الرئيسية
على
غرار ما قامت به إيران مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس في العام 2006
بتشكيلها كتائب للمقاومة تقوم بالدفاع عن قادتها ونظام الحركة، ضد الجميع
سواء المحتل الإسرائيلي أو الفلسطينيين أنفسهم، يبدو أن زيارة قائد كتائب
“القدس” الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني مؤخرا لمصر
تصب في نفس الاتجاه.
ما
يدعم الفكرة هو ما أعلنه السلفي الجهادي التابع لحركة حازمون المتشددة
أحمد سلام بعد الزيارة بأسبوع واحد عن النية لتشكيل ما يسمى بالحرس الثوري
للرئيس مرسي “لحماية الشرعية” والدفاع عن الرئيس ضد قوى المعارضة.
حتى
الآن والأمر مجرد فكرة من شخصية بعيدة عن صنع القرار، والربط بينها وبين
زيارة سليماني ربما يكون نوع من التحامل، لكن عندما يخرج علينا سلام مرة
أخرى، ويقول أن جماعة الإخوان المسلمين – المحرك للأمور بمصر- أعجبت
بالفكرة ووعدت بعرضها على مرسي لدراستها، فإن الربط السابق يصبح الأقرب
للتصديق، خصوصا مع وجود تسريبات كثيرة عن البدء فعليا في تشكيل هذا الحرس
من مجموعات من شباب الإخوان المدربة، والمسماه بالميليشيا وكانت جاهزة
للتدخل أكثر من مرة خصوصا حينما اشتدت الأزمة أمام قصر الاتحادية، وحاول
بعض الرافضين لمرسي اقتحام القصر.
جس النبض
بحسب
المحللين، فإن الأمر ليس مجرد فكرة، والتسريبات التي تمت مقصودة لتهيئة
الرأي العام المصري لقبولها، مع توفير الحشد المعتاد من كتائب الجماعة
المنتشرة في كل مكان، لإظهار مزايا الفكرة بدعوى الشرعية وخيانة الداخلية،
وتردد الجيش، وما إلى ذلك من أمور باتت مبررات محفوظة لكل متابع لمواقف
الإخوان المتكررة.
ما
يدعم تحليلنا للموقف هو مقال الكاتب الإسرائيلي شاؤول منسي، محلل شؤون
الشرق الأوسط، على موقع “نيوز وان” الإخباري، الذي يقول فيه إن عن
التهديدات التي تحاصر جماعة الإخوان المسلمين حاليا في الحكم، ومخاوف
الانقلاب العسكري ضدهم، دفعت بقادة الجماعة الكبار وعلى رأسهم المحرك
الرئيسي للأحداث المهندس خيرت الشاطر؛ للتجهيز لفكرة إنشاء كيان مواز للجيش
المصري، يمكنه التدخل في الوقت المناسب لحماية الرئيس والجماعة ضد أي
تهديد محتمل.
الخوف من مصير مبارك
شاؤول
أضاف في مقاله، أن “معجزة” التقارب بين مصر وإيران – كما أسماها – برغم
الاختلاف العقدي، تأتي لاحتياج الإخوان الشديد لخبرة إيران في مسألة الحرس
الثوري، وتشكيلاته وتدريباته.
وربط
منسي بين زيارة قائد كتائب “القدس” الإيرانية التابعة للحرس الثوري
الإيراني، قاسم سليماني، والإطاحة بوزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين،
مشيرا إلى أن السبب الأوحد الذي دفع للإطاحة به هو معارضته للزيارة، ورفضه
استخدام القوة في تفريق المتظاهرين، وفض الاحتجاجات المناهضة للإخوان،
متابعا أن “الأمر نفسه بالنسبة لقيادات الجيش، فحتى رغم أن مرسي هو من قام
بتعيينهم، إلا أنه يخشى انقلاب عسكري ضد نظامه، وهو ما دفعه لتأسيس قوة
جديدة تكون بمثابة عامل موازنة؛ للحفاظ على سلطته في حال الانقلاب العسكري،
حيث أن قوات الأمن والجيش يعارضون استخدام القوة في فض المظاهرات، وهو ما
يدفعه للخشية من مواجهة مصير مبارك في النهاية”.
وأنهى
منسي مقاله، قائلا إنه “ربما يطمح الإخوان إلى تأسيس قوة موازنة؛ تحبط
محاولات الانقلاب العسكري ضدهم، وتلك الخطوة تتناسب تماما مع تعامله القمعي
مع المظاهرات التي تخرج ضدهم منذ صعودهم للحكم”، لافتا إلى أن “الإخوان
اعتادوا القتل، وربما تكون الفكرة تصب في نفس اتجاههم، وبالتالي فهي غير
مستغربة”.
الفكرة
غير مستغربة على تفكير الإخوان المعتاد على القتل إذا، بحسب المحلل
الإسرائيلي، لكن كيفية التكوين والممارسات هل تشير إلى ذلك فعلا؟
النظير الإيراني
بالنظر
إلى تاريخ نشأة الحرس الثوري الإيراني، أو ما يطلق عليه بالفارسية (ساباه
باسدران(، فقد تأسست قواته في مايو 1779م، كقوات موالية للمرشد الأعلى آية
الله روح الله الخميني، بعد نجاح ثورته، ثم تحولت إلى قوة كاملة العتاد
بسبب الحرب العراقية الإيرانية، حتى أنها أصبحت القوة الرئيسية بالبلاد،
بعدما أضيفت إليها مهمات سرية وخطيرة، أهمها حراسة المناطق الحدودية،
والمؤسسات السرية والحيوية، وحماية مضيق هرمز، كما أسندت إليها مهام تطوير
الصواريخ الإيرانية، والآن تتولى مسئولية البرنامج النووي الإيراني
بالكامل.
يبلغ
عدد قوات الحرس الثوري أكثر من 150 ألف مقاتل، وهو نفس عدد الجيش النظامي
تقريبا، فيما يبلغ عدد عناصر القوات البحرية أكثر من 20 ألفًا، إضافةً إلى
الاستخبارات والقوات الخاصة، ويرجع حجم هذا العدد الكبير إلى رغبة
الإيرانيين في الانضمام والتطوع للحرس الثوري، حيث إنه يعطيهم كثيرًا من
المزايا، منها دخول الجامعات بسهولة أكبر؛ لأن هناك كوتة مخصصة لهم،
والحصول على وظائف حكومية.
ويمتلك الحرس الثوري أنواعًا عدة من الأسلحة، تتضمن صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة، قسم كبير منها صناعة روسية.
المهمات
أما
المهمات الرئيسية لتلك القوات فكانت تشكيلها خط الدفاع الأول عن نظام
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وشكلت رأس الحربة في عمليات قمع مظاهرات
المعارضة منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة، إضافة
إلى القوات التطوعية التي أمر الخميني بتشكيلها في نوفمبر 1979م، لتكون
بمنزلة موجات بشرية للدفاع عن إيران وقيم الجمهورية الإسلامية، ثم وضعت تحت
قيادة الحرس الثوري في يناير 1981م.
ويبلغ
عدد هؤلاء المتطوعين نحو 11 مليونًا (90 ألفًا منهم فقط جنود نظاميون
ثابتون)، وتقوم حاليًا هذه القوات بالعمل على ضمان تطبيق الالتزام بالزي
الإسلامي في الشوارع والأماكن العامة، حيث تقيم نقاط تفتيش في الشوارع،
خاصة يومي الخميس والجمعة، منعًا لشرب الكحول والمخدرات، وقد تم توسيع نطاق
مهماتها لتزويد الحرس الثوري الإيراني بالاحتياطي والعناصر الصغيرة.
والمفاجأة
أن نفوذ هذا الحرس الثوري قد تنامت مع مرور الوقت حتى أصبح قادته يسيطرون
على زمام أبرز المؤسسات السياسية في الدولة، ووصل أحد قادته وهو محمود
أحمدي نجاد إلى رئاسة الجمهورية عام 2005م، كما أن رئيس البرلمان علي
لاريجاني كان من العناصر الفاعلة فيها.
مما
سبق يتضح لنا أن نوايا الجماعة لتشكيل فرقة حماية مرسي، أو حرسه الخصوص من
ميليشيا الجماعة موجودة بالفعل ، وحلم بدأت التمهيد لجعله واقع ربما يفاجئ
الجميع بعد فترة.
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف