عشرات القتلى في مجزرة بريف دمشق

في مجزرة جديدة تضاف إلى سجّل النظام، لقي عشرات السوريين حتفهم في مجزرة تتواصل منذ 72 ساعة في منطقة الطواحين بريف دمشق، استخدمت فيها صواريخ أرض ـ أرض والمدفعية الثقيلة، في وقت بدا رئيس النظام بشار الأسد «واثقاً من النصر»، بحسب كلمة موجهة إلى جيشه، حيث ظهر علناً وهو يجول في مدينة داريا المدمرة في ريف العاصمة.
وأفادت شبكة «سانا الثورة» أمس أن أكثر من 100 شخص قتلوا وأصيب المئات في مجزرة منطقة الطواحين بريف دمشق، كما أفادت عن قيام قوات النظام بقصف عنيف على مدى يومين منطقة الطواحين التي سقطت بيد الثوار قبل أيام بالطيران الحربي والمدافع وصواريخ أرض ـ أرض. وأكدت عدة مصادر صد الثوار في منطقة المطاحن لقوات الأسد بينما تحدث نشطاء عن تدمير ثلاث دبابات للجيش النظامي وقتل عدة عناصر منهُ.
وبالتوازي، ذكر ناشطون أن قوات النظام قصفت مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعشرة صواريخ أرض ـ أرض. كما سجل سقوط قذائف في بلدة جرمانا المجاورة لبلدة المليحة، فيما تمكن عناصر الجيش الحر من إصابة مقاتلة من طراز «ميغ» كانت تقصف الغوطة الشرقية. وأفادت مصادر المعارضة بأن الجيش الحر استهدف تجمعات لقوات النظام في حي القابون بالعاصمة السورية.
وشن الطيران الحربي عدة غارات على مدينتي عربين ومعضمية الشام بريف دمشق. وشهدت مدينة قدسيا إطلاق رصاص كثيف وعشوائي استهدف المدنيين بسبب اشتباه حاجز «المساكن» بسيارة أطلق عليها الرصاص.
معارك المدن
وفي محور حلب، دارت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على أطراف بلدة خان العسل في ريف المحافظة، فيما قام الطيران المروحي بإلقاء براميل متفجرة على البلدة. وفي حي المشهد بمدينة حلب قتل خمسة أشخاص وأصيب العشرات بقصف لقوات النظام على سوق للخضار.
حديث وجولة
إلى ذلك، وصف الأسد الأزمة التي تواجهها بلاده بـ«أشرس حرب همجية شهدها التاريخ»، وأعرب عن ثقته بالانتصار فيها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الأسد توجه للقوات المسلحة في ذكرى تأسيس الجيش السوري، قائلاً: «لو لم نكن في سوريا واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد أكثر من عامين على العدوان».
وقال إن القوات المسلحة أظهرت «شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب وذيوله»، على حد تعبيره. من جانب آخر، أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي رئيس النظام السوري وهو يتفقد قوات نظامه في منطقة داريا بريف دمشق، بدون أن يتبين تاريخ تلك الجولة النادرة علناً.
الغارة الإسرائيلية
من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخزن أسلحة في اللاذقية بسوريا في يوليو الماضي لم تنجح في تدمير كلّ الصواريخ المضادة للسفن التي كانت تستهدفها. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه على الرغم من تدمير المخزن، إلا أن محللين استخباراتيين أميركيين، لم يكشفوا عن أسمائهم، قالوا إن بعض الصواريخ من طراز «ياخونت» على الاقل «كانت نقلت من المخزن إلى مكان آخر قبل الهجوم».
وكان مسؤولون أميركيون كشفوا أن إسرائيل هي من يقف خلف الغارة التي استهدفت صواريخ باعتها روسيا إلى سوريا. وأعطى المسؤولون الأميركيون تفاصيل جديدة عن طريقة تنفيذ الغارة، حيث لفتوا إلى أن الطائرات الاسرائيلية «كانت تحلق فوق البحر الابيض المتوسط، حيث أطلقت صواريخ جوّ ـ ارض على المخزن بدون أن تدخل المجال الجوي السوري».

إنزال روسي
صرح قائد قوات الانزال الجوي الروسية الفريق أول فلاديمير شامانوف بأنه لكي ترسل قوات الانزال الجوي الروسية الى سوريا «لا بد من توفر إرادة سياسية للرئيس فلاديمير بوتين والاتفاق مع مجلس الامن على كافة المسائل المتعلقة».
 وقال شامانوف: «لكي تكون قواتنا هناك، يجب أن نراعي شرطين: أولا؛ الارادة السياسية لرئيس الدولة، القائد العام الاعلى، وثانيا؛ موافقة مجلس الامن على كافة المسائل».
وأضاف في تصريحات لوكالة «ايتار تاس»: «إن إحدى المهام الموكلة الى قوات الانزال الجوي، هي المساهمة في اجلاء العاملين في السفارات الروسية من المناطق الساخنة اذا اقتضت الضرورة ذلك». موسكو ـ الوكالات

سلاح كيماوي
أعربت روسيا أمس عن الأمل في أن يجري مفتشون أمميون تحقيقا موضوعيا في استعمال السلاح الكيماوي في سوريا.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله إنه «تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة حول إرسال مفتشين إلى هناك. نأمل في إجراء تحقيق مستفيض وموضوعي في كل ما يتعلق باستعمال السلاح الكيماوي».
وأضاف ان عضو اللجنة الأممية الخاصة بالتحقيق في انتهاك حقوق الإنسان في سوريا كارلا ديل بونتي «أكدت بنفسها استعمال المعارضة للسلاح الكيماوي». موسكو ـ يو.بي.آي