غزة تغرق بالمخدرات

يستمر هذا المسلسل المرير ويبقى النـزف الأكبر في الثروة البشرية، وخصوصاً الشبابية منها، إذ يسقط منها أعداد ‏كبيرة بسيف الإدمان

تجارة المخدرات هي الأوسع والأكثر انتشارا في غزة والمدمنين في
تزايد مستمر , اذا أراد اي شخص شراء ( الحشيش , الهيروين , الترمادول ,
السعادة , الأفيون, الخ ) فهو موجود وبكثرة , ومسالة الحصول عليه أمرا
ليس معقدا فهو في غاية السهولة , كل ما عليك ان تجهز نقودك و تقول باي
مكان في القطاع اريد مخدرات , ستجد من يأتي لعندك ويقول تفضل يا باشا ؟!


ان ما يحدث في غزة امر واقع في ظل صراع الأشقاء على السلطةوعدم
الاكتراث لهموم ومشاكل المواطنين, يشعر الشباب الغزي بخيبة أمل بدءاً
برئاسة السلطة وحكومتي فياض و هنية حيث انها تتهرب من مسؤولياتها تجاه
الشباب التي اوصلتهم الى طريق الادمان ، التحولات الاجتماعية والثقافية
والضغوط المادية والمعيشية أدت إلى انتشار حالات الإحباط واليأس والغضب
المكبوت من النظام ومحاولة هروب الشباب من البؤس والبطالة التي يعيشونها
وهو سبب رئيسي وراء تدميير معيشة الغزيين .


تحولت غزة بسبب ضعف الرقابة على (الأنفاق والبحر) وتراخي الإجراءات
الأمنية إلى معابر 'لوجيستية' ملائمة لتجار المخدرات , حتى اصبحوا اكثر
تنظيما وعلى اسس من التنظيم والهيكلة والكفائة والدقة العالية كما اصبحت
لها شبكات تجند موزعين لها للقيام بالنشاط ذاته في الجامعات والمدارس وفي
مختلف مناطق القطاع .


لم يعد مجديا إنكار وجود المشكلة أو التهوين منها فبعد فوات الأوان
تنبهت حكومة غزة لتلك المشكلة الخطيرة التي تقف أغلب الجرائم من قتل و
سلب وسرقة وسطو مسلح , والتي باتَتْ تَفْتِكُ بالمجتمع





الشاهد على ذلك ايضا ان هناك سياسة منهجية اسرائيلية متعمدة لاغراق
المجتمع الغزي بالرذيلة والادمان لتسهيل السيطرة عليه , والقضاء على الروح
الوطنية بين اوساط الشباب , لكن ليس من الطبيعي ان يقف المسؤولين في موقف
المتفرج , وربما المشاركة فيه كبعض الأفراد والمسؤولين هنا وهناك في غض
النظر عما يجري , حينها يكتمل تحالف الفساد بين بعض , فبعد ان تَحَوُّلِ
مجتمعٍ عُرِفَ بأخلاقه النبيلة والفاضلة، والتزامه الديني،الى مجتمع يسوده
قانون الغاب والفحش العاملة .



الحكومة في غزة هي المسؤولة عن تفاقم هذه الظاهرة , لانها تعلم جيدا
تجار المخدرات ومروجيها ولا يتم اعتقالهم بل التغاضي عنهم في كثير من
الأحيان وان تم اعتقالهم يخرج التاجر وبكل بساطة من السجن مقابل كفالة
مالية .



حيث بات بنظر تاجر المخدرات في القطاع انه اصبح مصدر رزق للحكومة
ولا يهمه السجن مرة اخرى لانه متيقن تماما انه سيخرج ويزاول تجارته تارة
اخرى و بشكل اوسع ويجني الارباح الخيالية فهذه الكارثة الحقيقة عندما يعود
ويخرج بكفالة ! .

إننا في أمس الحاجة الى استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات التي تفشت
بين المجتمع الغزي , حكومة غزة مطالبة بالقيام بمكافحة هذه الظاهرة وفرض
أشد العقوبة على من يروجها وتشديد قبضة جهاز المكافحة على سبل تهريب
وملاحقة مروجيها ومحاكمتهم واعدامهم امام الشعب ليكونوا عبرة لغيرهم , قبل
ان تحل الكارثة على شباب وبنات القطاع بنتائج أسوأ مما عليها الان
والتي تنتهي بهم في طريق الضياع و الموت .