طقوس رمضان في مصر ....الفانوس والمسحراتي والمدفع
طقوس رمضان في مصر ..بالصور ..الفانوس والمسحراتي والمدفع
عادات رمضان في مصر عبر العصور
على مرِّ العصور اختلفت مظاهر رمضان من عهدٍ إلى آخر؛ فكان لكل عصر سمات وعادات ومظاهر خاصة به، تختلف عن غيرها.. منها ما استمرَّ، ومنها ما بَقِي، ومنها أيضًا ما اندثر وأصبح في طَيِّ النسيان.
إلا أنَّ الكثير منها وخاصة ما ارتبط بالموروث الشعبي لا يزال ساريًا إلى اليوم، وقد يندهش المرء عندما يعلم أنَّ بعضًا من هذا الموروث يعود إلى 3 آلاف عام، وتحديدًا أيام المصريين القدماء، عندما كان يستخدمها "الفراعنة" بطريقةٍ مغايرةٍ.
وعلى الرغم من اندثار بعض المظاهر الشعبية، بفعل تطورات العصر الحالِي، التي عادةً ما تُصاحب الاحتفال بقدوم الشهر المبارك، إلا أنَّ الكثير منها مازال ساريًا إلى اليوم مِمَّا يعكس التأثيرات الروحانية التي يتركها الشهر الفضيل في الوجدان الجمعي.
ومن خلال الدراسات الأثرية التي أجراها عددٌ من المؤرخين والأثريين فإنَّ الأنشودة الشهيرة المرتبطة بقدوم رمضان "وحوي يا وحوي .. أيوحا"، كان يستخدمها المصريون القدماء، حيث يستند الباحثون إلى أنَّ كلمة "أيوحا" معناها "القمر" عند "الفراعنة"، وكانت الأنشودة يؤدِّيها صغار "الفراعنة" تحيةً للقمر، إلى أن أصبحت منذ العصر الفاطمي تحيةً خاصة بهلال رمضان.
وفي هذا السياق فإنَّ العصر الفاطمي يعدّ شاهدًا على بداية هذه المظاهر والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان التي ظلّت تشهدها مصر منذ ذلك الحين. وحسبما يذكر المؤرخ إبراهيم عنانِي فإنّه في العام 155هجرية خرج أول قاضٍ لرؤية هلال رمضان وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولِي قضاء مصر، وخرج لرؤية الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة.
وفي ذلك كانت تعدّ لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت "بدكة القضاة"، يخرجون إليها لرؤية الأهلة، فلما كان العصر الفاطمي بنَى قائدهم بدر الجمالِي مسجدًا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان.
وفى عهد المماليك كانوا يُشاهِدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسِين لوقوعها أمام محكمة الصالحية، فإذا تَحقّقوا من رؤيته أُضِيئت الأنوار على الدكاكين، وخرج قاضي القضاة في موكبه تَحُفُّه الفوانيس بالشموع والمشاعل حتى يصل إلى داره.
وكان من عادات المصريين آنذاك إذا حلَّ الشهر الكريم أن يتمَّ إغلاق جميع قاعات "الخمارات "بالقاهرة، وحظر بيع الخمور تمامًا، إلى أن رأَى الوزير المأمون تعميمَ ذلك في سائر الدولة فكتَب به آمرًا جميع ولاة الأعمال بأن ينادَى على الناس أن مَن تعرَّض لبيع شيء من المسكرات أو شرائها سرًّا أو جهرًا فقد عرَّض نفسه لتَلَفِها وبرئت الذمة من هلاكها.
وفى عصر الدولة الأيوبية كان الملك الكامل يُغْلق "الخمارات" ويعتقل البغايَا في رمضان، ويغلق المطاعم والمقاهي، كما كان ينزل بنفسه في أول يومٍ من رمضان فإذا صادَف مفطرًا أمر بضربه, كما كان المحتسب يقوم بالمرور للتأكُّد من وَفْرَةِ وجودة السلع ونظافة السَّقَّائين.
عمرها ألف عام: صناعة فوانيس رمضان تتوارثها الأجيال وتواجه شبح
مع إقبال شهر رمضان المبارك، تتلألأ الشوارع، والميادين، والمنازل، والمحال التجارية في القاهرة والمحافظات سواء الأحياء الشعبية أو الراقية بمظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وتتزين كلها بفانوس رمضان لتضيء لياليه بأزهى الأشكال والأنوار.
وعلى الرغم أن فانوس رمضان يعد علامة مميزة في الفلكلور والتراث الشعبي المصري، إلا أن صناعة الفوانيس في مصر تشهد تراجعاً كبيراً أمام الفوانيس التي تستورد من الخارج خاصة الأنواع الصينية منها التي اجتاحت البلاد في السنوات الأخيرة حتى عانت ورش تصنيع الفوانيس من شبح الإفلاس.ويقول محمد إسماعيل، بائع فوانيس بالسيدة زينب، في حديث خاص، إن "أصحاب الورش المصرية مازالوا يستخدمون وسائل بدائية متوارثة عن الأجداد عبارة عن "كاوية ومقص وقادوم في تصنيع الفوانيس من الحديد المطاوع، ولا يحاولون مواكبة التطور في هذه الصناعة".
ويضيف إسماعيل أن الصين التي دخلت في تلك الصناعة "تجدد دائما من أشكال الفوانيس كل عام لدرجة أنها تتابع الجديد في سوق الأغاني لإدخال أبرز الأغنيات الحديثة على فانوس رمضان المصنوع من البلاستيك للاستفادة من الشهرة التي تحققها الأغنيات في الترويج لصناعتها". ويحذر محمود المصري، صاحب أحد ورش الفوانيس بحي الحسين من أن "ورش تصنيع الفوانيس في مصر على وشك الانهيار والإفلاس بسبب عجزها عن منافسة الفانوس الصيني الذي يتميز بانخفاض الأسعار، وتعدد الأشكال والأحجام"، مشيراً إلى أن "السعر والشكل أصبحا أهم عناصر الجذب سواء للكبار أو للصغار".
طقوس رمضان في مصر ..بالصور ..الفانوس والمسحراتي والمدفع
عادات رمضان في مصر عبر العصور
على مرِّ العصور اختلفت مظاهر رمضان من عهدٍ إلى آخر؛ فكان لكل عصر سمات وعادات ومظاهر خاصة به، تختلف عن غيرها.. منها ما استمرَّ، ومنها ما بَقِي، ومنها أيضًا ما اندثر وأصبح في طَيِّ النسيان.
إلا أنَّ الكثير منها وخاصة ما ارتبط بالموروث الشعبي لا يزال ساريًا إلى اليوم، وقد يندهش المرء عندما يعلم أنَّ بعضًا من هذا الموروث يعود إلى 3 آلاف عام، وتحديدًا أيام المصريين القدماء، عندما كان يستخدمها "الفراعنة" بطريقةٍ مغايرةٍ.
وعلى الرغم من اندثار بعض المظاهر الشعبية، بفعل تطورات العصر الحالِي، التي عادةً ما تُصاحب الاحتفال بقدوم الشهر المبارك، إلا أنَّ الكثير منها مازال ساريًا إلى اليوم مِمَّا يعكس التأثيرات الروحانية التي يتركها الشهر الفضيل في الوجدان الجمعي.
ومن خلال الدراسات الأثرية التي أجراها عددٌ من المؤرخين والأثريين فإنَّ الأنشودة الشهيرة المرتبطة بقدوم رمضان "وحوي يا وحوي .. أيوحا"، كان يستخدمها المصريون القدماء، حيث يستند الباحثون إلى أنَّ كلمة "أيوحا" معناها "القمر" عند "الفراعنة"، وكانت الأنشودة يؤدِّيها صغار "الفراعنة" تحيةً للقمر، إلى أن أصبحت منذ العصر الفاطمي تحيةً خاصة بهلال رمضان.
وفي هذا السياق فإنَّ العصر الفاطمي يعدّ شاهدًا على بداية هذه المظاهر والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان التي ظلّت تشهدها مصر منذ ذلك الحين. وحسبما يذكر المؤرخ إبراهيم عنانِي فإنّه في العام 155هجرية خرج أول قاضٍ لرؤية هلال رمضان وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولِي قضاء مصر، وخرج لرؤية الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة.
وفي ذلك كانت تعدّ لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت "بدكة القضاة"، يخرجون إليها لرؤية الأهلة، فلما كان العصر الفاطمي بنَى قائدهم بدر الجمالِي مسجدًا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان.
وفى عهد المماليك كانوا يُشاهِدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسِين لوقوعها أمام محكمة الصالحية، فإذا تَحقّقوا من رؤيته أُضِيئت الأنوار على الدكاكين، وخرج قاضي القضاة في موكبه تَحُفُّه الفوانيس بالشموع والمشاعل حتى يصل إلى داره.
وكان من عادات المصريين آنذاك إذا حلَّ الشهر الكريم أن يتمَّ إغلاق جميع قاعات "الخمارات "بالقاهرة، وحظر بيع الخمور تمامًا، إلى أن رأَى الوزير المأمون تعميمَ ذلك في سائر الدولة فكتَب به آمرًا جميع ولاة الأعمال بأن ينادَى على الناس أن مَن تعرَّض لبيع شيء من المسكرات أو شرائها سرًّا أو جهرًا فقد عرَّض نفسه لتَلَفِها وبرئت الذمة من هلاكها.
وفى عصر الدولة الأيوبية كان الملك الكامل يُغْلق "الخمارات" ويعتقل البغايَا في رمضان، ويغلق المطاعم والمقاهي، كما كان ينزل بنفسه في أول يومٍ من رمضان فإذا صادَف مفطرًا أمر بضربه, كما كان المحتسب يقوم بالمرور للتأكُّد من وَفْرَةِ وجودة السلع ونظافة السَّقَّائين.
عمرها ألف عام: صناعة فوانيس رمضان تتوارثها الأجيال وتواجه شبح
مع إقبال شهر رمضان المبارك، تتلألأ الشوارع، والميادين، والمنازل، والمحال التجارية في القاهرة والمحافظات سواء الأحياء الشعبية أو الراقية بمظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وتتزين كلها بفانوس رمضان لتضيء لياليه بأزهى الأشكال والأنوار.
وعلى الرغم أن فانوس رمضان يعد علامة مميزة في الفلكلور والتراث الشعبي المصري، إلا أن صناعة الفوانيس في مصر تشهد تراجعاً كبيراً أمام الفوانيس التي تستورد من الخارج خاصة الأنواع الصينية منها التي اجتاحت البلاد في السنوات الأخيرة حتى عانت ورش تصنيع الفوانيس من شبح الإفلاس.ويقول محمد إسماعيل، بائع فوانيس بالسيدة زينب، في حديث خاص، إن "أصحاب الورش المصرية مازالوا يستخدمون وسائل بدائية متوارثة عن الأجداد عبارة عن "كاوية ومقص وقادوم في تصنيع الفوانيس من الحديد المطاوع، ولا يحاولون مواكبة التطور في هذه الصناعة".
ويضيف إسماعيل أن الصين التي دخلت في تلك الصناعة "تجدد دائما من أشكال الفوانيس كل عام لدرجة أنها تتابع الجديد في سوق الأغاني لإدخال أبرز الأغنيات الحديثة على فانوس رمضان المصنوع من البلاستيك للاستفادة من الشهرة التي تحققها الأغنيات في الترويج لصناعتها". ويحذر محمود المصري، صاحب أحد ورش الفوانيس بحي الحسين من أن "ورش تصنيع الفوانيس في مصر على وشك الانهيار والإفلاس بسبب عجزها عن منافسة الفانوس الصيني الذي يتميز بانخفاض الأسعار، وتعدد الأشكال والأحجام"، مشيراً إلى أن "السعر والشكل أصبحا أهم عناصر الجذب سواء للكبار أو للصغار".