برغم انشاء الأحلاف العسكرية و التي كان هدفها الأساسي هو التصدي للمد الثوري الناصري في دول الجوار مثل الهلال الخصيب و حلف بغداد الذي تأسس برعاية رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد عام 1955 على هيئة إتفاق عسكري في بداية أمره بين العراق وتركيا، ثم انضمت إليه كل من بريطانيا و باكستان و إيران في نفس العام. بالاضافة إلى الولايات المتحدة التي لم تكن عضويتها كاملة في سنواته الأولى ، و برغم القواعد الأمريكية غربا في ليبيا متمثلة في قواعد العظم و هويلس و برغم سيطرة الاستعمار الانجليزي بمعاونه أذياله من الرجعية العربية جنوبا و التحكم في مضيق باب المندب ، و برغم معوقات الداخل من إقطاع و رجعية تجار الدين ،وبرغم وجود اكثر من عشرين إذاعة غربية وعشرات الصحف الأجنبية التي كانت تعادي المشروع الناصري وتعمل على تشوييهه ليل نهار ، و برغم خروجنا للتو من تحت نير استعمار متعاقب امتد لآلاف السنين بما سببه من فقر و جهل و مرض، برغم كل ذلك و ما يزيد عنه ، فعندما سحب البنك الدولي عرض تمويل بناء السد العالي لم يتحجج الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بواحدة من تلك المعوقات التي كانت تكفي واحدة منها لهدم أمة بأكملها و لكنه قال مقولته الشهيرة : سوف نبني السد العالي حتي لو بنيناه بالفؤوس و المقاطف علي أكتافنا...هذا هو بأس و عزم الرجال و هذه هي ارادة الأبطال التي تعرف معني و روح التحدي...لم نسمع وقتها حججا و مبررات واهية كما نسمع اليوم من مرسي الذي يخرج علينا باكيا متحججا بأن لميس وعمرو أديب وابراهيم عيسى هما اللي معطلين مشروع النهضة ومش مخليينه عارف يشتغل !!!!
و لهذا استحق عن جدارة أن يكون هو الزعيم الخالد جمال عبد الناصر