لركب التيار المناهض لحقوق المرأة ربما خوفاً من هذا التيار او رغبة بمغازلته. وانا دائماً أحترم الرجل الشجاع والمرأة الشجاعة والرأي الواضح.
* هل يمكن القول انه انطلاقاً من هذه الشجاعة دافعت عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقلت ذات مرة انك غير نادمة، انا اسألك بصراحة هل تجدين ان تمجيد الزعيم سواء كان هذا الزعيم جيداً ام سيئاً يليق بالمفكرين والشعراء؟
ـ اريد تصحيح السؤال. لم اكتب شعراً عن صدام حسين، انفي ان اكون قد كتبت قصيدة مباشرة عنه. كتبت عن شعب العراق وعن المرأة العراقية، وعن الجيش العراقي وقصائدي هذه كلها مجموعة في ديوان «حوار الورد والبنادق» الذي اصدرته عام 1998، وفيه كل قصائدي عن العراق. اما الكلمات باسم الوفود فقد كانت مكتوبة لتعبر عن رأي الوفد. واذكرك اننا كنا حكومة وشعباً ومؤسسات مع العراق خوفاً على انفسنا. واذا عدنا الى التاريخ، نجد اننا كمثقفين وكحكومة وشعب في الكويت لم نقف مع العراق الا بعد سقوط الفاو عام 1985. لم نكتب حرفاً عن العراق، الا بعد ان وصلت النار الى ثيابنا. وكان هناك قصور من اخواننا الايرانيين الذين لم يصلوا الينا ويقولوا: لا نريد بكم شراً. بالعكس كانت النار تحرق الاخضر واليابس. وصوروا لنا ان الايرانيين سيهجمون علينا، ويفترض بنا ان نقف مع من يدافع عن البوابة الشرقية، وكان صدام آنذاك يلبس رداء عبد الناصر الجديد. وكعرب كان يجب ان ندافع عن عروبتنا وقوميتنا وعن القضية الفلسطينية. واستطاع هذا الرجل ان يغشنا وان يدغدغ مشاعرنا. وقال لنا انه سيحرق نصف اسرائيل. من منا كان قادراً على عدم التصديق. من منا كان لا يحلم بوجود دولة فلسطينية. هذه مواقف دولنا وقد ساندها الجميع. دولتي وقفت هذا الموقف وكنت معها. والخليجيون والعرب وقفوا نفس الموقف، ولم يكن احد منا يعلم الغيب.
* هل تجدين ان الاولوية للشعر ام للمواقف التي يعيشها الوطن؟
ـ طبعاً الشعر اكبر من كل المواقف، ولكن اذا تخلى الشاعر عن عروبته او الدفاع عن امته يعتبر جندياً هارباً من واجبه. نحن نتكلم الآن بنظرة مختلفة عما كنا نعيشه قبل 15 عاماً. السؤال لو لم اكتب حينها عن الجيش العراقي وعن الشعب العراقي لاعتبرني الناس هاربة من الخدمة واني متخاذلة في الدفاع عن قضية مصير وطن ومصير امة. وانا مواطنة كويتية وبعد ذلك انا قومية وعربية ووحدوية وتربيت اجمل سنوات عمري في مصر مع المد القومي.
* مقابل هذا الفخر بالقومية، هل تشعرين اليوم ان الكويت تخلت عن قوميتها؟
ـ القوميون في ارجاء الوطن العربي خسروا. نحن في الكويت تلقينا الطعنات، لكننا كنا اكبر منها، وما زالت قوميتنا كما هي. ورغم اننا نشعر بالغبن، فلا يمكن ان نتخلى عن عروبتنا مهما حصل.
* عندما سئلت بعد وفاة زوجك عن الزواج، قلت من يتجرأ على التقدم الي.. هل لأن قامة عبد الله المبارك قامة رجولية لا تتحقق في أحد آخر؟
ـ ابداً، لا يمكن ان اصادق رجلاً آخر يشبه عبد الله المبارك ولا بأي صورة من الصور. لأن أجمل ما في الزواج هي علاقة الصداقة والاحترام المتبادل.
تقولون في لبنان «الله خلقه وكسر القالب». بالنسبة لي، وانا راضية والحمد لله عما اعطاني عبد الله المبارك في اكثر من ثلاثين سنة من اجمل ايام العمر، ولا احتاج الى رجل. فما منحني إياه عبد الله المبارك لا يستطيع اي رجل منحه لي. فعبد الله المبارك يتقمصني ويلبسني ليلاً ونهاراً.. شتاء وصيفاً.. خريفا وربيعاً.
* كيف تسترجعين السنوات الاخيرة من حياته؟
ـ كان لديه القوة والعزيمة ما يكفيه لأن يبقى كالجبل شامخاً.. بعد الغزو تعرض الى ازمة قلبية، وبقي قوياً. وبقي يعطينا حتى آخر لحظة. ترك لنا المجال للقيام بواجباتنا. عملنا انا والاولاد كخلية نحل للتحرير تحت مظلة اللجنة الكويتية العليا.
محمد ترك اوكسفورد، والتحق مع الجيش البريطاني الذي دخل الكويت وكان اول من رفع علم الكويت على ارض مطار الكويت. امنية كانت مع لجنة الاعاشة الكويتية وشيماء الصغيرة كانت تنظف الاطباق للمجموعة المرابطة في اللجنة العليا للسفارة الكويتية، ومبارك لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة، كان يستفيق باكراً في السادسة ويوزع المناشير لدعم القضية الكويتية في محطات المترو. هذا اضافة بالاضافة الى العمل المادي والمعنوي الذي قدمه عبد الله المبارك للكويتيين على امتداد الوطن العربي وفي لندن وباريس شجعنا وقوانا. انا لم اعط عبد الله مبارك كما اعطاني. كان سنداً وقوة ومرفأ التجأ اليه في الايام العاصفة، وهو شيخ القبيلة الذي ضحى وسافر معي لأتعلم، اطلقني في عالم الشعر والفكر وكان فخوراً بانجازاتي.
* أكان السبب هو الحب أم التطور الفكري؟
ـ كل الاسباب مجتمعة. كان يحترم المرأة كثيراً، وربما كنت المرأة الحلم التي تحقق طموحه كنموذج. لم يتلصص على اوراقي، ولم يسألني الاسئلة الرجالية المعهودة، وكان يرد على اتصالاتي ويذكرني بمواعيدي ويسافر معي في رحلاتي الثقافية والعلمية. كان نموذجياً في زمن اللانموذجية. يكفي انه حين رجعنا الكويت طلبت الادارة الجامعية من المعيدات ان يسافرن الى الولايات المتحدة او بريطانيا للدراسات العليا. احترت حينها لأني زوجة وام. وكنت اريد ان اكمل تعليمي لرغبتي في التعليم. وحين اخبرته عن صعوبة الامر. قال: لا شيء صعب، ستذهبين. وهذا ما حصل، ترك بيته واهله وديوانيته ورافقني. وكنت اول امرأة كويتية متزوجة وام 4 اطفال تقطع مشوار العلم من الثانوية حتى الدكتوراه.
* ماذا كانت ردة الفعل؟
ـ كانوا يقولون «الشرهة» على عبد الله مبارك الذي سمح لها بالذهاب. لكنه لم يتأثر بما يقال، فهو صاغني، ولملمني، واطلقني نجمة في سماء المعرفة. كنت صغيرة عندما تزوجني واكتسبت كثيراً، جلست في ديوانيته مع اهم الرجال السياسيين والكتاب والشعراء والمثقفين سواء في لبنان او في مصر. وكانت من اجمل سنوات عمري. كنت كالاسفنجة. اجلس صامتة واتعلم. واغتنت شخصيتي برفقته ومن خلال البيئة الفكرية والسياسية التي سمح لي خلالها بأن أكون رفيقة مجلسه وكنت آنذاك في السادسة عشرة من عمري وكبرت في هذا الغنى خلال 33 سنة. كان يحترم المرأة لم يمش امامي ابداً، كان يمشي الى جانبي او يقدمني، لم يترأس المائدة ابداً. ترك لي ان اترأسها سواء كان لدينا رؤساء جمهورية او اصدقاء.
* هل كان يستشيرك عبد الله المبارك رحمه الله في قراراته السياسية والعائلية؟
ـ دائماً كان يستشيرني في القضايا العائلية، لم يكن في منزلنا رأي واحد. حتى في اموره السياسية، حتى في استقالته. انا كنت المحرضة على استقالته، كنت شابة وأريده ان يكون لي 24 ساعة. وكان يستشيرني في اموره المالية ايضاً.
* لهذا كتبت قصيدة «كن صديقي»؟
ـ طبعاً، وهي من اجمل قصائدي. لم اكن اعتبره زوجي وانما صديقي. ففي الزواج يجب ان تكون التركيبة تركيبة صداقة قائمة على الاحترام. الزوج يسقط. الصديق لا يسقط، يبقى الود والاحترام والتفاهم والتراضي والحلول الوسط. في مفهوم الزواج نظرة فوقية. الصداقة مهمة جداً للعلاقة الزوجية الآن اتكلم بعد وفاة عبد المبارك بأكثر من ثلاثة عشر عاماً وما زلت ممتلئة به. ولا استطيع ان اصف كيف امتلأت به حتى الآن.
* هل ورث ابنك محمد، رئيس خدمة المواطن في الكويت برتبة وزير، خصوصيات هذه العلاقة المبنية على الصداقة؟
ـ اولادي اصدقائي. ولا اريد ان اؤثر على مستقبل محمد. هو من جيل غير جيلي. لكن محمد انطلق من رحم الامومة الى رحم الوطن وهو ارحب واكثر عطفاً.
* الوطن أهم من الأم. لكن هل هو اكثر عطفاً؟
ـ دائماً الوطن اكثر عطفاً. وطبعاً الوطن اهم من الام. الانسان يفارق أمه لكنه لا يفارق وطنه. الأم تموت، ولكن الوطن لا يموت.
* هل توجهين محمد وهل يستشيرك، وهل انت راضية عن كل خطواته؟
ـ محمد بدأ مسيرته وتجربته خاصة به واتكلم معه كصديق وليس كأني المسؤولة عنه، ويبقى هناك ما لا أرضى عنه في هذه المسيرة وهذا شيء طبيعي، لأننا دائماً نبغي لأولادنا الأحسن.
* اين يلتقي عبد الله المبارك وابنه ابو عبد الله في الصفات، واين يختلفان؟
ـ رزقني الله سيفين هما محمد ومبارك، وكل واحد منهما أخذ من صفات والده، لكنهما يلتقيان في طيبة القلب والوفاء والكرم والشجاعة والنخوة والاهتمام وحب الناس ويحافظان على صلة الرحم. والحفاظ على صلة الرحم وصية عبد الله المبارك.
* إلى اي مدى أثرت الظروف السياسية التي واكبت ابتعاد عبد الله المبارك عن الحكم على شخصيتك بمعزل عن كونك زوجته، وانما كمواطنة كويتية؟
ـ نحن نعرف انه قوي الشخصية وحازم، ولا يراوغ في الحق. ربما الناس لا تريد الحزم. كان شجاعاً جداً وكريماً جداً والكرم في هذا الزمان اصبح عيباً، حافظ على الكويت في كل المجالات وعلى حدودها ولم تصلها عوامل التعرية الطبيعية التي اثرت عليها بعد خروجه. عندما خرج عبد الله المبارك كان قوياً حيال هذه العوامل التي تضر مصالح الكويت. كان نبيلاً اكثر منه سياسياً. كان القانون الكويتي يصاغ على على يد استاذنا الكبير عبد الرزاق السنهوري، وعبد الله المبارك طلب ألا يسلق القوانين بسرعة كقوانين الجزاء، والا تطبق قوانين مستوردة على الشعب الكويتي بخصوصيته من الحضر والبادية والاجانب. ولهذه الأسباب ولأسباب أخرى طلب مناقشة بعض النقاط الموضوعية، وبقي طلبه معلقاً. كان البعض يريد ان يكون «شاهد ما شافش حاجة». قيل ان عبد الله المبارك رفض طلباً بأن تدخل مالية وزارة الدفاع الى الموازنة العامة. وهذا الأمر غير صحيح. فصندوق النقد الدولي لم يطلب شيئاً من هذا القبيل وتقاريره منشورة. الصندوق طلب ان تدخل كل مالية وزارات الدولة في الموازنات العامة باستثناء وزارة الدفاع لأنها شأن سيادي.
* وماذا عن الجانب الشخصي لقراره في الابتعاد؟
ـ لا شيء شخصي. فهو يحب عائلته جداً ويحترم أميره وبقي الى آخر عمره وهو يحترم الكبير ويقدر الصغير. وقلبه وبيته مفتوحان للجميع، ولكني كنت اريد ان اعيش معه ومع اولادي بطمأنينة واستقرار، واحسست انه يتحمل الكثير ويرهق نفسه بالشأن العام، ويعمل ساعات طويلة فوق طاقته، وكان عندما يعود في الليل يتلثم ويخرج الى المدينة والمراكز والحدود، وبلغة الاقدمين كان يعس، ولا اعرف متى ينهي جولاته. شعرت اني اريد الاستقرار وانه قام بما عليه ووضع الدعائم اللازمة لتأسيس الكويت الحديثة. والحمد لله هناك جيل من الشباب يستطيع ان يحمل الامانة بكل اخلاص وتفان.
* سعاد الصباح كان لها باع طويل في الاعمال، ويقال انك الآن وكيلة شركات كبرى، كيف زاوجت بين العراك مع اللغة والعراك مع الارقام ولغة الصفقات؟
ـ لم ابدأ بالاعمال الا بعد وفاة زوجي وبعدما كبر اولادي. ولا تنسي ان دراستي هي الاقتصاد. احسست ان لدي وقت فراغ. وبالنسبة لحياتي الثقافية لم اتركها، ما ازال الى اليوم اسعى الى العلم والاهتمام بالشأن العام. وبات لدي مجال لأعمل بشهادة الدكتوراه. أنشأت مكتباً استشارياً، وانا أقدم استشارات الى الكثير من الشركات ولدي الكثير من المساعدين... اما الباع الطويل فلم اسمعه الا منك.
وقد قدمنا دراسة لهيكلة وزارة التجارة.. ودراسة لتحديث الرعاية السكنية ودراسات كثيرة لعديد من الشركات.
* لا بد من سؤال عن دعمك المالي للمؤسسات الثقافية والفكرية، ما هو مردود هذه المساهمات؟
ـ الهدايا الثقافية هي شجرة نزرعها على الارض وتعطينا كل عام زهراً جديداً وثمراً جديداً. وانا ادعو ان يستثمر رأس المال في المؤسسات الثقافية لأنها الكفيلة بإحداث التغيير وتعطينا تغييراً ايجابياً. ورغم الصورة السوداء لواقعنا أبقى متفائلة بإمكان انقاذ وضعنا الحالي عبر الثقافة التي يجب ان تصل الى الشعب، لأنها تسطيع ان تحرر واقعنا. وبعد ما كل مررنا به، ما زلنا نحلم بأن تصل الثقافة الى من يحتاجها، لنمسك بيده، ونطلقه نحو الشمس.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى