الإخوان.. جماعة تكفر بفكرة الوطن

كشفت تصريحات المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي
عاكف، لـ"الجريدة" الكويتية، عن "خبل" هؤلاء الساسة، وعن أنهم يعيشون في
وهم كبير اسمه إمبراطورية الإخوان.
قال عاكف، للجريدة الكويتية، ردا
على أن المرشد العام الحالي للجماعة الدكتور محمد بديع، هو من يحكم مصر:
"هو المرشد فاضي لكم، الإخوان فى ٨٠ دولة، ومرسى مش مالي عينكم؟"، وكأن
مرسي هو مندوب جماعة الإخوان في مصر.
لا عجب فيما قاله مهدي عاكف، فهو الذي سبق أن قال: "طظ في مصر واللي في مصر".
ووصل
الأمر بالمرشد السابق، أن قال: إن الجماعة لا تعترف بالحدود بين الأقطار
العربية والإسلامية، التي فرضها الاستعمار في وقت كان العرب والمسلمين في
غفلة، في إشارة منه إلى مثلث حلايب على الحدود بين مصر والسودان.
فهذا
الأمر جد خطير فلا مجاملة في أرض الوطن. المصريون والسودانيون أخوة في
الإسلام وفي العروبة، لكن فكرة الوطن وحدوده أمر لا يقبل المجاملة، فجماعات
اليمين المتطرف، المتسترة بالدين، لا تعترف بفكرة الوطن، لأنها تعيش في
وهم كبير اسمه التنظيم الدولي، ومترين هناك أو مترين هنا، مش مشكلة، كما
قال مهدي عاكف، في فيديو، منتشر على موقع التواصل الاجتماعى على شبكة
الانترنت.
في الوقت نفسه، أثارت خريطة نشرتها الصفحة الرسمية لحزب
الحرية والعدالة، لجمهورية مصر العربية، يظهر خلالها ترسيم منطقة حلايب
وشلاتين، التابعة لمصر، ضمن حدود دولة السودان، غضب عدد كبير من القوى
السياسية والمواطنين بحلايب وشلاتين.
وأكد موسى محمد أحمد، مساعد
الرئيس السوداني، أن الرئاسة السودانية تلقت وعدا قاطعا، من الرئيس المصري
محمد مرسي، بإعادة مثلث حلايب إلى حالة ما قبل العام 1995, وأكد للصحفيين
أن الرئيس مرسي وعد بإزالة الاحتقان وتذليل كل العقبات في هذا المثلث.
ومن
جانبها نفت الرئاسة المصرية، ما تردد حول وعود "مرسي" بعودة حلايب
للسودان، بحسب السفير إيهاب فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن
يكون الدكتور محمد مرسي، تعهد خلال زيارته للسودان بإعادة مثلث حلايب
وشلاتين إلى الخرطوم مثلما كانت عليه عام 1995.
ولكن كم من أخبار تم
نفيها بواسطة الرئاسة، ثم اكتشفنا أن النفي هو الحقيقة، وهناك أمثلة كثيرة
على كذب وتضليل الرئاسة مثل إعلانها، عن استقالة المستشار محمود مكي، نائب
رئيس الجمهورية "المستقيل"، ولكن إلى الآن لا نعرف الحقيقة، وهل قبلت
الرئاسة استقالته أم لا؟، مرورا بكشف "مرسي" عن المفسدين الفاسدين، الذين
لن يفلتوا من العقاب!.. وإنجازات الرئيس في أول 100 يوم، الذي تحدث عنها في
المؤتمر الشهير في ذكرى نصر أكتوبر العظيم، أمام أهله وعشيرته.
ووعوده بعدم قبول الدستور إلا إذا توافق عليه الشعب.. إلى آخر الوعود الوهمية التي صدرت عن مؤسسة الرئاسة المصرية وعلى رأسها "مرسي".
أما
بالنسبة لحكومة السودان "الضعيفة"، والتي تثير الحديث عن مثلث حلايب،
لتأخذ شعبها بعيدا عن فشلها الذي أوصل الوطن إلى قاع الهاوية، بعد تفكك
السودان، وانفصاله، واشتعال الأحداث في درافور. فهل حلت حكومة السودان
مشاكلها العويصة، وبقي فقط أن تثير مشكلة المنطقة المحدودة في الشمال وهي
حلايب؟!
جدير بالذكر، أن حدود مصر الجنوبية معروفة وهي خط عرض 22، في
إشارة إلى أن منطقة حلايب التي تطالب بها الخرطوم، مصرية وليست سودانية،
وأن المجلس الشعبي المحلي لمحافظة البحر الأحمر عقد لأول مرة، بمدينة
شلاتين في عام 1992، ليؤكد أن حلايب وشلاتين مصرية.
وهي منطقة تقع
على الطرف الإفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2. توجد بها ثلاث بلدات
كبرى هي "حلايب، وأبو رماد، وشلاتين"، أكبرها شلاتين وتضم في الجنوب الشرقي
جبل علبة.
يأتي هذا بعد مفاجأة فجرتها وكالة أنباء "سما نيوز
الإخبارية" الفلسطينية، عن أن إسرائيل تُصدر تصاريح زيارة للفلسطينيين مدون
بها "قطاع غزة وسيناء"، مؤكدة أن هذه التصاريح تؤكد وجود مخطط لتوطين
الفلسطينيين في سيناء وإقامة إمارة حماس الإسلامية على أرضها.
كل هذا
يثبت عدم قدسية فكرة الوطن، عند الإدارة السياسية للبلاد المتمثلة في
جماعة الإخوان المسلمين، المتمسحة بالإسلام، بل عدم معرفة معنى الوطنية،
وعدم التفريط في أي حبة من تراب الوطن، وأيضا عدم التطلع، أو التعدي على
الأوطان الأخرى بل احترامها.