نائبة سابقة فى الكونجرس لـ«الوطن»: منبهرة بحملة «تمرد».. و«الإخوان» لا يطبقون ما تعهدوا به لنا

دعت النائبة السابقة فى الكونجرس الأمريكى، جين هارمان، المعارضة
المصرية إلى التوحد فى ائتلاف واحد، لتكون أكثر فعالية، خاصة إذا شاركت فى
الانتخابات البرلمانية المرتقبة، للحصول على أكبر قدر من المقاعد، التى
يستطيعون من خلالها تغيير رئيس الوزراء وتعيين آخر متفق عليه، وتغيير
القوانين وتعديل الدستور حسبما يشاءون.


وقالت «هارمان»، فى لقاء صحفى فى السفارة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس
الأول: «كثيرون اعتبروا أن الانتخابات الرئاسية عادلة على الأقل من الناحية
الفنية، وهذه أول حكومة ديمقراطية منتخبة، وهناك أشياء كثيرة فقدتها
الحكومة ولم تنجح فى أخرى، وأحزاب المعارضة تستطيع أن تنظم نفسها لنقل
رأيها ولتصبح أكثر تأثيرا، وستكون المعارضة فعالة فى الانتخابات البرلمانية
للحصول على أكبر عدد من المقاعد، وسيكون لهم تأثير فى نظام ديمقراطى
ويساعدون فى صياغة سياسة الدولة ويتمكنون من تغيير رئيس الوزراء الحالى
ويختارون ما يشاءون ويتبنون قوانين ويغيرون القوانين التى تريد الحكومة
تمريرها عن طريق مجلس الشورى».


وأضافت السياسية الأمريكية البارزة أن «حكومة مرسى لا ترى ضغوطا كافية،
وإذا ضمت المعارضة صفوفها سيضغطون على حكومة مرسى، وإذا كانت المعارضة تريد
أن تصل للبرلمان عليها توفير الأموال والرسائل والأدوات الخاصة بها،
ليحققوا نجاحا أكبر مما حدث فى الانتخابات السابقة، وهذا ما نصحتهم به».


وحول الوضع فى سيناء قالت «هارمان»: «وضع سيناء مثير للفزع، ونأمل أن
تجد الحكومة الحالية طريقا لفرض سيطرتها على سيناء لدفع القاعدة بعيدا،
ونأمل من مصر أن تتغلب على هذا التوجه؛ لأنه فى صالح الجميع والجارة
إسرائيل، ومن مصلحة مصر أن تهزم القاعدة التى تمثل تهديدا للديمقراطية
والمنطقة، وإذا كانت سيناء تتحول لقاعدة للإرهابيين والقوات العسكرية
المصرية، فإن واشنطن مستعدة لتطهيرها من الإرهابيين والقاعدة إذا طلبت مصر
ذلك، وجيش مصر والرئيس محمد مرسى سيجدان وسيلة لفرض السيطرة وطرد عناصر
المنظمات المتطرفة من سيناء».


وتمنت «هارمان» أن تجد حكومة الرئيس محمد مرسى والجيش طريقة لحل المشكلة
فى سيناء وإبعاد القاعدة، وأن يكونوا قادرين على هزيمة هذا التهديد فى
سيناء. وكشفت عضو الكونجرس السابقة أنها التقت رئيس حزب الدستور محمد
البرادعى خلال زيارتها للقاهرة والتقت أيضا عددا من شخصيات المعارضة،
وشجعتهم على خوض الانتخابات والاتجاه للشارع.


كما التقت «هارمان» مساعد الرئيس للشئون الخارجية، الدكتور عصام الحداد،
ودعته إلى تنفيذ ما وعدوا به قبل الفوز بالانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى
أن نظام الرئيس محمد مرسى لا يطبق ما وعد به بشكل كامل، وتقول: «فى كل مرة
التقيت حكومة مرسى طلبت منها الانفتاح أكثر من ذلك وتحقيق كل ما وعدوا
به».


وكشفت «هارمان» عن أن مساعد وزير الدفاع، اللواء محمد العصار، سوف يزور
واشنطن يوم 10 يونيو المقبل ويلتقى عددا من المسئولين هناك لبحث العلاقات
بين البلدين.


وردا على سؤال لـ«الوطن» عن رأيها فى حملة «تمرد» لسحب الثقة من الرئيس
محمد مرسى، قالت: «أنا منبهرة بحملة تمرد ووصول التوقيعات إلى 3 ملايين،
حسبما أعلنوا، ومحاولة الوصول إلى 15 مليونا، لكن التوقيع وحده ليس كافيا،
ويجب أن تكون هناك استراتيجية للحصول على مقاعد فى البرلمان وأتمنى أن يكون
البرلمان الجديد أكثر تمثيلا للمصريين ويضم ما يختاره الشعب، وإذا لم تنظم
المعارضة نفسها لن تحصل على مقاعد وسيتكرر ما حدث فى البرلمان السابق».


وعن الاقتصاد أكدت «هارمان» أن الجميع قلق على الاقتصاد المصرى حتى تأتى
الأموال من صندوق النقد الدولى، وقالت: «نعتقد أن المساعدة الاقتصادية
ليست للحكومة ولكن للشعب، والقرض سيساعد الحكومة إذا اتخذت خطوات تبين أنها
تعمل على تحسين الاقتصاد، ونأمل أن تتخذ خطوات للحصول على قرض صندوق
النقد، ونعلم أن مصر تسعى للحصول على أموال من ليبيا وقطر، لكن هذا على
المدى القصير». وأكدت أن شروط «النقد الدولى» تنطبق على كل الدول وليس مصر
فقط، وأتفهم أن مصر تريد القرض والحكومة قالت ذلك لإعادة الهيكلة والتغيير
اللذين تريدهما الحكومة لحماية الفقراء، وهناك طرق لعمل ذلك لتعفيهم من
الأعباء.


وعن حرية الإعلام وموقف «الإخوان» منه قالت: «إن حكومة مرسى تقول إن
الإعلام لا يقدم فكرا سليما أو صورة صحيحة، لكن يجب أن يكون هناك دعم لحرية
الرأى والتعبير والصحافة، وأتمنى من الدكتور عصام الحداد أن يحقق ما قاله
لى خلال لقائنا بشأن التعامل مع الإعلام، إلا أنه لم يفعل ذلك بالدرجة
الكافية، وعليهم مساندة المبادئ التى جرى انتخابهم عليها»، فيما أبدت
السياسية الأمريكية قلقها من أوضاع المرأة، خاصة حالات التحرش، وقالت:
«نشجع مصر على المشاركة فى التدريب والحياة السياسية».