خريطة الإخوان في العالم العربي

قال الكاتب رمضان الشربيني في تقرير مطول له في غلف نيوز ننقل إليكم منه في العالمية إنّ جماعة الإخوان المسلمين التي تتصاعد أسهمها بشكل متسارع في العالم العربي ما بعد الربيع العربي عام 2011، تأسست عام 1928 على يد الإمام المصري حسن البنا، كجماعة إسلامية سياسية واجتماعية عابرة. وأمضت الجماعة عقوداً طويلة تحت القمع حتى باتت أخيراً أكثر منظمة إسلامية مؤثرة في العالم ككل. وقال الكاتب إنّ التحرك السياسي الأول للجماعة جاء في مصر إبان الملك فاروق عام 1944 عندما ترشح حسن البنا للإنتخابات البرلمانية.

ويمرّ الكاتب خلال تلك العقود من القمع المتواصل للإخوان المسلمين في العالم العربي وخاصة في مصر في ظل الأنظمة العلمانية، ليخلص إلى المكاسب الأخيرة التي تحققت، ففي تونس حقق الإسلاميون مكاسب سياسية كبيرة وكذلك في الأردن والمغرب وليبيا، ولو أنّ صعودهم إلى السلطة بمواجهة الليبيراليين يترافق مع القلق الكبير حيال الحريات وحقوق الأقليات.

وفي مصر شابت أشهر الرئيس محمد مرسي الأولى في الحكم نزاعات حادة مع
المعارضة ذات الميول العلمانية والقضاء. وأغضب مرسي كلا الجانبين في تشرين
الثاني (نوفمبر) عندما أصدر مرسوماً يمنحه سلطات جديدة. وتعمقت الأزمة
عندما وافقت أغلبية على الدستور في استفتاء على إصلاحات قدمتها لجنة
تأسيسية معظم أعضائها من الإخوان المسلمين في كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

وتتهم المعارضة مرسي بالعمل تحت راية جماعة الغخوان. وغالباً ما تتحول
الإحتاجاجت ضد الإخوان إلى اشتباكات عنيفة تؤدي إلى سقوط ضحايا. كما هوجمت
العديد من مقار الجماعة في أرجاء مصر.

وتزعم جماعة الإخوان المسلمين أنّ المعارضة وحدت صفوفها مع الموالين للرئيس المصري السابق حسني مبارك للإطاحة بمرسي.

من جانبه يقول الخبير السياسي في الشؤون المصري حسن نافعة: "يجب أن تتخى
جماعة الإخوان المسلمين عن أحلامها في الهيمنة، التي تتجاوز قدراتها
الفعلية". ويتابع أنّ "على الجانبين أن يتوصلا إلى صيغة تنقذ سفينة البلاد
من الغرق".

أيديولوجيا الإخوان

تعرّف الجماعة نفسها على أنّها جماعة معتدلة تعمل على تحقيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية شاملة، مبنية على الإسلام السنّي.

ويؤمن الإخوان أنّ "الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية وعمل وكتاب مقدس وسيف".

وتدعي الجماعة القبول بالتعددية السياسية، وتداول السلطات بشكل سلمي والحريات الأساسية للإنسان.

كما يؤمن الإخوان أنّ القرآن والسنة يحملان مفتاح طريق الكمال في الحياة
والنظام السياسي والإجتماعي المثالي، وهو ما يفترض أن تقيمه حكومات الجماعة
كفاتحة للوصول إلى الخلافة.

وترى الجماعة أنّ النساء غير مؤهلات لرئاسة الدولة لكن يمكن أن يتولين مناصب حكومية.

انتشارها في العالم العربي

تنتشر جماعة الإخوان المسلمين في العديد من الدول حول العالم، وأهم فروعها السياسية هي كالتالي:

تونس: حزب النهضة، الذي كان محظوراً تحت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وحاز الأغلبية البرلمانية عقب الإطاحة ببن علي.

ليبيا: حزب الحرية والبناء، والجماعة كانت محظورة تحت حكم العقيد الراحل
معمر القذافي، ولم يفز حزبها بالأغلبية البرلمانية في أعقاب الإطاحة
بالقذافي.

مصر: حزب الحرية والعدالة، والجماعة كانت محظورة رسمياً في عهد مبارك،
وفازت بالأغلبية البرلمانية في أول انتخابات عقب الإطاحة بمبارك.

الجزائر: حركة مجتمع السلم، هي جزء من ائتلاف يدعم رئاسة عبد العزيز بوتفليقة.

السودان: الجبهة الإسلامية القومية، مندمجة مع حكومة الرئيس عمر البشير.

المغرب: حزب العدالة والتنمية فاز بالأغلبية في أول انتخابات بعد الربيع العربي.

لبنان: الجماعة الإسلامية تأسست عام 1964 لكن ليس لديها أيّ تأثير يذكر في المجتمع.

الأردن: جبهة العمل الإسلامي تشكو من أنّ القوانين الإنتخابية تمنعها من
التمثيل البرلماني العادل. وكانت قد قاطعت آخر انتخابات برلمانية في كانون
الثاني (يناير) الماضي.

العراق: الحزب الإسلامي العراقي، قاده نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي المتهم من قبل الحكومة بتدبير نشاطات إرهابية.

سوريا: أحزاب الإخوان المسلمين محظورة منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد. ويشتكي الكثيرون في المعارضة من هيمنة الإخوان المسلمين.

فلسطين: حركة حماس، فازت بالإنتخابات البرلمانية عام 2006 لكنّها نبذت من السلطة وأسست حكومة منفصلة في غزة.

الصومال: حزب الإصلاح الذي ينظر إليه على أنّه قوة معتدلة في بلد عانى من سطوة جماعات إسلامية أكثر تطرفاً.