يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

نفحات رمضانية ,, اهلا رمضان 2013/ 1434

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1 نفحات رمضانية ,, اهلا رمضان 2013/ 1434 Empty نفحات رمضانية ,, اهلا رمضان 2013/ 1434 الجمعة يونيو 07, 2013 2:04 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

اهلا رمضان 2013/ 1434
نفحات رمضانية ,, اهلا رمضان 2013/ 1434
الحكمة من الصوم

الحمد لله الحكيم الخبير، العليم بما خلق وقدَّر وشرع وهو على كل شيء قدير، فرض على
عباده الصوم ليعلم من يتقيه، ويسمع من يناديه، ويقبل من آوى إليه، جاء برمضان،
وأنزل فيه القرآن؛ هداية للإنس والجان، فله الحمد أولاً وآخراً، وله الشكر ظاهراً
وباطناً، له الحمد في الأولى والآخرة وهو السميع البصير، والصلاة والسلام على
البشير النذير، خير الأتقياء، وسيد الأنبياء، وإمام العابدين الأخفياء، كثير الجود
والصدقات لاسيما في شهر التقوى والرحمات، فصلوات الله وسلامه عليه ما هلَّ لرمضان
هلال، وما أفطر مسلم برزق حلال، وما أنفق مؤمن في سبيل الله المال، صلوات الله
وسلامه عليه وعلى صحبه والآل، أما بعد:



سمى الله - عز وجل - نفسه "الحكيم"، فشرع لعباده ما ينفعهم، وهو أعلم بذلك:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ}
1،
ومما شرع وفرض صيام شهر رمضان المبارك، أياماً معدودات، وفي صومها من الحكم
والبركات ما يشرح النفوس المؤمنات، ويفرح الأرواح الطاهرات.



نقف لحظات قصيرات مع بعض أسرار وحكم الصوم علَّنا أن ندرك ما تقوى به عزائمنا،
وتعلو به هممنا، ويزداد به إيماننا وقربنا من مولانا، وقبل الكلام عن الحكمة من
الصوم ينبغي أن نعلم أن الله يشرع الشرائع والأحكام لحِكَمٍ قد نعلمها وقد لا
نعلمها، وقد شرع الصيام وأوجبه على عباده لحِكَم عديدة، وفوائد عظيمة في الدنيا
والآخرة، من تلك الحكم:



1- ما ذكره الله في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
2،
فبين - سبحانه وتعالى - أن الصيام سبب لحصول التقوى، والتقوى مزية عظيمة، وهي جماع
الخير، ويجدها الصائم عندما يترك طعامه وشرابه، ولا يلاحظ أحداً من الناس، قد علم
أن الله مطلع عليه، يعلم سرَّه ونجواهـ فامتنع عن كل مفطر، وترك كل مفسد لصيامه،
وكل ذلك يورثه تقوى الله - جل في علاه -.



واشتمال الصيام على التقوى بينه الإمام السعدي - رحمه الله - في تفسيره حيث قال عند
آية الصيام: "فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله، واجتناب
نهيه، فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب
والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه، متقرباً بذلك إلى الله، راجياً بتركها ثوابه،
فهذا من التقوى، ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله - تعالى -، فيترك ما
تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه؛ باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري
الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي،
ومنها: أن الصائم في الغالب تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني
إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين وهذا من خصال التقوى"
3،
ويقول أبو بكر البيهقي - رحمه الله تعالى -: "قال أبو عبد الله الحليمي في مبسوط
كلامه: قد أبان الله - عز وجل - أن الصوم من أسباب التقوى، وحقيقة التقوى فعل
المأمور به والمندوب إليه، واجتناب المنهي عنه والمكروه والمنزه عنه؛ لأن المراد من
التقوى وقاية العبد نفسه من النار، وهو إنما يقي نفسه بما ذكرت"
4.


2- ومن حكم الصوم ومقاصده وأسراره تزكية النفس وتطهيرها، وتهذيبها مما أصابها من
درن الذنوب والمعاصي، ويذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الأجر الجزيل للصائم
لتزكو نفسه بذلك فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر
له ما تقدم من ذنبه))
5،
كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عظيم ثواب الصيام فعن أبي هريرة - رضي
الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي
وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب؛ فإن سابه
أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند
الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه))
6،
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: 7..



3- والصوم يقوي العزيمة، ويربي الإرادة كما في الحديث:
((الصوم نصف الصبر))
8،
وفي الحديث: ((الصبر نصف الإيمان))
9،
فالصائم يصبر طاعة لله على الجوع والعطش، وكبت الغرائز والشهوات عن الحلال الذي بين
يديه يوماً كاملاً طيلة شهر كامل، فلا شك أنه بذلك يتمرس على قوة الإرادة، وصلابة
العزيمة.



4- وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد، وفي هذا
شعور بالقوة، وهو من المقاصد العظيمة التي لا بد أن يستشعرها كل مسلم، إذ أمر الله
- تعالى - بالوحدة والتمسك بها فقال: {وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ }
10.



اللهم اجعلنا من أهل رمضان الذي يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، وارزقنا فيه التقوى
والعمل الصالح، آمين.








1

سورة الملك (14).








2

سورة البقرة (183).








3

تفسير السعدي (1/86).








4

شعب الإيمان لأبي بكر البيهقي (3/287).








5

صحيح البخاري (38) بلفظه، وصحيح مسلم (760).








6

صحيح البخاري (1805)، وصحيح مسلم (1151).








7

صحيح البخاري (2685)، وصحيح مسلم ( 1153) بلفظه.








8

مسند أحمد (23123)، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره
وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، وانظر مسند بتحقيق
الأرناؤوط (5/363).








9

المستدرك (3666)، وصححه الذهبي في تعليقه في التلخيص،
وانظر المستدرك مع كتاب تعليقات الذهبي في التلخيص (2/484).








10

سورة آل عمران (103).










رمضان شهر القرآن



الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،
أما بعد:



شهر رمضان شهر تعظم فيه الصلة بالله - عز وجل -، وبكتابه الكريم؛ تلاوةً واستماعاً،
وتدبُّراً وانتفاعاً؛ لتحيا القلوب بنديم التلاوة، وتصلح الأخلاق بمهذب الأخلاق،
وقد شهد شهر رمضان المبارك نزول القرآن الكريم أعظم كتاب على قلب النبي - صلى الله
عليه وسلم -، ومذَّاك الحين ارتبط القرآن بشهر رمضان المبارك: {شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ
الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
}
1.


وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قراءة القرآن في هذا الشهر، بل كان
أحرص ما يكون على ذلك، فكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن كله في رمضان جاء
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود
الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة
من رمضان فيدارسه القرآن"
2،
وفي العام الذي توفي فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دارسه جبريل - عليه السلام
- القرآن مرتين؛ ليدل على أن أهمية هذا العمل في هذا الشهر.



وسار السلف الصالح - رحمهم الله - على ما سار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فكان لهم اجتهاد عجيب في قراءة القرآن في رمضان، بل لم يكونوا يشتغلوا عنه بغيره،
فقد: "كان عبد الله بن مسعود يختم القرآن في رمضان في ثلاث، وفي غير رمضان من
الجمعة إلى الجمعة، وكان الأسود يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وينام فيما
بين المغرب والعشاء، وكان يختم فيما سوى ذلك في ستة"
3،
"وعن حماد بن سلمة عن حميد أن ثابتاً كان يختم القرآن في كل يوم وليلة في شهر
رمضان"
4،
وكان الإمام محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان
يجتمع إليه أصحابه، فيصلّى بهم، فيقرأ في كل ركعة عشرين آية وكذلك إلى أن يختم
القرآن، وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في
كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة،
ويقول: عند كل ختمٍ دعوةٌ مستجابة"
5.


و"عن منصور عن إبراهيم عن الأسود أنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين،
وكان ينام ما بين المغرب والعشاء، وعن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل
ليلتين"
6،
و"كان الشافعي يختم القرآن ستين ختمة في صلاة رمضان"
7،
"وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا دخل رمضان ختم في كل ثلاث ليال
مرة، فإذا دخل العشر ختم كل ليلة مرة"
8،
"وكان ثابت البناني يختم القرآن في كل يوم وليلة من شهر رمضان"
9.


أيها الأخ الكريم:



هكذا كان حال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن في رمضان، وهكذا سار
أصحابه - رضي الله عنهم -، وكذا التابعين - رحمهم الله - وهم من هم في الفضل، فما
حالك، وأين أنت منهم، وكم هو وردك منه في سائر الأيام، وفي رمضان بشكل آكد، فلنـتق
الله - عز وجل - في القرآن، وفي هذا الشهر المبارك.



نسأل الله - تعالى - أن يردنا إلى دينه مرداً جميلاً، وأن يهدينا ويهدي بنا إنه ولي
ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.










1

سورة البقرة (185).






2

البخاري (2981)، ومسلم (4268).






3

التفسير من سنن سعيد بن منصور (1/24).






4

البيان في عد آي القرآن (1/327).






5

النشر في القراءات العشر (2/500).






6

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/73).






7

حلية الأولياء (9/134).






8

قيام رمضان لمحمد بن نصر المروزي (1/86).






9

شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/280).






https://taamelbyot.yoo7.com

Admin

Admin
مدير الموقع

أهلا رمضان




الحمد لله له الحمد كله, وله الشكر كله, أنعم فأسعد, وأجزل العطايا بلا حد, وأصلي
وأسلم على القدوة الأمجد, صلاة وسلاما دائمين إلى يوم يبعث الأحمر والأسود, وعلى
آله الأطهار, وصحابته الأخيار, والتابعين ومن تبعهم واقتفى بأثرهم ما تعاقب الليل
والنهار, أمـا بعد:




فأهلا وسهلا برمضان, وهنيئاً لمن بلغه الله تعالى رمضان, وعقد العزم وجدد النية
للصيام والقيام, والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات والطاعات.




أهلا برمضان لما فرض الله فيه من الصيام, وجعله فرضاً على كل مسلم مكلف, فأجزل لمن
قام به الأجور, وجعل له الوقاية والستر عن النار, ويسّر له دخول الحنان.




أهلا برمضان لـما سن فيه عليه الصلاة والسلام القيام وجعله مغفرة لذنوبه لمن قام
إيماناً واحتساباً.




أهلا برمضان لما شرفه الله سبحانه وتعالى على سائر الشهور فجعله سيد الشهور فكان
ميداناً لتنافس الموفقين, وتسابق الصالحين.




أهلا برمضان لما خصّه الله تعالى بليلة تعدل في أجرها أكثر من ثلاث وثمانين سنة لمن
وفق فيها وقامها إيماناً واحتساباً.




أهلا برمضان لما كان يُـبْرزُ فيه عليه الصلاة والسلام منهجا للتعامل فيه تختلف عن
غيره من سائر الشهور والأيام فيبتعد فيه عن مجال الاقتصاد والسياسة وسائر ميادين
الحياة إلى ميدان العبادة الشخصية وتقوية العلاقة بالمولى عز وجل.




أهلا برمضان شهر الإحسان, والصدقات, والهبات, والهدايا, والتفطير, والعفو, والصفح,
والدعاء, والاستغفار.




أهلا برمضان شهر اجتماع الأسرة على السحور والفطور للأكل, وقبله للدعاء والاستغفار
في وقت إجابة الدعاء, وقت السحر ووقت تنـزل المولى جلا وعلا إلى سماء الدنيا ليعرض
على عباده الاستغفار فيغفر لهم, والدعاء فيجيب دعاءهم, ووقت الإفطار الذي فيه دعوة
للصائم لا ترد.




أهلا برمضان شهر تَفَتّحُّ أبواب الجنان, وإغلاق النيران, وتصفّد فيه الشياطين.




أهلا برمضان شهر المنح والـهبات والمكرمات من رب الأرض والسماوات, فكم لله سبحانه
وتعالـى فيه من مغفرة للذنوب, ورفعة للدرجات, ومنح لعباده المؤمنين, وعتق من
النيران وحجاب عنها, وعفو عن المسيئين, وعلو للمحسنين, ومضاعفة لأجورهم, وقبول توبة
التائبين, واستغفار المستغفرين, وتحقيق رجاء الراجين, وتوبةِ التائبين, وتأمين
الخائفين, وبلوغ أماني الطائعين




أهلا وسهلا ومرحباً برمضان.




ونحمد الله تعالى ونشكره أبلغ الحمد وأعظم الشكر على بلوغنا رمضان.




ونسأله أن يحقق أمانينا في الدنيا والآخرة في رمضان وبعد رمضان.




وأن يعيننا جميعاً على حسن الصيام والقيام وسائر القربات وأن يتقبله منا, ومن جميع
المسلمين.




ومما يحقق ذلك:



·


أن يعد المسلم العدة لهذا الشهر



·


أن يعد العدة بالنية والعزم والتصميم على التعامل مع هذا الشهر بقدر ما يستطيع جهده
صياماً وقياماً وصدقة وبراً وإحساناً, وصدقة وصلة, وقراءة للقرآن الكريم, وذكراً,
واستغفاراً, ودعاءاً.



·


أن يعد العدة لعمل برنامجه فيحدد الأعمال التي يريد أن يقوم بها, ويـبرمجها على
الشهر كله فمثلاً: يريد أن يختم القرآن كذا ختمة, ويريد أن يراجع كذا وكذا, وأن
يتصدق بكذا وكذا, وأن يستيقظ قبل السحر للصلاة والدعاء, ...إلخ, ذلك كل بحسبه ووضعه
ووظيفته وأعماله, ويسأل الله التوفيق والتسديد والقبول.



·


يعد العدة لتقسيم اليوم والليلة على سائر الأعمال حتى لا يطغى جانب على جانب, أو
يهمل أعمالاً مهمة, وكذا ليؤدي كل عمل في وقته المهم.



·


يعد العدة ليكثر من الأعمال الخاصة برمضان كالتراويح والصدقات المستحبة, والجود,
والقرآن.



·


يعد العدة للعمل بالأولويات من جهة نفسه ومن جهة غيره.



·


يعد العدة ليؤكد على نفسه الحذر من سائر المحظورات والممنوعات والمفطرات الحسية
والمعنوية, وبالذات ما يدخله الشيطان إلى النفوس كـالعجب والغرور والرياء وطلب سمعة
الدنيا والتأخر واليأس, والأمن من مكر الله, والغيبة والنميمة والكذب وقول الزور
والباطل.



·


يعد العدة لكي لا تخدعه الفضائيات ونحوها من وسائل ضياع الوقت, ومحو الأجر, وكثرة
الوزر بما تبثه من برامج تتناقض مع الإسلام, وتتناقض مع رمضان, وتتناقض مع الصيام
فيمحو الليل عمل النهار.



·


يعد العدة لعمل برامجه لنفسه, وأسرته فلا ينشغل بنفسه دون أسرته فيقعون في كثير من
المشكلات والمخالفات, ويغيب عنهم منح رمضان, ويفوتهم ما أعده الله سبحانه لأهل
رمضان.



·


يعد العدة ولا ينسى إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من دعائه واستغفاره,
والشعور بشعورهم والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم.








أهلا وسهلاً ومرحباً برمضان.




ومع النظرة الجليّة والواضحة لواقع المسلمين أفراداً ومجتمعات الذي قد تطغى عليه
نظرة اليأس عند كثيرين إلا أننا نؤكد الترحيب برمضان, والعزم على التعامل مع رمضان
بكل تفاؤل وإحسان ظن بالله عز وجل وللعمل بما يرضيه, وبنصرة الإسلام والمسلمين في
كل مكان, وهنا يعيد لنا رمضان قوة التفاؤل بأن المستقبل للإسلام والمسلمين إذا
انطلقوا من رمضان بخبراته وبتغييره للنفوس والأوضاع




حقق الله الآمال, وبلّغ الأماني, وأعاننا جميعاً على الصيام والقيام وسائر القربات
والطاعات.




وتقبل مني ومنكم.




إنه سميع قريب مجيب.







من يشتري أياما ربانية




في سوق الإيمان .. من يشتري أياما ربانية ؟!




إن اللحظات التي يستشعر فيها المرء حلاوة الإيمان ولذة العبودية لهي أغلى لحظات
الحياة ..تلك التي يعيش فيها المرء في جنة من الحنين إلى حياة شفافة ربانية ..
ويحيا فيها عبر تلك اللحظات سابحا في معين صاف لم يتكدر بكدر الحياة ووديانها
المتشعبة ..




وللنفس في حينها لسبحات حيث تقترب فيها من ربها المتعال , وتأتلف فيها مع الإيمان
السرمدي الرقراق المتدفق من المشاعر الفياضة , حيث الإخلاص العميم والبذل المطلق ,
حيث لا شئ يراد إلا مرضات الرب الرحمن .




ولكم يعان المرء من فقدان تلك اللحظات الإيمانية , إذ هو يتأوه من ألم منغصات
الدنيا التي لا تفتر عنه ليل نهار , ويشتاق إلى تلك الساعات النادرة الثمينة ..




والرحمن سبحانه علم معاناة المؤمنين ومشقة مكابدة الأيام فأوصانا بترك الدنيا
وغفلتها والسعي جادين باحثين عن تلك اللحظات الغاليات حيث صحبة الصالحين ولقاء
الذاكرين .. قال سبحانه: { واصبر نفسك مع الذين يدعون
ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
}, وقال سبحانه :{ واذكر اسم ربك وتبتل إليه
تبتيلا ..
}ثم أكرمنا ربنا وأفاض علينا من رحماته ببيئة إيمانية وجو رباني
رحيب حيث تلك الأيام التي يعيشها المسلمون في صوم النهار وقيام الليل والذكر
والتوبة : ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون , فأي رحمة تلك رحمته سبحانه التي وسعت السموات والأرض ؟ يدعونا ليغفر لنا من
ذنوبنا , ويهيىء لنا ما يدفعنا إلى تطهير أنفسنا وتجديد توبتنا وإعلان أوبتنا ..فيالك
من رب رحيم ودود كريم سبحانك ..




وتدبر هنا
معي تلك اللمحات التي تطوف حول ذاك المعنى :



أولها : قوله
تعالى : { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
. فالصوم إذن هو التعبد بترك الشهوات
لا أن يتركها على العادة أو من أجل البدن وقد وجه الله الخطاب للمؤمنين في الآية
لأن صيام رمضان من مقتضيات الإيمان ولأن صيام رمضان يكمل به الإيمان ولأن ترك صيام
رمضان ينقص به الإيمان وإنما ذكر الله تعالى أنه فرض على من قبلنا ولم يذكر مثل ذلك
في الصلاة لأن الصيام فيه مشقة وفيه التعب وفيه ترك المألوف فذكر الله إنه فرضه على
من قبلنا تسلية لنا وتكريما لأمتنا إذ إنه ما من خير في دينهم إلا هو في ديننا .




ثانيا : تأكيده
على التقوى في جميع آيات الصيام لأن الصوم جنة يقي من الذنوب ويقي من النار وهذه
حكمة إيجاب الصوم , ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور
والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .


أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه

.


ثالثا : أن
التيسير في الأحكام الشرعية يتجلى ظهوره في أحكام الصوم فقد قال سبحانه {فمن
كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخ
ر
} والمرضى ثلاثة أقسام : قسم مريض لا يرجى برؤه بل هو مستمر فهذا لا صيام عليه
وعليه عن كل يوم مسكين , وقسم مريض مرضا يضره الصوم فهذا يمنع من الصوم ويحرم عليه
، وقسم مريض يشق معه الصوم لكن لا ضرر عليه فيه, فالأفضل له أن يفطر ولا يصوم ثم
يقضي بعد ذهاب المرض , فأي يسر ذلك وأي رحمه ؟!




رابعا : عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
قال الله عز وجل : كل عمل ابن أدم له إلا الصيام فإنه
لي وأنا أجزي به وفي رواية لمسلم كل عمل ابن أدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى
سبعمئة ضعف قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي أنا أجزي به يد ع شهوته وطعامه من
أجلى
)) , والمعنى هنا أن الصيام يختصه الله سبحانه من بين سائر الأعمال
فإنه سر بين الإنسان وربه فلذلك كان أعظم إخلاصا وقال بعض أهل العلم أنه إذا كان
يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد فإنه يؤخذ من حسناته إلا الصيام فإنه لا
يؤخذ منه شيء , كذلك فإن أجر الصائم بلا حساب رحمة من الله لما فرضه على من يحب من
عبادة .




وللصائمين حياة تحتوي كل جميل , وتذوب في ريحانة الإيمان مع كل ساعة تمر بهم , فإذا
الوجود من حولهم نور وحبور وإذا هم يسبحون في فيض النورانية الساجي , يستقون من نبع
الحب والبذل والعطاء والرضا برب رحيم , جواد كريم , غني حي قيوم .




إنها حياة تمتزج فيها العبادة بالحب , فتصير في أسمى معانيها , إذ أسمى العبودية هو
تمام الحب مع تمام الذل والانقياد .




تلك الحياة المخلصة التي يحياها الصائمون يستشعرون فيها بلذة العبودية لا مجرد
تنفيذ الأمر , فهو مذاق سكري مستلذ في حلق الصائم يتذوقه بجنانه لا بلسانه ,
ويستسيغه بفؤاده ويفيض سعادة على جوارحه , فترى الجوارح كلها في مؤتمر إيماني مؤتلف
, فلا العقل يعصى ولا اللسان يلغو ولا العين تخون ولا الأذن تسترق ولا اليد تجترئ
ولا القدم تخطو ولا النفس تصبو إلى ما نهاها ربها عنه.




وتغمرنا في أيام الصوم ثلاثة معان إيمانية : أولها: أن الصيام شرع لنا فيه من
الأعمال الصالحة ما يكون سببا في تكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا. وثانيها : أن الله
تعالى فيه يوفق إلى العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه لما تيسرت لنا الصالحات,
وثالثها : أن الله أعد به - فضلا منه - الأجر المضاعف على الأعمال الذي يصل بالناس
إلى يوم منتهاه العتق من العذاب..




وفي عبودية الصيام صار العابدون قسمين : أولهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله
تعالى يرجو عنده عوض ذلك في الجنة فهذا قد تاجر مع الله والله لا يضيع أجر العاملين
ففي الحديث : إنك لن تدع شيئا اتقاء لله إلا أتاك الله خير منه , وأما الطبقة
الثانية: فهي طبقة من يصوم في الدنيا عما سوى مرضات الله فيحفظ الرأس وما حوى
والبطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره
يوم لقاء ربه فتدبر في ذلك المعنى واستحضر الحديث الرباني له صلى الله عليه وسلم إذ
يقول : إن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه . متفق عليه, وعن أبي
سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من
صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه ، كفر ما قبله
)) .


رواه أحمد والبيهقي
.



ولكأنما تلقى جوارح الصائم فرحة علوية تغمرها ساعة فطرها .. بعد أن راقبت الله في
يومها واتقت وآمنت وحفظت نفسها من غفلة وسقطة ..فتعود ساعة فطرها ظمأى لقبول
أعمالها التي قدمت .. مسارعة – تبعا للسنة – إلى أن تلهج بقول ذهب الظمأ وابتلت
العروق وثبت الأجر إن شاء الله









أحوال السلف في رمضان



لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ،
وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح
أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو
شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.




لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد
واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.




فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم
وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس
أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قال ابن القيم -رحمه الله
تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع
العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه
جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان،
يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص
رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً
ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة"

زاد المعاد في هدي خير
العباد(2/30)
..



لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في
الطاعات والقربات، كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين،
فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات،
ومضاعفة الحسنات، لقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم
يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.




وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع
عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟




السلف والقرآن في رمضان :




نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي؛ فهذا
الإمام البخاري -رحمه الله- كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه
فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في
السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل
الختم؛ دعوة مستجابة. صفة الصفوة(4/170).




وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، قال
الربيع: "كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في
الصلاة". صفة الصفوة(2/255)




وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-
في ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟، يقول ابن
رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة
على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة
القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من
تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة،
وعليه يدل عمل غيرهم". يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث
ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.



السلف والقيام في رمضان :




قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون
بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم
قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئهاتتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار
تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.




وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ،
يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،




ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة
ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد
إلى الفجر، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً
ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً"




وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا
تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.




وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر
جهنم نوم العابدين




عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري
رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القاريء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد
على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي




وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام
فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ.




وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن
يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين .
أخرجه عبد الرزاق في المصنف




وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في
ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم .
أخرجه البيهقي




وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس
من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا
يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي




وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر
رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يسثقل ذلك .
أخرجه ابن أبي شيبة




وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل
عشرة أيام




وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في
شهر رمضان بعشرين ركعة قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في
عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي




السلف والجود في رمضان




عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس
بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة
في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه
جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه




قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن
بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم
وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة




وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان
اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير
منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم .




وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين . وكان إذا جاءه سائل
وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل .







السلف وتنوع القربات




وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من
الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ
صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة.




عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .وكان طلق
إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة




وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا .
وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما
ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.




وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن
الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها




وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية، وفعل ما
يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات،
ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب
الله وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر
بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب
والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم
فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى صلتنا
بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا، فنقتدي بهم -نرجو من الله ذلك-.




نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبه صلى الله عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على
ما سار عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . وأن
يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن
يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام
ليلة القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا. آمين اللهم آمين.




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

https://taamelbyot.yoo7.com

zizi

zizi
(¯`·._) مديرة المنتدى (¯`·._)
(¯`·._) مديرة المنتدى (¯`·._)

سلمت يداك على الطرح

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى