يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سودانايل ,, الجمعة, 19 نيسان/أبريل 2013 استردوا القاهرة أولا وتعالوا نتفاوض بعد ذلك حول حلايب وشلاتين

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

سودانايل ,, الجمعة, 19 نيسان/أبريل 2013
استردوا القاهرة أولا وتعالوا نتفاوض بعد ذلك حول حلايب وشلاتين
بقلم: محمد فضل علي

محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا
بعد ايام
قليلة من المحاولة التي تورطت فيها عدد من الشخصيات الراديكالية والجهادية
المصرية المعروفة التي انطلقت من الاراضي السودانية صوب العاصمة الاثيوبية
اديس ابابا لتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري السابق محمد حسني
مبارك في فترة التسعينات اختفت منطقة حلايب وشلاتين بصورة مفاجئة من خريطة
الدولة السودانية وشرعت السلطات المصرية في ظل اجواء التوتر والقطيعة
الشاملة والحرب الاعلامية والاستخبارية بين الجانبين السوداني والمصري في
القيام بتغيرات جذرية في اوضاع المنطقة بعد ان ارسلت قوة عسكرية متعددة من
جيش وشرطة وامن ومخابرات لتامين عملية التغيرات الديمواغرافية السريعة في
المنطقة, وخلافا لما كانت تشيعه بعض ابواق النظام عن تسليم المعارضين
بتبعيه المنطقة للسلطات المصرية كانت ردود الفعل مختلفة تماما ومتفاوتة وسط
القوي السياسية والنقابية السودانية المعارضة في قاهرة التسعينات وحتي
الحزب المقرب تاريخيا من مصر ممثلا في الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعيمه
السيد محمد عثمان الميرغني زعيم التجمع الوطني المعارض وزعيم المعارضة
السودانية في تلك الايام فقد كان الراي السائد داخلة ان الاجراءات المصرية
المتزامنة مع مرحلة تداعيات محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري حسني
مبارك قد وضعت المعارضة في موقف حرج لانها فوجئت بتلك الاجرءات في اجهزة
الاعلام ولم يتم التشاور معهم حولها او يتم توضيح الموقف لهم علي اي مستوي
وانه لن يجدي الكلام في ظل التغيرات الجذرية التي تمت علي الارض في المنطقة
والتي نقلت المواطن نقلة غير عادية خلال اشهر قليلة, وكان اغلب المعارضين
يعتبرون ان الامر عبارة عن عملية وضع يد وليس له سند في القوانين الدولية
مع الاقرار بان عملية التغيير التي نقلت حلايب وشلاتين من التهميش المريع
الذي تعيشه ايضا اجزاء واسعة من اقاليم السودان الطرفية بل في اجزاء اخري
في وسط السودان اضافت للموضوع ابعاد اخلاقية عند المعارضين المستنكرين
لعملية ضم المنطقة الي الخريطة المصرية ومنهم اخانا الكريم عيسي محمد الحاج
اخر نائب سوداني منتخب لمنطقة حلايب وشلاتين الذي كان متواجدا في مصر
لسنين طويلة ضمن المعارضين ورفض اغراءات الجانب المصري حتي غادر مصر لاحقا
ضمن برنامج اعادة التوطين والهجرة مع اسرته الكريمة, مصر تمسكت بحقها
التاريخي في المنطقة ورفضت باجماع الناس فيها التفاوض حول تبعية المنطقة
علي اي مستوي او قبول اي نوع من التحكيم الاقليمي او الدولي حولها واعتبروا
ان مجرد التفكير في هذا الامر يعد انتهاك للسيادة المصرية ولم نكن بعيدين
بالطبع عن التواصل مع اخوتنا المصريين علي الاصعدة الرسمية او في اطار
العلاقات الانسانية الصادقة والحميمة والعشرة اليومية اللصيقة مع عدد معتبر
من الصحفيين والاعلاميين والمناقشات التي كانت تدور في هذا المناخ وحول
هذه القضية لم تكن تخلوا من طرافة واذكر ونحن مجتمعين مساء احد الايام ان
اخانا الاعلامي المصري محمد ابو لواية الصعيدي المعتد بصعيديته وهو من
النفر الذين اشقاهم زمن مبارك وعانوا من التهميش في عهده ان قال لبعض
السودانيين بلهجته المميزة "شوفوا يا اخوانا ان لا اعرف كثيرا في القوانين
الدولية ولكني سمعت ان سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال ان امراة دخلت
النار في هرة الي اخر الحديث مضيفا من عندة انتوا بتوع السودان ستدخلوا
النار في شعب حلايب وشلاتين يعني انتو لاترحموا ولاتسيبوا رحمة ربنا تنزل
علي الناس" في اشارة منه الي النقلة الكبيرة في حياة الناس في المنطقة بعد
تبعيتها الجانب المصري ضحك الناس علي حديث الاخ الكريم لمعرفتهم به شخصيا
وبطبيعته العفوية وصدق مشاعره وطرافته المعروفة ولكن الموضوع مع طرافته
اعادنا الي قصة وضع اليد واستغلال قدرات الدولة المصرية التي كانت في
عافيتها تلك الايام في اجراء تغيير جذري سريع علي ارض الواقع في منطقة
حلايب وشلاتين علي كل الاصعدة خلق بدوره واقع جديد ومعقد حول قانونية
وتبعية المنطقة ومع كل ذلك فلم تكن في النفوس ضغائن ولن تكون ولانذكي شعبنا
السوداني وصدق ونبل مشاعرة ولكننا نذكر بتضحيته العظيمة في مرحلة حرجة
وخطيرة من تاريخ الدولة المصرية والثورة الوليدة حينها ببقعة من اجمل بقاع
السودان لها مكان اثير في قلوب ووجدان السودانيين مدينة حلفا التي يرفق
اهلها صورها القديمة بعبارة "ابوكم ادم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان"
والامر كذلك فقد كانت المدينة رغم صغرها جنة علي الارض غرقت بسبب بناء السد
العالي وغرقت معها احلام الملايين وذكرياتهم وكانت صدمة عنيفة زلزلت وجدان
الناس الذين تباروا في نعي المدينة الخالدة شعرا رصينا وباكيا بمختلف
اللهجات عربية وعجمية وترتب علي الامر في ذلك الوقت وفترة الستينات جفوة مع
النظام السياسي الحاكم في ذلك الزمن وحكم الفريق ابراهيم عبود الذي اسقطته
ثورة اكتوبر الشعبية عام 1964 تغمده الله بواسع رحمته وسارت الامور بعد
ذلك التاريخ مدا وجذرا ولم يكن التعويض المصري المتفق عليه مجزيا ولم يكن
الوطن البديل لمواطني حلفا النوبيين مغريا مقارنة بجنتهم التي غرقت في مياه
النيل ومع كل ذلك كانت الوقفة التاريخية العظيمة من شعب السودان بكل الوان
طيفه مع الزعيم الخالد في رحاب ربه باذن الله جمال عبد الناصر عندما اتي
الي الخرطوم في اعقاب نكسة يونيو 67 وهو الزعيم المهزوم اذا جاز التعبير
ليجد ان شعب السودان يستقبله استقبال الفاتحين المنتصرين ويرد اعتباره ويشد
من ازره وهو ماحدث في اعقاب قمة الخرطوم التي شهدت مرحلة بناء القدرات
العسكرية المصرية وخوض حرب الاستنزاف واثبات الوجود وتكرر المشهد نفسه
صبيحة رحيل الزعيم عبد الناصر وخرجت الخرطوم ومدن السودان تودع الزعيم
الراحل في مشاهد ليس لها مثيل, والامر ليس من باب المن والاذي ولكن للذكري
والاعتبار ومعرفة اقدار الناس اقول هذا بمناسبة ماحدث مؤخرا بعد زيارة
الرئيس المصري محمد مرسي لاخوانه في المذهب والعقيدة من حكام الخرطوم وتحول
قضية حلايب وشلاتين الي مادة للمزايدة في السوق السياسي المصري الملتهب
علي خلفية تصريحات صدرت اثناء تلك الزيارة وليت الامر توقف عند تلك الحدود
بل ان البعض من اخوتنا المصريين ومنهم اخوة كرام حولوا الموضوع الي معركة
حربية ولاحديث بالطبع عن السقوط المريع للفنان والممثل احمد ادم من خلال
المشهد التمثيلي البائس والعبارات التي لاتليق بشخص مثله في وصف مواقف
السودانيين,واذكر جيدا ان السيد عمر موسي وفي ذروة الازمة في تلك الايام
وفترة التسعينات كان يتفادي الحديث عن موضوع حلايب وشلاتين امام الاعلاميين
قائلا انها ليست مشكلة وحدود السودان في اسكندرية وحدودنا في اقصي الجنوب
وهو امر يحمد له لاعليه وحتي الذين قالوا بتبعية السودان المطلقة لمصر لم
يغضبوا الناس مثلما اغضبهم هولاء المزايدين واذكر جيدا ان بعض الوفديين من
الذين استضافوا المعارضة السودانية في فترة التسعينات ومنحوهم مساحة
لصفحتين خصصت لمعارضة الحكومة السودانية تلك الايام كانت تصدر بعنوان
الاشقاء كانوا يرددون علي اسماعنا الحديث المتكرر عن تبعية السودان المطلقة
الي خارطة الدولة المصرية القومية حسب اعتقادهم واذكر اني كنت مع الاخ
محمد المعتصم حاكم من الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني من المشاركين في
تحرير تلك الصفحات التي كان يشرف عليها من صحيفة الوفد الاخ الفاضل الكريم
محمد عصمت له التحية والتقدير وقد كلفته قيادة الوفد بتلك المهمة لتفادي اي
صراع محتمل بين السودانيين حول الصفحتين وكان الاخ معتصم حاكم كتلة من
النشاط والتوهج والقدرة الحركية العالية علي معارضة النظام وكان مع ذلك من
الغاضبين علي الطريقة التي ضمت بها السلطات المصرية منطقة حلايب وشلاتين
وكان يجاهر بموقفه ذلك امام الجيل القديم من الوفدين واذكر منهم الاستاذ
عباس الطرابيلي مدير تحرير الصحيفة تلك الايام واذكر في ظهر احد الايام
ونحن في طريقنا الي غرفة التحرير الاخباري التي تعد فيها صفحات الاشقاء
المخصصة للمعارضة السودانية ان دار حوار بينه وبين الاستاذ حاكم له التحية
والتقدير اينما كان وكان حاكم يستخدم في نقاشه مع الاستاذ الطرابيلي حول
قضية حلايب, عبارة وضع اليد والتغيير الذي حدث في المنطقة وفرض الامر
الواقع ورفض التفاوض واذكر ان الاستاذ الطرابيلي امام تمسك الاستاذ حاكم
المسبب بان السلطات المصرية لم تتبع الاجراءات السليمة في ضم منطقة ظلت
لعقود طويلة تابعة للجانب السوداني التفت اليه قائلا وهو يعني المعارضة
السودانية قبل ان يغادر "استاذ حاكم بقولك ايه انتو ماترجعوا الخرطوم اولا
وبعدين تعالوا نتفاهم حول حلايب وشلاتين وما اشبه الليلة بالبارحة ولانملك
امام المزيدات المصرية المتزايدة ومحاولات عسكرة القضية الا ان نقول لكل
اخوتنا في المعارضة المصرية استردوا القاهرة اولا وتعالوا نتفاوض بعد ذلك
حول تبعية حلايب وشلاتين.




خواطر مصرية سودانية (2): مُفارقات .. بقلم: عوض محمد الحسن



أتانا من مصر، وعبرها، منذ فجر التاريخ، وحتى نهايات القرن العشرين،
الغُزاة، والأديان، واللغات، والأفكار، والمخترعات القديمة والحديثة،
والمهارات، وأساليب الطهي، والمنتجات الصناعية والثقافية، وفنون العمارة،
والمهن الحديثة، والتقاليع والبدع، وما رشح من آثار حملة نابليون وما تبعها
من آثار وتأثيرات أوروبية.

أتانا فراعنة الممالك القديمة
والحديثة، والإغريق، والرومان، والبطالسة، والعرب المسلمون (بقيادة عبد
الله بن أبي السرح الذي صدّه النوبة السودانيون "رماة الحدق" وانتهى السجال
إلى "مصفوفة" أسموها اتفاقية البقط)، والأتراك المماليك المصريون (في عام
1821 بقيادة اسماعيل باشا ابن محمد علي الكبير الذي أحرقه المك نمر، "ملك"
شندي، في أرض الجعليين شمال الخرطوم مما قاد إلى ما يشبه التطهير العرقي
على يد صهره الدفتردار انتقاما لمقتل ابن الباشا)، ثم الإنجليز(تحت عباءة
الخديوي أولا، ثم في عام 1899 ثأرا لمقتل غردون باشا في قصره على ضفاف
النيل الأزرق على يد أتباع المهدي الذين أسموهم "الدراويش"). ثم لبث
الإنجليز يحكمون السودان فعلا، حتى خرجوا باستقلال السودان في عام 1956،
بينما واصل المصريون، شركاؤهم في الحكم على الورق، إلى نهاية الملكية في
1952 تسمية فاروق "ملك مصر والسودان"، وتعاظم أثرهم إلى نهايات القرن
العشرين. ترك الإنجليز وراءهم نظاما إداريا وتعليميا، ولغتهم، بينما
استمرت مصر نافذة للسودان المستقل على العالم، تتحدث عن "العلاقات
الأزلية" وتعني بها "حقّها" التاريخي في السودان، وتنظر جنوبا فلا ترى إلا
مياه النيل، وتُدير السودان بعقلية أمنية لا صلة لها بمصالح مصر الحيوية
ولا بالحديث العاطفي عن وحدة شعبي وادي النيل.

أتانا فراعنة مصر
بأديانهم (عبادة آمون رع وآتون)، وهيروغليفيتهم، وأطماعهم في ثروات الجنوب،
وحصونهم لصد هجمات النوبة الذين أفلحوا في حكم مصر لأكثر من قرن تحت
الأسرة الخامسة والعشرين؛ ثم أتانا من مصر البطالسة بكنيستهم الأورذودكسية
فأحالوا السودان بلدا مسيحيا حتى القرن الخامس عشر حتى سقطت الممالك
المسيحية في شمال ووسط السودان، وفر القساوسة بأناجيلهم المكتوبة باللغة
الإغريقية إلى الحبشة، أختهم في الكنيسة الأورذودكسية وكرسي الاسكندرية
والنوبة والحبشة؛ واتانا العرب بالإسلام دون غزو، وباللغة العربية التي
أفقدت وسط السودان لغاته القديمة وإن لم تُفلح في تغيير لغات الأطراف
الشمالية والشرقية والغربية - والجنوبية، بالطبع. ثم قامت على أنقاض
الممالك المسيحية سلطنة سنار الإسلامية بتحالف "العرب" والفونج، وحكمت
السودان حتى أطاح بها بعد ثلاثة قرون جيش محمد على باشا الباحث عن "المال/
الذهب" لبناء دولنه الحديثة، و"الرجال/الرقيق" لبناء جيشه الحديث، ولو عن
طريق غزو بلد مجاور مسلم. ثم أتانا الإنجليز في نهاية القرن التاسع عشر بعد
فترة حكم الدولة المهدية القصير المضطرب، ينظرون إلى السودان الشاسع من
منظور الجغرافيا السياسية ومصالحهم الاستراتيجية في مصر، وتنافسهم مع فرنسا
حول تقاسم أفريقيا الإستوائية بما فيها منابع النيل.

ورغم إحكام
القبضة البريطانية على السودان، وانفرادهم بحكمه دون المصريين، تزايد الأثر
المصري الثقافي والديني والاجتماعي (والسياسي بعد الاستقلال)، حتى بزغ فجر
تكنولوجيا المعلومات والاتصال الذي فتح النوافذ كلها على العالم بأكمله.
وخلال معظم القرن العشرين أتتنا الكتب والمجلات والصحف من مصر( المنفلوطي
والمازني وهيكل الكبير وطه حسين والعقاد والحكيم والسباعي ويوسف ادريس
واحسان وغيرهم، وشوقي وحافظ وابوحديد)؛ وأتتنا عبرها التراجم "لشوامخ الأدب
العالمي" في الأدب الروسي والفرنسي والانجليزي والألماني؛ وأتتنا الأفلام
والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، ونجوم ونجمات السينما بداية من علي
الكسّار (بربري مصر الأول) إلى اللمبي؛ وعاد السودانيون الذين يدرسون في
مصر قديما بالأفكار والأيديولوجيات الشائعة في مصر: الشيوعية والإسلاموية
والعروبية والتي نمت وترعرعت في السودان، (ومعظمها محاولات لحلول مشاكل
مصرية لا علاقة لها بواقع السودان). وأتانا منها "الاتحاد الاشتراكي"
وهيمنة الجيش والقوات النظامية على الاقتصاد والادارة؛ وأتتنا منها الطبقية
وحب المظاهر و"الفشخرة"، والتقاليع والبدع وكراسي "لويس الرابع عشر"
المُذهبة والثريات المُزغللة- وإعلانات التعازي من شاكلة "ويخصون بالشكر
السيد رئيس الجمهورية..."

العلاقات السودانية المصرية مزيج عجيب من
المفارقات؛ علاقة من طرف واحد. يعرف معظم السودانيين (خاصة من جيلنا) مصر
معرفة جيدة، ويجهل معظم المصريين السودان جهلا تاما. لم يستطع معظمهم
التخلص من صورة السودان المنفَى حين حكموا السودان في القرن التاسع عشر،
بقبائله "المتوحشة" آكلة لحوم البشر، وتماسيحه وأسوده التي تمرح فى شوارع
الخرطوم.
ينظر السودانيون (زمان) إلى مصر فيرون ما يأتي منها: العلم
والثقافة والإستنارة، والعالم ما وراء "بحر الروم"؛ وينظر المصريون جنوبا
فلا يرون إلا "برابرة" وامتدادا حيويا يشقه النيل واهب حياتها.
ملاحظتان
جديرتان بالإهتمام في العلاقات السودانية المصرية (نعود لهما لاحقا)،
أولهما تقفى السودان خطوات مصر وتجاربها (حتى بعد ثبوت أخطائها وفشلها) –
الإتحاد الاشتراكي، وقرارات التأميم؛ وثانيهما تحول العواصم السودانية
تدريجيا نحو الجنوب بعيدا عن المطامع المصرية: كرمة في الشمال، ثم نيتة
(نوري) عند منحنى النيل، ثم مروي شمال الخرطوم، ثم سنار في أقصي جنوب
الجزيرة؛ ولم ينعكس هذا التحول إلا بعد الغزو المصري/التركي في القرن
التاسع عشر الذي أقام عاصمة البلاد في الخرطوم.

من هذه النافذة
الضيقة (ضيق مجرى النيل الخالية تقريبا من السكان) أتانا كل ذلك بينما
الأبواب مشرعة غربا عبر السهل الأفريقي (حتى السنغال وموريتانيا)، وشرقا
نحو القرن الفريقي (حتى الحبشة والصومال)؛ مجال السودان الحيوي (المُهمل)
وامتداد قبائله وثقافاته ومصالحه الحقيقية.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى