أنا سكرانُ بمن تخلقُهمْ
من نُطفة اللوز،
ونُطق الكسل الصيفي
سكرانٌ بمن...
يا ربُّ يا تدري بمن!
يا ربُّ، يا تدري بمن!
قابضٌ راحي على جمرةِ كأسي
بهدوء ورضى.
أمنحُ دنيايَ على علاتها أقمار زرقاء
وناراً وخياما.
لم أزلْ أرجع للكتّاب
والختمةِ والقرآنِ، طفلا
دائماً ألقاك في شارعنا الفرعي
تؤويني من الصيف العراقي
بثوبيكَ
وتتلو صبرَ أيوبَ على وجهي
ولكني مهووسٌ غراما:
ببيوت أذِن الله بأن يُذكر فيها
وكثيراً هيمتني
"ألم نشرح"...
"والضحى"...
"يا أخت هارون ولا أمُّكِ قد كانت بغيّا"
"زكريا"
"وسليمان بن خاطر" كان صديقاً نبيا
وإماماً
قبِّل القبرَ "بأكياد"
فهذا الهرمُ الطفلُ
احتوى أسرارَ مصر كُلَّها،
وأقانيمَ خلود الروح والطوفانَ والطودَ
أما كان كليمَ الله،
في رابية الطودِ،
وناداه: سليمان بن خاطرْ
طهِّر البيتَ من الأرجاس وانزل أرضَ مصرٍ،
حذّرْ الأحزاب في دوامة السلطة
والنصفية العاهر
بلغها بأن الله لا يقبل إلا بالبواريد
السلاما
يا صُراخَ الكُوة السوداء
يا يحيى نبي الله!
"سالومي" تؤدي رقصة الموتِ
وألقت آخر الأشياء للستر
على استقلال مصر
والمزاميرُ وصوتُ النقر من بيت رئيس الجيش
صلِّ ركعة الموت
فإن الرأس مطلوبٌ
ولم تصح الجماهير تماماً.
أسقنيها...
لا يزالُ الليلُ يشتدُّ
وأشتد
ولا يبدو على الأفق ذليلٌ
ربما كلَّتْ من الخيبة عيني
وأضافتْ ظُلُماتٍ
أو يروغ الأفقُ أمعاناً بشيء،
إنما أُبصر من عين الذين استضعفوا
إن أطبقت كُلُّ المقادير جهاما
أنا سكرانٌ بمن تخلقُهُمْ
من نُطفةٍ طاهرةٍ،
مثل مياه الصُبح
في الخدّ قناديلُ من المسك
وفي العين شرودُ الظبيّ في الصحراء
أنا
أنا سكرانٌ بمن
يا ربُ يا تدري بمن
لا مني الحُبُّ على الحُبِّ
فأغويتُ الملاما
مظفر النواب - أيها القبطان.
https://www.youtube.com/watch?v=IBvqNQWSqDs