بالصور رموز نادى الزمالك على مر التاريخ
ملف خاص ,, بالصور رموز نادى الزمالك على مر التاريخ
حلمـي زامورا.. أعظم رجال الزمالك
من السطر الأخير ..أم من السطر الاول..
إن اي لحظة في حياة محمد حسن حلمي يمكن أن تكون بداية رائعة ومنطقية للدخول في تفاصيل حياه أهم رجل في تاريخ الزمالك
وهذه السطور حاولت خلالها ان اتحدث عن حلمي
فوجدت نفسي أكتب عن الزمالك
ارتبط حلمي بالزمالك حتي انه يبدو من المستحيل الفصل بين حياة الرجل الخالد .. وتاريخ الزمالك العريق ..
وقد تكون البداية المنطقية من ستاد الزمالك في ميت عقبة والذي اطلق عليه النادي العريق اسم ستاد حلمي زامورا تقديرا لاعظم ابنائه ..
وعندما
يطلب نادي الزمالك اليوم أن يلعب مبارياته علي ملعبه بميت عقبة فان ذلك لم
يكن إلا ثمرة كفاح وجهد وعرق وبناء دام اكثر من خمسين عاما ..
انتقل فيها الزمالك في اكثر من مكان ..حتي استقر في ميت عقبة ..واستمرت عملية البناء ..وواجه النادي ظروفا قاسية ..
وتدخل جمال عبد الناصر لانقاذ الزمالك وباع الزمالك شجر الكافور ليبحث عن التمويل وذهب شباب الاهلي يشاركون في عملية البناء ..
فالأهلي
يخسر كثيرا .. بدون الزمالك انه عام 1952 .. نادي فاروق يملك فريقا كرويا
قويا وشهيرا وكان ذلك هو كل ما يملكه النادي ، مجرد مجموعة رائعة من
اللاعبين ، وكان النادي العريق يستمد نفوذه وشهرته من رئيسه محمد حيدر باشا
ياور الملك فاروق ووزير الحربية ، كان الزمالك هو حيدر وحيدر هو الزمالك
.. هذا هو نادي الزمالك ولا شيء أكثر من ذلك ، أما مبني النادي فلم يكن
أكثر من مبني صغير يضم أربع حجرات ، كان مثل فيلا أو شاليه، وكان هناك أيضا
ملعب الكرة ، به حجرتان لخلع الملابس و مدرجات لا تسع بكل فئاتها أكثر من
ستة الآف متفرج مدرجات الدرجة الأولي تتكون من أربع درجات وفوقها تندة
خشبية ، وكانت مدرجات الدرجة الثانية والثالثة من الطين ولم يكن يفصل
النادي عن جاره الترسانة إلا حاجز من الصفيح به باب صغير يصل بين ملعبي
الناديين ، كان الملعب لا يصلح بالطبع إلا للمباريات المحلية ، أما
المباريات الدولية فكانت تقام في النادي الأهلي . ثم زادت مشكلات الزمالك
فقد تم انشاء مجموعة من العمارات السكنية الجديدة خلف الناديين معا وكان
التخطيط الجديد للمنطقة يقضي باقامة شارع لوصل هذه العمارات بعضها بعضاً،
وكان الشارع ايضا يفصل بين الناديين وعندما لم تتم اقامة الشارع لجأ سكان
العمارات إلي القضاء وحصلوا علي أحكام قضائية تمنحهم تعويضات من مصلحة
الأراضي التي لجأت للناديين للاتفاق علي اقامة الشارع بعرض عشرة أمتار ،
فتنازل الزمالك عن سبعة أمتار وترك الترسانة ثلاثة أمتار وأقيم الشارع ،
ومع اقامة الشارع أصبح الناديان مكشوفين من الخلف، وأصبح من الضروري اقامة
سور جديد لكل ناد ، كان ذلك في مايو 1952 ولم يكن في خزينة النادي مليم
واحد.
حلمي يشاهد مباراة الزمالك أمام الجيش السوري باستاد حلب
.
هكذا كان حال نادي الزمالك ..
ولم
يكن عدد أعضاء الجمعية العمومية الذين يسددون الاشتراكات يزيدون علي ستين
عضوا ، وكان هؤلاء هم الأعضاء الذين مثلوا الجمعية العمومية غير العادية
التي وافقت بعد ذلك بشهرين علي تنحي حيدر باشا عن رئاسة النادي بعد الثورة .
وذهب وفد من أعضاء مجلس ادارة النادي لمقابلة حسين الشافعي وزير الشئون
الاجتماعية في ذلك الحين لطلب اعانة لبناء السور الجديد، وقدم الرجل مبلغ
خمسمائة جنيه ومثلها لنادي الترسانة ، وتم طرح بناء السور في مناقصة رست
علي مقاول من أعضاء النادي هو السيد الطحاوي ، وبدأ العمل في بناء سور من
الدبش
ثم يأتي دور حسن حلمي ..فقد رأي أن المدرجات في ملعب الكرة
لاتتناسب مع اسم النادي ، وطرح فكرة بناء مدرجات جديدة علي الطحاوي . و قال
له عايزين نهدم المدرجات القديمة و نبني مدرجا جديدا من 21 درجة يسع 20
الف متفرج فقال الرجل ..تحت أمرك
.بس مفيش و لا مليم في النادي ..
فعاد الطحاوي يقول ..اللي تأمر بيه ، أنا تحت أمر الزمالك ، بس تضمن لي حقوقي ويكون البناء بتكليف رسمي من مجلس الادارة
ونقرأ مذكرات حلمي التي تمثل التاريخ الحقيقي للنادي العريق والتي قال فيها بالحرف:
ودعوت
مجلس الادارة للاجتماع باعتباري سكرتير النادي ، فلم يحضر إلا أربعة أعضاء
، فقمنا بتأجيل الاجتماع لأن باقي الأعضاء كانوا بالمصايف ، وحددنا موعد
الجلسة الثانية بعد أسبوع ، ولم يكتمل العدد في الجلسة الثانية ايضا، رغم
أنني كنت قد أعددت مذكرة بالموضوع وبموافقة الطحاوي أن يحصل علي مستحقاته
من ايراد المباريات ، مرة عشرون جنيها ، ومرة عشرة جنيهات ، ومرة مائة جنيه
في المباريات الكبري مثل مباراة الأهلي . وقررت أن أحصل علي موافقة أعضاء
مجلس الإدارة بالتمرير ، بدأنا العمل قبل اكتمال التوقيع ، وكنت أفكر في
ذلك ، فقد ابتلع السور مبلغ الاعانة الذي منحه لنا حسين الشافعي.ثم وقعت
مفاجاة لايصدقها عقل .. أو عاقل ..
بينما أسير في النادي رأيت كنزا خلف
مدرجات الدرجة الأولي الخشبية .. عشرين شجرة كافور عمر كل منها يزيد علي 52
عاما يمكن بيع هذه الأشجار والاستفادة بثمنها في بناء المدرجات وأعددت
مذكرة للادارة ، وتمت الموافقة ، وقمنا ببيع شجر الكافور بمبلغ ألف جنية ..
ألف جنيه بالتمام والكمال ، لقد تكلف بناء المدرجات خمسة الآف جنيه ،
دفعنا الألف جنيه للطحاوي ليبدأ البناء وظل الرجل يحصل علي حقه من ايراد
المباريات لمدة خمس سنوات ، كان الطحاوي رجلا زملكاويا حتي النخاع ، كنا
نعمل في بناء المدرجات ليلا ونهارا ، كنا نعمل علي ضوء الكلوبات كانت
الحركة لا تهدأ ، سيارات تحمل الدبش والأسمنت ، والعمال يعملون والناس
تتساءل هل وجد نادي الزمالك كنزا ، وبدأت مدرجات الدرجة الأولي تظهر ،
مدرجات حقيقية و ليست من الطين و بينما العمل يتم بعد أن ظهرت مدرجات
الدرجة الأولي ، سألت نفسي و لماذا لانبني أيضا مدرجات الدرجتين الثانية
والثالثة حتي ننافس النادي الأهلي ..سألت الطحاوي .. ممكن ؟ .. ووافق الرجل
، وفي شهر أغسطس انتهي العمل في المدرجات ، وقمنا بدعوة حسين الشافعي
لافتتاح المدرجات الجديدة ، وكان قد شاهد النادي في صورته السابقة في شهر
يوليو عندما شهد مباراة أقامتها هيئة التحرير بمناسبة العيد الأول للثورة
واقيمت في ملعب الزمالك ، وقال الرجل هذا هو العمل الثوري الذي نريده في كل
مكان ، ومع بناء المدرجات الجديدة زادت الايرادات وتمت اقامة المباريات
الدولية علي ملعب الزمالك الذي قام ايضا بدعوة الفرق الأجنبية للعب علي
ملعبه مثل الهونفيد المجري ورد ستار اليوجوسلافي ودوكلا .. و زاد عدد أعضاء
النادي إلي أربعمائة عضو ..
وسارت مركب الزمالك عبر التاريخ حتي جاء عام 1957انها مرحلة جديدة في تاريخ الزمالك
تلقي
النادي خطابا من وزارة الشئون البلدية والقروية سنة 1957 يأمر بنقل اندية
الزمالك والترسانة والتوفيقية الي موقع جديد بمدينة الاوقاف بميت عقبة ،
وتدعو الي اجتماع تقرر عقده بمكتب الوزير لمناقشة تفاصيل امر النقل وخطة
تنفيذه .
حسن حلمي.. حكماً لإحدي المباريات
ويقول حلمي..
أخبروني
بأن المصلحة قررت تسلم أرض النادي القديم في اليوم التالي مباشرة ..
وسألته اين نذهب .. إننا لم نبدأ في اقامة النادي الجديد بعد .. ورد بأن
المصلحة يؤسفها انه تصر علي تنفيذ قرارها لانها ملتزمة بتسليم موقع النادي
للسفارة الايطالية لتقيم عليه اكاديمية ايطاليا ..وقال ..هييجي لكم بكره
مندوب من المصلحة و مندوب من السفارة الايطالية لتسلم الموقع .. وقلت أننا
لم نهدم النادي بعد .. فقال ..انتم تسلمتم موقعكم الجديد من مدة طويلة
..هذا يعني القضاء علي نادي الزمالك ، مش معقول نادي الزمالك يزول ..لايمكن
..وعلي الفور اتصلت بالصحف ابلغتها بالامر، قلت للأقسام الرياضية بكل
الجرائد والمجلات ان نادي الزمالك يموت .. ووقفت الصحافة الرياضية المصرية
موفقا تاريخيا بالنسبة للرياضة والرياضيين .. موقفا خالدا يتناسب مع مكانها
كسلطة دائمة في الدولة ، موقفا من المواقف الصحفية المشرفة التي لا تنسي
.خرجت الصحف علي الناس في الصباح بعناوين بارزة ..صرح كبير من صروح الرياضة
ينهار ..نادي الزمالك يفقد انفاسه الاخيرة ..معقل من معاقل الكرة يقفل
ابوابه .. وأصبح نادي الزمالك خبر الساعة ولم يخب ظني ..طلب الرئيس جمال
عبد الناصر الفريق سعد متولي بصفته وكيلا للنادي و سأله عما نشرته الصحف
فشرح له فيما شرح قصة العمارات السكنية و مساحة الـ 6 آلاف متر مربع
المخصصة لها وحل الرئيس المشكلة .. قألغي مشروع العمارات السكنية و تسلمنا
مساحة الستة الاف متر مربع التي يقع عليها الان المبني الاجتماعي لنادي
الزمالك ، التزمنا اذن امام الرئيس أدبيا بالتعجيل بالنقل ، و علي الفور
تجاوبت ارواحنا مع الروح التي تم بها حل مشكلة النادي فحددنا يوما لوضع حجر
الاساس.
وكان حلمي قد قرر ..
حنهد ونبني في وقت واحد ، حنبني
الاسوار الخارجية الجديدة بنفس المواد ، الانقاض المتخلفة عن الهدم ، فهذا
أوفر من البناء بالمواد الجديدة لأن أسعارها مرتفعة ، وارسل ابو رجيله في
اليوم التالي مباشرة بلدوزرين ، وسيارتي نقل ، و سارت عملية الهدم ثم النقل
ثم البناء في وقت واحد .. عمال وبناءون وشباب ناضج يقوم بنفسه بالهدم
والتحميل والبناء وسارت العملية .كنت اخرج من عملي بوزراة الزراعة في
الساعة الثانية بعد الظهريوميا وقبل الثالثة يوميا كنت أقف في النادي ببدلة
التدريب والكاسكيت العمالي أركب اللوري اللي رايح محمل من الموقع القديم
إلي الموقع الجديد ، و اشترك في البناء حتي ينتهي من التفريغ ، كان
الموقعان الحديد والقديم كما لو كانا معسكر عمل لايهدأ ، كانت الروح
المعنوية عالية وتجلت الروح الرياضية من كل الشباب ، رياضيون من كل حدب و
صوب يشتركون في العمل معا افراد من اتحاد القوات المسلحة ، ومن مراكز
الشباب ، بل ومن النادي الاهلي . و في الوقت نفسه كانت الشركة تعمل علي
اقامة المباني الكبيرة ، لكنني لاحظت انها تشون ادواتها وموادها في موقع
العمل ، فأسرعت بمنعها من ان تشون في ملعب الكرة وحددت لها موقعا اخر
لأننياردت ان ازرع النجيلة مع بدء العمل حتي يكون الملعب جاهزا في نفس
الوقت الذي يكتمل فيه البناء حتي يكون جاهزا مع اكتمال المنشأت ، او قبل
اكتمالها ، انه ملعب الكرة ، كرة القدم صاحبة الفضل في كل ناد .
هكذا انتقل الزمالك من موقعه القديم الي مكانه الحالي بفضل رجل اسمه محمد حسن حلمي حمل علي اكتافه الرمل والطوب من اجل ناديه ..
ثم
كان حلمي هو الرجل الذي قام بتحويل شارع جامعة الدول العربية الي واحد من
اهم شوارع القاهرة واكثرها رواجا عندما طرح فكرة انشاء البوتيكات حول اسوار
النادي لينهي الي الابد الازمات المالية التي يمكن ان يمر بها ناديه ومن
بعده فعل الترسانة نفس الشيء وحتي الان تقوم اغلب الاندية المصرية بمحاولة
تنفيذ نفس فكرة حلمي العظيم
ولعله من المناسب ان نذكر ان ابنة الراحل
حلمي وزوجها صلاح الشعراوي .. عندما تم طرح بوتيكات الزمالك للبيع ، طلبت
وزوجها أن تقوم بشراء أحد هذه البوتيكات بعد أن وفرا مبلغا من المال أثناء
عملهما في السعودية ، لكن محمد حسن حلمي رفض ذلك بشدة .. وعندما أكدت له
ابنته انها ستدفع المبلغ وبجميع الشروط مثل الآخرين أصر علي الرفض مؤكدا ان
الكل سيقول إنه تمت مجاملتها بأي صورة باعتبار أنها ابنة حلمي.
وحلمي
هو أول من آمن بضرورة رفع راتب المدربين، فقد كان المدرب يحصل علي مائة
جنيه بينما كان اللاعب يحصل علي مبالغ كبيرة ، وقرر حلمي الحفاظ علي كرامة
المدربين ، فكان أول من رفع مرتب مدربي فريقه، حيث رفع راتب زكي عثمان إلي
خمسمائة جنيه ثم جعلها ألفي جنيه
ويقول التاريخ انه لم يكن يسمح لأحد
ابدا بالاقتراب من أرض النادي أو النيل منها إلا مرة واحدة عندما وافق
بنفسه علي اقتطاع جانب من أرض النادي لبناء مسجد الشاذلية وهو المسجد الذي
تمت فيه الصلاة علي روحه قبل ان يتم نقل جثمانه الطاهر إلي بيته الكبير
نادي الزمالك ..
اما حلمي اللاعب فقد وقع للزمالك عام 1928 قادما من
الخديوية الثانوية .. وقد بقي الجناح الايسر للزمالك والمنتخب حتي اعتزل
عام 1942 وكان قد شارك في اولمبياد برلين عام 1936 ..
وكان الأهلي
قد حاول خطفه ..يقول محمد حسن حلمي..لم يكن لون الفانله له تأثير سلبي علي
علاقات اللاعبين وارتباطهم بالصداقة والحب ، فقد شهد الناديان الكبيران
أمسيات ضاحكة ورائعة بين لاعبي الناديين يمكن أن يضمها كتاب كامل بذكرياتها
وضحكاتها وهمومها .. وأحلامها .ويضيف حلمي .كنا نلتقي في مكاننا المفضل
بمقهي السطح في كازينو الكوبري الانجليزي أو كوبري بديعة المعروف الآن
بكوبري الجلاء ، ولا أنسي أبدا السهرات البريئة التي جمعتني مع نجوم الأهلي
مختار التيتش ومنير وهاني كامل وصالح الصواف وأمين شعير ..كنا نلتف حول
الطاولة أو الدومينو ، وكثيرا ما كان يحضر هذه الجلسات البريئة بعض كبار
الشخصيات من الناديين .يقول حلمي:في بعض تلك الأمسيات ، شعرت بأن أصدقائي
الأهلاوية يحاولون جس نبضي لأنضم للأهلي ، كنت أحاول بكل الوسائل ابعاد هذه
الفكرة عن اذهانهم ، كنت أعلن رفضي بصراحة للأهلي ، وكنت أحياناً أرد علي
محاولاتهم بالصمت العميق .في عام 1924 وهو أول عام لي مع الفريق الأول ،
كنت أقضي الصيف مع أسرتي في رأس البر و هناك التقيت مصادفة مع أصدقائي
الأهلاوية مختار التيتش ومصطفي كامل منصور ووحيد شارلي ومحمد علي رسمي ..
كان مجرد لقاء عابر سريع اتفقنا بعده علي اللقاء في البلاج وفي صباح اليوم
التالي تلقي محمد حسن حلمي تلغرافاً قصيراً تقول كلماته .. اتصل بنا
تليفونيا مساء اليوم ، و التوقيع حيدر.و حيدر هو محمد حيدر باشا وزير
الحربية وياور الملك فاروق ورئيس نادي فاروق ،وتقول الأوراق القديمة ..
أوراق حلمي..اتصلت برئيس النادي ، فقال لي بمجرد أن سمع صوتي ..بكره الصبح
تاخد تاكسي و تيجي مصر علي طول ..ودارت المكالمة : أجي ليه يا أفندم .. خير
؟ عايز أشوفك هنا .. بكره .. أنا تحت أمرك يا سعادة الباشا .. بس مش أعرف
فيه ايه ؟ !سمعنا ان فيه ناس وصلوا امبارح رأس البر علشان يحاولوا اقناعك
بالاستقالة من المختلط والتوقيع للأهلي .. و سعادتك تصدق كده ؟ !كل شيء
جايز .. كل شيء ممكن .. بعد اذنك يا فندم ، أنا هأفضل في رأس البر ، ويمكن
أن أعدك بأنني لن أستقيل أبداً ، ولا يمكن أبدا أن أترك المختلط ، لا يمكن
أن يحدث هذا أبدا .وانتهت المكالمة وقضي حلمي وقتا يفكر في هذه المكالمة
وارتباطها بمقابلته للاعبي الأهلي . يقول ..التقينا في الصباح علي البلاج،
وقبل محاولاتهم فتح الموضوع ، قال طفل صغير كان معهم .. أصبح بعد ذلك
اللواء عمر الجمال ..هو دا حلمي اللي انتو طول الليل قاعدين تتكلموا عليه ؟
يا أخي متمضي للأهلي وتخلصنا ، دول طول الليل عمالين يتكلموا عليك ، وقال
التيتش وهو يضحك ..الواد عمر فضحنا ، احنا طول الليل بنخطط لاقناعك
بالتوقيع للأهلي .وقال مصطفي كامل منصور، يا للا يا حلمي ، و لا تقلق علي
المختلط لان لبيب هيستقيل من الأهلي ويروح المختلط ، ولبيب هو الحاج لبيب
جناح أيمن الأهلي في ذلك الوقت ، وكان الجناح الثاني بعد جميل الزبير ..
وقال حلمي في حسم :يا جماعة بلاش تتعبو أنفسكم ، أنا لا أحب سوي المختلط ،
أنا أحد أبنائه ، و لن ألعب لغيره أبدا مهما حدث .وسكتوا ، شعروا بأنه من
الصعب أن أتراجع عن قراري وواصلنا لهونا علي البلاج بعد أن احترموا صراحتي و
تمسكي بالنادي الذي بقيت بين جدرانه طوال عمري ..
وبعد اعتزاله مارس
حلمي التحكيم حتي اصبح حكما دوليا ناجحا وكان في نفس الوقت سكرتيرا
لنــــادي الزمالك ثم تولي رئاسته لاول مرة بعد النكسة ثم تم انتخابه في
نفس المنصب مرتين عامي 1976 وعـام 1980 كما تم تعيينه رئيسا لاتحــــــاد
الكرة عام 1987 .
مشــوار العمر
ولد محمد حسن حلمي في 31 ديسمبر
1912 بالقاهرة .التحق بعد حصوله علي شهادة الابتدائية بمدرسة الخديوية
الثانوية وحصل علي شهادة البكالوريا وفي عام 1938 حصل علي بكالوريوس
الزراعة من جامعة القاهرة . عمل في مصلحة وقاية المزروعات ثم نقل بعد ذلك
الي قسم الزراعة الفنية والاكثار بوزارة الزراعة ثم تدرج في هذا القسم من
مهندس الي وكيل تفتيش ثم الي مفتش ثم مراقب للادارة الفنية بالوزارة وفي
عام 1946 عين مديرا عاما للزراعة بمحافظة الجيزة وفي اغسطس سنة 1967 عين
وكيلا للهيئة العامة للانتاج الزراعي بدرجة وكيل وزارة . لعب الكرة في فريق
مدرسة المحمودية الابتدائية ومثل المدرسة في مبارياتها ضد فرق المدارس
الاخري في مركز الجناح الايسر وفي سنة 1929 بمدرسة الخديوية الثانوية كما
انضم الي نادي المختلط ولعب في الفريق الثاني للنادي ، وفي عام 1932 لعب
للفريق الاول بالنادي وبدأ يتردد اسمه و اشتهر باسم زامورا . في عام 1933
لعب لمنتخب المدارس الثانوية واختير عضوا في منتخب مصر وفي دورة برلين
الاوليميبة . بدأ حكما من الدرجة الثالثة سنة 1940 ، واصبح حكما دوليا سنة
1957 واعتزل التحكيم سنة 1962 لوصوله الي سن الاعتزال .بدأ حياته الادارية
عضوا في لجنة كرة القدم بنادي الزمالك منذ سنة 1948 و في عام 1952 اختير
عضوا في اول جمعية عمومية للنادي ثم سكرتيرا للنادي ، وتولي بعد ذلك منصب
سكرتير الكرة ومدير الكرة وعضوية مجلس الادارة .. في عام 1966 قررت الجمعية
العمومية للنادي تعيينه مديرا متفرغا للنادي و في ذات الوقت اختير مديرا
للفريق الوطني لكرة القدم ..في عام 1967 عين رئيسا لنادي الزمالك ثم انتخب
رئيسا لنادي الزمالك عام 1976 و تجدد انتخابه مرة ثانية عام 1980 . صدر
قرار بتعيينه رئيسا لاتحاد الكرة في صيف عام 87 رغم شغله منصب رئيس نادي
الزمالك في الوقت نفسه .انتخبه الزراعيون اكثر من دورة سكرتيرا عاما لنقابة
المهن الزراعية .. اختاره الرئيس السادات عام 1980 عضوا بمجلس الشوري.
زامـــــــــــــورا
قصة
زامورا وهو الاسم الأشهر الذي اشتهر به حلمي فقد أطلقه عليه حارس المرمي
الراحل يوسف اللبان ، كان حارس نادي الخديوية ثم الزمالك بعد ذلك، وكان
اللبان يهتم بكل حراس المرمي الأجانب ، وكان أشهرهم في ذلك الوقت هو زامورا
الاسباني ، وبعد احدي المباريات التي تألق فيها حلمي تألقا غير عاديا أطلق
عليه اللبان لقب زامورا
الكابتن لطيف .. رجل من الزمن الجميل
من
منا لا يعرف الكابتن لطيف .. الرجل الذي صنع شعبية كرة القدم في مصر من
وراء المكيروفون .. وعشق كرة القدم فأعطاها كل شيء .. في قلب القاهرة تعلم
فنون اللعبة الساحرة .. وفي جلاسجو الاسكتلندية كتب التاريخ.
حياة
محمد لطيف هي تلخيص لتاريخ الكرة المصرية بانتصاراتها وانكساراتها .. وهو
رجل من الزمن الجميل الذي يستحق أن نفخر به ونقلب في صفحاته المثيرة.
الكابتن لطيف جزء أصيل ومهم من تاريخ نادي الزمالك ومشواره .. ومن الضروري الوقوف أمام حياته الثرية الحافلة بالتفاصيل:
محمد
لطيف الذي ولد في عام 1910 بقرية الزيتون بمحافظة بني سويف، ونشأ في حي
القلعة بقلب القاهرة .. ولد هاويا لكرة القدم منذ نعومة أظافره، ومارس
اللعبة في الحي ثم في نادي الخليفة قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية ..
وكانت أمنيته وحلمه أن يلعب في دوري المدارس الذي سمع عنه، وكان يمثل
المسابقة الرسمية في تلك الفترة .. فالتحق بمدرسة الجمعية الخيرية
الإسلامية بدرب الجماميز التي يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية ـ مصنع نجوم
الكرة في الوقت ـ فترك محمد لطيف مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة
الخديوية، التي كان يلعب فيها حسين حجازي مثله الأعلي في اللعبة .. لعب
الكابتن لطيف أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام
1927، وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية البدنية للعب مع
الفريق الأول للمدرسة ضد التتش وعبدالرحمن فوزي ورشاد مراد وجميل رفعت،
واختياره للعب مع الفريق الأول كان لغياب هاني كامل الجناح الأيمن.
وفي
عام 1928 .. وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط ـ الزمالك حاليا
ـ علي محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول
لاتحاد الكرة، والآخر لنادي المختلط .. وبعد انضمام محمد لطيف إلي نادي
المختلط، كان علي موعد مع الحظ الذي ابتسم له بشدة .. فقد كانت أول مباراة
له مع ناديه في مواجهة النادي الأهلي .. وفي هذه المباراة ـ التي انتهت
1/صفر لنادي المختلط ـ سجل محمد لطيف هدف الفوز .. وعقب هذه المباراة
اختاره حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس النادي المختلط ضمن صفوف منتخب
مصر.
واختيار محمد لطيف للمنتخب في ذلك الوقت وضعه في موقف صعب، إذ
أن حيدر باشا أبلغه بأن المنتخب مرتبط بمباراة أمام منتخب المجر في يوم
الجمعة من نفس الأسبوع الذي انضم فيه لصفوف المنتخب .. وفي نفس اليوم كان
فريق مدرسته الخديوية مرتبطا بمباراة مع فريق طنطا في نهائي الكأس
السلطانية .. فأصبح لطيف حائرا بين غضب حيدر باشا وثورة مستر ساميسون مراقب
التربية الرياضية بوزارة المعارف .. ولم يكن أمام محمد لطيف سوي أن يشارك
في المباراتين .. ولحسن حظه أن مباراة مدرسته مع طنطا أقيمت في الساعة
العاشرة صباحا، وفاز فيها فريق المدرسة 8/صفر وحصل علي الكأس .. وأقيمت
المباراة الثانية في الواحدة ظهرا .. وتمكن من الخروج من هذا المأزق.
وإذا
كان محمد لطيف قد طاف دول العالم لاعبا ومدربا ومعلقا .. فإن أول رحلة له
خارج حدود الوطن كانت في عام 1929 إلي فلسطين، واستغرقت 20 يوما مع منتخب
مصر .. وأول رحلة له إلي أوروبا كانت مع النادي الأوليمبي كضيف شرف،
واستغرقت الرحلة شهر ونصف الشهر قضاها الفريق في اليونان ويوغوسلافيا
وإيطاليا وألمانيا وسويسرا.
وفي عام 1934 .. شارك محمد لطيف مع
منتخب مصر في كأس العالم بإيطاليا التي لعب فيها المنتخب أمام المجر وخسر
2/4 وخرج من البطولة .. وبعد العودة من المونديال اختار مستر ساميسون مرقاب
التربية الرياضية بوزارة المعارف محمد لطيف للسفر إلي إنجلترا في بعثة
علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية
جوردون هيل بوصفه أحسن رياضي لهذا العام .. واتفق مستر ساميسون مع
الإنجليزي ماكراي مدرب منتخب مصر علي أن يلعب محمد لطيف في أكبر أندية
اسكتلندا، وهو نادي الرينجرز طوال ثلاث سنوات مدة بعثته الرسمية، وهو ما
حدث بالفعل.
وأثناء رحلته إلي جلاسجو حدث معه موقف طريف حرص كابتن
لطيف علي تسجيله في كتابه الكرة حياتي .. فقد فوجئ محمد لطيف بأعداد كبيرة
من الصحفيين والمصورين ينتظرونه علي محطة القطار الذي كان يقله إلي جلاسجو
.. وظن في البداية أنهم في انتظار هيلا سلاسي امبراطور إثيوبيا الذي كان
يركب نفس القطار .. ولكن ماكراي المدير الفني لمنتخب مصر هو الذي كان
ينتظره بالمحطة، وقال له: إن الصحافة الإنجليزية لديها اهتمام كبير
بانتقالك لنادي الرينجرز.
كانت أول مباراة يلعبها محمد لطيف مع النادي
الإنجليزي ضد نادي داندي وسجل فيها هدفا .. واستمر محمد لطيف في تجربته مع
النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل .. كما حصل عي جميع
الدراسات التدريبية في كرة القدم في إنجلترا.
وفي عام 1937 عاد محمد
لطيف من بعثته العلمية، وتم تعيينه بإدارة التربية الرياضية بوزارة
المعارف، وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل به محاضرا، وتخرجت
الدفعة الأولي منه في عام 1940
وقبل العودة من إنجلترا .. شارك
محمد لطيف مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام
النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة.
وأثناء وجوده في إنجلترا .. توطدت
علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي كان يعمل في جريدة الصنداي اكسبريس،
وكان أول من أعطاه درس في التعليق علي مباريات كرة القدم حين طلب منه
مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز ـ والتي لم يلعب فيها للإصابة ـ وحضر هذه
المباراة 24 مكفوفا، وجلس ركس بينهم في المدرجات ليذيع المباراة ويصفها
للمكفوفين الذين انفعلوا بالوصف، وجعلته هذه المباراة يفكر في التعليق علي
المباريات بعد اعتزال كرة القدم في عام 1945، رغم ممارسته للتحكيم بعد
الاعتزال إلي جانب عمله في مجال التدريب.
في عام 1948 .. اتصل به
الإذاعي الكبير علي خليل وطلب منه أن يقوم بإذاعة تمارين الصباح علي الهواء
في السادسة صباحا مقابل 50 قرشا للحلقة الواحدة .. وكانت أول مباراة يقوم
محمد لطيف بالتعليق عليها بين منتخبي الإسكندرية والقاهرة بملعب مصطفي كامل
بمدينة الإسكندرية .. وبعدها قام بالتعليق علي مباريات بطولة أوروبا لكرة
السلة التي أقيمت بنادي هليوبوليس في عام 1948 .. واستمرت رحلته مع الإذاعة
حتي ظهر التليفزيون في عام 1960.
وفي عام 1948 ـ أيضا ـ تم اختيار
محمد لطيف لمساعدة مستر كين مدرب منتخب مصر الذي شارك في أوليمبياد
إنجلترا، ولعب المنتخب مع الدنمارك وخسر 1/2 .. وفي عام 1952 أصبح لطيف
مدربا لمنتخب مصر في دورة هلنسكي الأوليمبية .. كما تولي الاشراف علي منتخب
مصر الذي حقق أول كأس أفريقية في عام 1957 بالخرطوم.
وبعيدا عن التعليق
والتحكيم والتدريب في المنتخب ونادي الزمالك .. تولي محمد لطيف بعض
المناصب، فقد كان عضوا بمجلس اتحاد الكرة في الفترة من عام 1952 إلي عام
1969، ثم وكيلا للاتحاد، وسكرتيرا عاما لنادي الزمالك ومديرا للكرة
بالنادي.
وأخيرا .. رحل الكابتن لطيف عنا في عام 1990 .. ولايزال بيننا بتاريخه وإنجازاته..!
الكابتن
لطيف يمثل عميد عائلة قدمت لنادي الزمالك الكثير من الجهد وتفانت في خدمة
ناديها. الذي أصبح عضوا في مجلس إدارة النادي مكملا رسالة والده في حب
الفانلة البيضاء والتضحية من أجلها. ومن بعد إبراهيم لطيف جاء نجله خالد
لطيف الذي أصبح هو الأخر عضوا في مجلس إدارة النادي ليمثل الجيل الثالث من
العائلة التي ولا شك تركت بصماتها وستظل من أجل مصلحة الزمالك ونهضته.
محمد لطيف لاعبا ومعلقا في الأوليمبياد
برلين عام 1936
لندن عام 1948
هلنسكي عامك 1952
روما عام 1960
طوكيو عام 1964
ميونيخ عام 1972
مونتريال عام 1976
لوس أنجلوس عام 1984
كأس العالم
إيطاليا عام 1934
سويسرا عام 1954
إنجلترا عام 1962
ميونيخ عام 1974
الأرجنتين عام 1978
إسبانيا عام 1982
عمر النور صاحب أشهر بشرة سمراء
عمر
النور .. واحد من أشهر أصحاب البشرة السمراء الذين ارتدوا الفانلة البيضاء
.. وإذا كان تاريخ الزمالك يمتد لأكثر من 90 عاما .. فإن عمر النور تردد
اسمه مع عمالقة النادي علي مدي 14 عاما كاملة .. امتدت من عام 1960 إلي عام
1974م.
كيف كانت البداية ودخولك القلعة البيضاء؟
ــ يقول صاحب
البشرة السمراء عمر النور، وهو يقلب في ملف ذكرياته: تبدأ حكايتي مع
الزمالك عندما حضرت من مدينة واد مدني بالسودان إلي القاهرة لأول مرة
للفسحة وقضاء إجازة عند زميلي وصديقي محمد رفاعي، الذي استقبلني واستضافني
.. وبعد عشرة أيام طلبت منه البحث عن مكان لأتدرب فيه حتي لا أنسي لعب
الكرة ـ فقد كنت ألعب في ذلك الوقت مع فريق الرابطة السوداني ولا أريد
الابتعاد عن المران لفترة طويلة ـ فأخذني معه إلي نادي الزمالك، وسمح لي
الكابتن علي شرف بالتدريب مع الفريق الأول، وقبل أن أخرج من غرفة خلع
الملابس وجدت صديقي محمد رفاعي يصرخ بأعلي صوته لأتوقف أمام الباب بسبب
ارتدائي الفانلة الحمراء التي كانت لون فريق الرابطة، ثم تداركنا الموقف
بمنحي فانلة بيضاء لأدخل ملعب الزمالك لأول مرة في شهر فبراير عام 1960
للتدريب فقط، ولكن بعد انتهاء التمرين وجدت اسمي ضمن الـ25 لاعبا المصرح
لهم بدخول غرفة خلع الملابس، وهنا لم أتمالك شعوري لأنني بعد أول تمرين
أصبحت مع لاعبي الزمالك في ذلك الوقت.
وهل تحدث معك أحد بعد ذلك عن انضمامك لصفوف الفريق الأول؟
ـ
جاء ذلك بعد ثلاثة تدريبات .. وكنت سأشارك لأول مرة في مباراة الزمالك مع
توتنهام، ولكن جاء لاعبو الأهلي ولعبوا، وجلست احتياطيا ولكن هذه المباراة
أعطتني الفرصة الحقيقية في مباراة الترسانة بسبب رفض عبده نصحي لعبها
لمشاركة الفناجيلي بدلا منه في مباراة توتنهام ولعبت المباراة بعد تمسك
الكابتن حنفي بسطان وإصراره علي مشاركتي في ظل اعتراض الكابتن حلمي بسبب
صغر سني، لتكون أول مباراة رسمية لي مع الفريق.
وكيف أثبت نفسك داخل صفوف الفريق؟
ـ
في أول مباراة أيضا ـ وأحمد الله علي ذلك ـ فزنا علي الترسانة في عز مجدها
7/3 ودخلنا التاريخ، فالزمالك لم يفز علي الترسانة بهذا العدد من الأهداف،
والترسانة لم يهزم بالسبعة من قبل، وأحرزت أربعة أهداف في تلك المباراة،
وصنعت الأهداف الثلاثة الأخري لزملائي ـ حمادة إمام ونبيل نصير وشريف
إبراهيم ـ وللعلم كانت الترسانة في ذلك الوقت تضم الجيل الذهبي، والذي كان
من بين نجومه مصطفي رياض والشاذلي وحرب الدهشوري وبدوي عبدالفتاح ومحمود
حسن، وجميع هؤلاء كانوا يسجلون أهدافا في أي وقت.
وهل استقبلك لاعبو فريقك بترحاب لتكون ضمن القائمة الأساسية؟
ـ
بالطبع .. كان الاحتفال والترحيب من الجميع، وأيضا التشجيع والمساندة مع
إعطائي النصائح داخل الملعب وخارجه من محمد رفاعي ونبيل نصير وحمادة إمام
ومحمود حسن.
وما المباراة التي لاتزال عالقة في ذهنك؟
ـ هي
مباراة جمعت بين الزمالك والأهلي في نهاية مسابقة الدوري العام سنة 1966م،
وكانت مباراة مؤثرة جدا علي الأهلي وليس علينا لأن نتيجتها تمنح الأهلي
الدوري في حالة فوزه أو تعادله، وتمنح الإسماعيلي اللقب في حالة هزيمة
الأهلي .. وقد دخلنا المباراة بنفسية محطمة بسبب هزيمتنا السابقة من غزل
دمياط، وفقداننا الدوري .. ولم يشاهد هذه المباراة من جماهير الزمالك سوي
50 مشجعا فقط، في حين كانت المدرجات تهتف باسم الأهلي، وداخل هذا الجو
المشحون وغياب أكثر من لاعب استطعت إحراز هدف المباراة الوحيد لنفوز
بالمباراة ونهدي الدوري للإسماعيلي.
ومن هم أصدقاؤك داخل فريق الزمالك؟
ـ
شلتي في ذلك الوقت كانت مكونة من: محمد رفاعي وفاروق السيد والجوهري
وعبدالخالق عفيفي، وهؤلاء هم أصغر لاعبي الفريق .. أما اللاعبون الكبار
فكنا نجتمع معهم بعد كل تمرين بحديقة النادي لنسمع النصيحة ونتحدث معا
لأكثر من ساعتين عن كل شيء، وكنا نجد منهم الرعاية والمساندة في أي موضوع
يخص الفريق أو يخص أحدا منا خارج أسوار النادي.
وماذا عن البطولات التي حققتها مع الزمالك؟
ـ
بطولتان للدوري العام موسمي 62/1963 و63/1964 وهما بطولتان متتاليتان
تحققتا لأول مرة منذ بداية الدوري .. أما بطولات الكأس فلم أحصل علي أي
بطولة منها بسبب إصابتي أو خروجنا من المنافسة .. ولكن حصلت مع الفريق علي
كأس الجيزة التي لا يشارك فيها الأهلي وجمعت المباراة النهائية بين الزمالك
والترسانة، وفزنا بها 4/صفر وسجلت الأهداف كلها، وحصلنا علي الكأس.
وهل تتذكر عدد أهدافك مع الزمالك؟
ـ في ذلك الوقت لم يكن مهما وجود أرشيف لكل لاعب .. لأننا كنا نلعب من أجل اللعب وليس لأي شيء آخر.
وما سبب قلة بطولات الزمالك في تلك الفترة؟
ـ
أعتقد أنه بعد تحقيق بطولتي الدوري المتتاليتين .. تحفزت جميع الفرق
للزمالك الذي تعرض لاعبوه للإصابات المتلاحقة والمستمرة، بسبب خشونة
المنافسين لأنهم كانوا أفضل لاعبي مصر في ذلك الوقت.
وماذا عن المكافآت؟
ـ
لم تكن هناك مكافآت خاصة، بل لائحة مالية وعقد سنوي، وكان تعاقدي السنوي
مع الزمالك بـ15 جنيها، والفوز بمباراة خارج الأرض بعشرة جنيهات، وعلي
ملعبنا بخمسة جنيهات، ونفس تلك القيمة في التعادل خارج الأرض .. وكانت
مكافآت نهاية الدوري تتراوح بين 50 جنيها و80 جنيها .. وبكل صراحة لم
تشغلني الأمور المادية في ذلك الوقت كثيرا، لأن تفكيري وتفكير الجميع هو
اللعب بشكل جيد ليتحدث الناس عنك، ولا يهم ما تحصل عليه من مال.
وما ظروف تركك الزمالك؟
ـ
بعد اعتزال حمادة إمام وعبده نصحي وتشجيع الجماهير لهما علي الاعتزال بعد
أن حملتهما علي الأعناق أعواما طويلة .. قررت الاعتزال وذهبت إلي الكابتن
حلمي وقلت له: عاوز أبطل كورة .. ولكنه رفض وأقنعني بالاستمرار .. ثم جاءت
مباراة الزمالك مع منتخب قطر التي فزنا فيها بأربعة أهداف أو خمسة دون
مقابل، ووجدت كابتن المنتخب القطري يطلب ضمي للعب مع أحد الفرق القطرية،
فوافقت علي الفور وتمسكت بذلك حتي لا يصل بي العمر في نادي الزمالك إلي عدم
رضا الجماهير عني، ووافق الكابتن حلمي علي ذلك بشرط أن تخرج أوراقي من
اتحاد الكرة المصري إلي الاتحاد القطري ولا ألعب لأي ناد آخر في مصر ..
فوافق الجميع، وانتقلت لأدرب وألعب مع نادي الاستقلال الذي تغير اسمه الآن
إلي نادي قطر وكان ذلك بين عامي 1975 و1979م ولم يكن هناك تعاقد مع النادي،
بل مع وزارة الكهرباء هناك لأخذ مرتبي كموظف وأتفرغ للنادي .. ثم رجعت إلي
مصر لأذهب إلي سلطنة عمان .. وأعود مرة أخري لأستقر في وادي النيل بمصر
الحبيبة.
وكيف تمارس حياتك الآن؟
ـ أدرب في مدرسة الناشئين
الخاصة بنادي الزمالك، وأجلس مع زملائي القدامي وأتابع تطورات الكرة
المستمرة، وأتذكر زمن الكرة الجميل زمن الموهبة والهواية وليس زمن
الاحتراف..!
ملف خاص ,, بالصور رموز نادى الزمالك على مر التاريخ
حلمـي زامورا.. أعظم رجال الزمالك
من السطر الأخير ..أم من السطر الاول..
إن اي لحظة في حياة محمد حسن حلمي يمكن أن تكون بداية رائعة ومنطقية للدخول في تفاصيل حياه أهم رجل في تاريخ الزمالك
وهذه السطور حاولت خلالها ان اتحدث عن حلمي
فوجدت نفسي أكتب عن الزمالك
ارتبط حلمي بالزمالك حتي انه يبدو من المستحيل الفصل بين حياة الرجل الخالد .. وتاريخ الزمالك العريق ..
وقد تكون البداية المنطقية من ستاد الزمالك في ميت عقبة والذي اطلق عليه النادي العريق اسم ستاد حلمي زامورا تقديرا لاعظم ابنائه ..
وعندما
يطلب نادي الزمالك اليوم أن يلعب مبارياته علي ملعبه بميت عقبة فان ذلك لم
يكن إلا ثمرة كفاح وجهد وعرق وبناء دام اكثر من خمسين عاما ..
انتقل فيها الزمالك في اكثر من مكان ..حتي استقر في ميت عقبة ..واستمرت عملية البناء ..وواجه النادي ظروفا قاسية ..
وتدخل جمال عبد الناصر لانقاذ الزمالك وباع الزمالك شجر الكافور ليبحث عن التمويل وذهب شباب الاهلي يشاركون في عملية البناء ..
فالأهلي
يخسر كثيرا .. بدون الزمالك انه عام 1952 .. نادي فاروق يملك فريقا كرويا
قويا وشهيرا وكان ذلك هو كل ما يملكه النادي ، مجرد مجموعة رائعة من
اللاعبين ، وكان النادي العريق يستمد نفوذه وشهرته من رئيسه محمد حيدر باشا
ياور الملك فاروق ووزير الحربية ، كان الزمالك هو حيدر وحيدر هو الزمالك
.. هذا هو نادي الزمالك ولا شيء أكثر من ذلك ، أما مبني النادي فلم يكن
أكثر من مبني صغير يضم أربع حجرات ، كان مثل فيلا أو شاليه، وكان هناك أيضا
ملعب الكرة ، به حجرتان لخلع الملابس و مدرجات لا تسع بكل فئاتها أكثر من
ستة الآف متفرج مدرجات الدرجة الأولي تتكون من أربع درجات وفوقها تندة
خشبية ، وكانت مدرجات الدرجة الثانية والثالثة من الطين ولم يكن يفصل
النادي عن جاره الترسانة إلا حاجز من الصفيح به باب صغير يصل بين ملعبي
الناديين ، كان الملعب لا يصلح بالطبع إلا للمباريات المحلية ، أما
المباريات الدولية فكانت تقام في النادي الأهلي . ثم زادت مشكلات الزمالك
فقد تم انشاء مجموعة من العمارات السكنية الجديدة خلف الناديين معا وكان
التخطيط الجديد للمنطقة يقضي باقامة شارع لوصل هذه العمارات بعضها بعضاً،
وكان الشارع ايضا يفصل بين الناديين وعندما لم تتم اقامة الشارع لجأ سكان
العمارات إلي القضاء وحصلوا علي أحكام قضائية تمنحهم تعويضات من مصلحة
الأراضي التي لجأت للناديين للاتفاق علي اقامة الشارع بعرض عشرة أمتار ،
فتنازل الزمالك عن سبعة أمتار وترك الترسانة ثلاثة أمتار وأقيم الشارع ،
ومع اقامة الشارع أصبح الناديان مكشوفين من الخلف، وأصبح من الضروري اقامة
سور جديد لكل ناد ، كان ذلك في مايو 1952 ولم يكن في خزينة النادي مليم
واحد.
حلمي يشاهد مباراة الزمالك أمام الجيش السوري باستاد حلب
.
هكذا كان حال نادي الزمالك ..
ولم
يكن عدد أعضاء الجمعية العمومية الذين يسددون الاشتراكات يزيدون علي ستين
عضوا ، وكان هؤلاء هم الأعضاء الذين مثلوا الجمعية العمومية غير العادية
التي وافقت بعد ذلك بشهرين علي تنحي حيدر باشا عن رئاسة النادي بعد الثورة .
وذهب وفد من أعضاء مجلس ادارة النادي لمقابلة حسين الشافعي وزير الشئون
الاجتماعية في ذلك الحين لطلب اعانة لبناء السور الجديد، وقدم الرجل مبلغ
خمسمائة جنيه ومثلها لنادي الترسانة ، وتم طرح بناء السور في مناقصة رست
علي مقاول من أعضاء النادي هو السيد الطحاوي ، وبدأ العمل في بناء سور من
الدبش
ثم يأتي دور حسن حلمي ..فقد رأي أن المدرجات في ملعب الكرة
لاتتناسب مع اسم النادي ، وطرح فكرة بناء مدرجات جديدة علي الطحاوي . و قال
له عايزين نهدم المدرجات القديمة و نبني مدرجا جديدا من 21 درجة يسع 20
الف متفرج فقال الرجل ..تحت أمرك
.بس مفيش و لا مليم في النادي ..
فعاد الطحاوي يقول ..اللي تأمر بيه ، أنا تحت أمر الزمالك ، بس تضمن لي حقوقي ويكون البناء بتكليف رسمي من مجلس الادارة
ونقرأ مذكرات حلمي التي تمثل التاريخ الحقيقي للنادي العريق والتي قال فيها بالحرف:
ودعوت
مجلس الادارة للاجتماع باعتباري سكرتير النادي ، فلم يحضر إلا أربعة أعضاء
، فقمنا بتأجيل الاجتماع لأن باقي الأعضاء كانوا بالمصايف ، وحددنا موعد
الجلسة الثانية بعد أسبوع ، ولم يكتمل العدد في الجلسة الثانية ايضا، رغم
أنني كنت قد أعددت مذكرة بالموضوع وبموافقة الطحاوي أن يحصل علي مستحقاته
من ايراد المباريات ، مرة عشرون جنيها ، ومرة عشرة جنيهات ، ومرة مائة جنيه
في المباريات الكبري مثل مباراة الأهلي . وقررت أن أحصل علي موافقة أعضاء
مجلس الإدارة بالتمرير ، بدأنا العمل قبل اكتمال التوقيع ، وكنت أفكر في
ذلك ، فقد ابتلع السور مبلغ الاعانة الذي منحه لنا حسين الشافعي.ثم وقعت
مفاجاة لايصدقها عقل .. أو عاقل ..
بينما أسير في النادي رأيت كنزا خلف
مدرجات الدرجة الأولي الخشبية .. عشرين شجرة كافور عمر كل منها يزيد علي 52
عاما يمكن بيع هذه الأشجار والاستفادة بثمنها في بناء المدرجات وأعددت
مذكرة للادارة ، وتمت الموافقة ، وقمنا ببيع شجر الكافور بمبلغ ألف جنية ..
ألف جنيه بالتمام والكمال ، لقد تكلف بناء المدرجات خمسة الآف جنيه ،
دفعنا الألف جنيه للطحاوي ليبدأ البناء وظل الرجل يحصل علي حقه من ايراد
المباريات لمدة خمس سنوات ، كان الطحاوي رجلا زملكاويا حتي النخاع ، كنا
نعمل في بناء المدرجات ليلا ونهارا ، كنا نعمل علي ضوء الكلوبات كانت
الحركة لا تهدأ ، سيارات تحمل الدبش والأسمنت ، والعمال يعملون والناس
تتساءل هل وجد نادي الزمالك كنزا ، وبدأت مدرجات الدرجة الأولي تظهر ،
مدرجات حقيقية و ليست من الطين و بينما العمل يتم بعد أن ظهرت مدرجات
الدرجة الأولي ، سألت نفسي و لماذا لانبني أيضا مدرجات الدرجتين الثانية
والثالثة حتي ننافس النادي الأهلي ..سألت الطحاوي .. ممكن ؟ .. ووافق الرجل
، وفي شهر أغسطس انتهي العمل في المدرجات ، وقمنا بدعوة حسين الشافعي
لافتتاح المدرجات الجديدة ، وكان قد شاهد النادي في صورته السابقة في شهر
يوليو عندما شهد مباراة أقامتها هيئة التحرير بمناسبة العيد الأول للثورة
واقيمت في ملعب الزمالك ، وقال الرجل هذا هو العمل الثوري الذي نريده في كل
مكان ، ومع بناء المدرجات الجديدة زادت الايرادات وتمت اقامة المباريات
الدولية علي ملعب الزمالك الذي قام ايضا بدعوة الفرق الأجنبية للعب علي
ملعبه مثل الهونفيد المجري ورد ستار اليوجوسلافي ودوكلا .. و زاد عدد أعضاء
النادي إلي أربعمائة عضو ..
وسارت مركب الزمالك عبر التاريخ حتي جاء عام 1957انها مرحلة جديدة في تاريخ الزمالك
تلقي
النادي خطابا من وزارة الشئون البلدية والقروية سنة 1957 يأمر بنقل اندية
الزمالك والترسانة والتوفيقية الي موقع جديد بمدينة الاوقاف بميت عقبة ،
وتدعو الي اجتماع تقرر عقده بمكتب الوزير لمناقشة تفاصيل امر النقل وخطة
تنفيذه .
حسن حلمي.. حكماً لإحدي المباريات
ويقول حلمي..
أخبروني
بأن المصلحة قررت تسلم أرض النادي القديم في اليوم التالي مباشرة ..
وسألته اين نذهب .. إننا لم نبدأ في اقامة النادي الجديد بعد .. ورد بأن
المصلحة يؤسفها انه تصر علي تنفيذ قرارها لانها ملتزمة بتسليم موقع النادي
للسفارة الايطالية لتقيم عليه اكاديمية ايطاليا ..وقال ..هييجي لكم بكره
مندوب من المصلحة و مندوب من السفارة الايطالية لتسلم الموقع .. وقلت أننا
لم نهدم النادي بعد .. فقال ..انتم تسلمتم موقعكم الجديد من مدة طويلة
..هذا يعني القضاء علي نادي الزمالك ، مش معقول نادي الزمالك يزول ..لايمكن
..وعلي الفور اتصلت بالصحف ابلغتها بالامر، قلت للأقسام الرياضية بكل
الجرائد والمجلات ان نادي الزمالك يموت .. ووقفت الصحافة الرياضية المصرية
موفقا تاريخيا بالنسبة للرياضة والرياضيين .. موقفا خالدا يتناسب مع مكانها
كسلطة دائمة في الدولة ، موقفا من المواقف الصحفية المشرفة التي لا تنسي
.خرجت الصحف علي الناس في الصباح بعناوين بارزة ..صرح كبير من صروح الرياضة
ينهار ..نادي الزمالك يفقد انفاسه الاخيرة ..معقل من معاقل الكرة يقفل
ابوابه .. وأصبح نادي الزمالك خبر الساعة ولم يخب ظني ..طلب الرئيس جمال
عبد الناصر الفريق سعد متولي بصفته وكيلا للنادي و سأله عما نشرته الصحف
فشرح له فيما شرح قصة العمارات السكنية و مساحة الـ 6 آلاف متر مربع
المخصصة لها وحل الرئيس المشكلة .. قألغي مشروع العمارات السكنية و تسلمنا
مساحة الستة الاف متر مربع التي يقع عليها الان المبني الاجتماعي لنادي
الزمالك ، التزمنا اذن امام الرئيس أدبيا بالتعجيل بالنقل ، و علي الفور
تجاوبت ارواحنا مع الروح التي تم بها حل مشكلة النادي فحددنا يوما لوضع حجر
الاساس.
وكان حلمي قد قرر ..
حنهد ونبني في وقت واحد ، حنبني
الاسوار الخارجية الجديدة بنفس المواد ، الانقاض المتخلفة عن الهدم ، فهذا
أوفر من البناء بالمواد الجديدة لأن أسعارها مرتفعة ، وارسل ابو رجيله في
اليوم التالي مباشرة بلدوزرين ، وسيارتي نقل ، و سارت عملية الهدم ثم النقل
ثم البناء في وقت واحد .. عمال وبناءون وشباب ناضج يقوم بنفسه بالهدم
والتحميل والبناء وسارت العملية .كنت اخرج من عملي بوزراة الزراعة في
الساعة الثانية بعد الظهريوميا وقبل الثالثة يوميا كنت أقف في النادي ببدلة
التدريب والكاسكيت العمالي أركب اللوري اللي رايح محمل من الموقع القديم
إلي الموقع الجديد ، و اشترك في البناء حتي ينتهي من التفريغ ، كان
الموقعان الحديد والقديم كما لو كانا معسكر عمل لايهدأ ، كانت الروح
المعنوية عالية وتجلت الروح الرياضية من كل الشباب ، رياضيون من كل حدب و
صوب يشتركون في العمل معا افراد من اتحاد القوات المسلحة ، ومن مراكز
الشباب ، بل ومن النادي الاهلي . و في الوقت نفسه كانت الشركة تعمل علي
اقامة المباني الكبيرة ، لكنني لاحظت انها تشون ادواتها وموادها في موقع
العمل ، فأسرعت بمنعها من ان تشون في ملعب الكرة وحددت لها موقعا اخر
لأننياردت ان ازرع النجيلة مع بدء العمل حتي يكون الملعب جاهزا في نفس
الوقت الذي يكتمل فيه البناء حتي يكون جاهزا مع اكتمال المنشأت ، او قبل
اكتمالها ، انه ملعب الكرة ، كرة القدم صاحبة الفضل في كل ناد .
هكذا انتقل الزمالك من موقعه القديم الي مكانه الحالي بفضل رجل اسمه محمد حسن حلمي حمل علي اكتافه الرمل والطوب من اجل ناديه ..
ثم
كان حلمي هو الرجل الذي قام بتحويل شارع جامعة الدول العربية الي واحد من
اهم شوارع القاهرة واكثرها رواجا عندما طرح فكرة انشاء البوتيكات حول اسوار
النادي لينهي الي الابد الازمات المالية التي يمكن ان يمر بها ناديه ومن
بعده فعل الترسانة نفس الشيء وحتي الان تقوم اغلب الاندية المصرية بمحاولة
تنفيذ نفس فكرة حلمي العظيم
ولعله من المناسب ان نذكر ان ابنة الراحل
حلمي وزوجها صلاح الشعراوي .. عندما تم طرح بوتيكات الزمالك للبيع ، طلبت
وزوجها أن تقوم بشراء أحد هذه البوتيكات بعد أن وفرا مبلغا من المال أثناء
عملهما في السعودية ، لكن محمد حسن حلمي رفض ذلك بشدة .. وعندما أكدت له
ابنته انها ستدفع المبلغ وبجميع الشروط مثل الآخرين أصر علي الرفض مؤكدا ان
الكل سيقول إنه تمت مجاملتها بأي صورة باعتبار أنها ابنة حلمي.
وحلمي
هو أول من آمن بضرورة رفع راتب المدربين، فقد كان المدرب يحصل علي مائة
جنيه بينما كان اللاعب يحصل علي مبالغ كبيرة ، وقرر حلمي الحفاظ علي كرامة
المدربين ، فكان أول من رفع مرتب مدربي فريقه، حيث رفع راتب زكي عثمان إلي
خمسمائة جنيه ثم جعلها ألفي جنيه
ويقول التاريخ انه لم يكن يسمح لأحد
ابدا بالاقتراب من أرض النادي أو النيل منها إلا مرة واحدة عندما وافق
بنفسه علي اقتطاع جانب من أرض النادي لبناء مسجد الشاذلية وهو المسجد الذي
تمت فيه الصلاة علي روحه قبل ان يتم نقل جثمانه الطاهر إلي بيته الكبير
نادي الزمالك ..
اما حلمي اللاعب فقد وقع للزمالك عام 1928 قادما من
الخديوية الثانوية .. وقد بقي الجناح الايسر للزمالك والمنتخب حتي اعتزل
عام 1942 وكان قد شارك في اولمبياد برلين عام 1936 ..
وكان الأهلي
قد حاول خطفه ..يقول محمد حسن حلمي..لم يكن لون الفانله له تأثير سلبي علي
علاقات اللاعبين وارتباطهم بالصداقة والحب ، فقد شهد الناديان الكبيران
أمسيات ضاحكة ورائعة بين لاعبي الناديين يمكن أن يضمها كتاب كامل بذكرياتها
وضحكاتها وهمومها .. وأحلامها .ويضيف حلمي .كنا نلتقي في مكاننا المفضل
بمقهي السطح في كازينو الكوبري الانجليزي أو كوبري بديعة المعروف الآن
بكوبري الجلاء ، ولا أنسي أبدا السهرات البريئة التي جمعتني مع نجوم الأهلي
مختار التيتش ومنير وهاني كامل وصالح الصواف وأمين شعير ..كنا نلتف حول
الطاولة أو الدومينو ، وكثيرا ما كان يحضر هذه الجلسات البريئة بعض كبار
الشخصيات من الناديين .يقول حلمي:في بعض تلك الأمسيات ، شعرت بأن أصدقائي
الأهلاوية يحاولون جس نبضي لأنضم للأهلي ، كنت أحاول بكل الوسائل ابعاد هذه
الفكرة عن اذهانهم ، كنت أعلن رفضي بصراحة للأهلي ، وكنت أحياناً أرد علي
محاولاتهم بالصمت العميق .في عام 1924 وهو أول عام لي مع الفريق الأول ،
كنت أقضي الصيف مع أسرتي في رأس البر و هناك التقيت مصادفة مع أصدقائي
الأهلاوية مختار التيتش ومصطفي كامل منصور ووحيد شارلي ومحمد علي رسمي ..
كان مجرد لقاء عابر سريع اتفقنا بعده علي اللقاء في البلاج وفي صباح اليوم
التالي تلقي محمد حسن حلمي تلغرافاً قصيراً تقول كلماته .. اتصل بنا
تليفونيا مساء اليوم ، و التوقيع حيدر.و حيدر هو محمد حيدر باشا وزير
الحربية وياور الملك فاروق ورئيس نادي فاروق ،وتقول الأوراق القديمة ..
أوراق حلمي..اتصلت برئيس النادي ، فقال لي بمجرد أن سمع صوتي ..بكره الصبح
تاخد تاكسي و تيجي مصر علي طول ..ودارت المكالمة : أجي ليه يا أفندم .. خير
؟ عايز أشوفك هنا .. بكره .. أنا تحت أمرك يا سعادة الباشا .. بس مش أعرف
فيه ايه ؟ !سمعنا ان فيه ناس وصلوا امبارح رأس البر علشان يحاولوا اقناعك
بالاستقالة من المختلط والتوقيع للأهلي .. و سعادتك تصدق كده ؟ !كل شيء
جايز .. كل شيء ممكن .. بعد اذنك يا فندم ، أنا هأفضل في رأس البر ، ويمكن
أن أعدك بأنني لن أستقيل أبداً ، ولا يمكن أبدا أن أترك المختلط ، لا يمكن
أن يحدث هذا أبدا .وانتهت المكالمة وقضي حلمي وقتا يفكر في هذه المكالمة
وارتباطها بمقابلته للاعبي الأهلي . يقول ..التقينا في الصباح علي البلاج،
وقبل محاولاتهم فتح الموضوع ، قال طفل صغير كان معهم .. أصبح بعد ذلك
اللواء عمر الجمال ..هو دا حلمي اللي انتو طول الليل قاعدين تتكلموا عليه ؟
يا أخي متمضي للأهلي وتخلصنا ، دول طول الليل عمالين يتكلموا عليك ، وقال
التيتش وهو يضحك ..الواد عمر فضحنا ، احنا طول الليل بنخطط لاقناعك
بالتوقيع للأهلي .وقال مصطفي كامل منصور، يا للا يا حلمي ، و لا تقلق علي
المختلط لان لبيب هيستقيل من الأهلي ويروح المختلط ، ولبيب هو الحاج لبيب
جناح أيمن الأهلي في ذلك الوقت ، وكان الجناح الثاني بعد جميل الزبير ..
وقال حلمي في حسم :يا جماعة بلاش تتعبو أنفسكم ، أنا لا أحب سوي المختلط ،
أنا أحد أبنائه ، و لن ألعب لغيره أبدا مهما حدث .وسكتوا ، شعروا بأنه من
الصعب أن أتراجع عن قراري وواصلنا لهونا علي البلاج بعد أن احترموا صراحتي و
تمسكي بالنادي الذي بقيت بين جدرانه طوال عمري ..
وبعد اعتزاله مارس
حلمي التحكيم حتي اصبح حكما دوليا ناجحا وكان في نفس الوقت سكرتيرا
لنــــادي الزمالك ثم تولي رئاسته لاول مرة بعد النكسة ثم تم انتخابه في
نفس المنصب مرتين عامي 1976 وعـام 1980 كما تم تعيينه رئيسا لاتحــــــاد
الكرة عام 1987 .
مشــوار العمر
ولد محمد حسن حلمي في 31 ديسمبر
1912 بالقاهرة .التحق بعد حصوله علي شهادة الابتدائية بمدرسة الخديوية
الثانوية وحصل علي شهادة البكالوريا وفي عام 1938 حصل علي بكالوريوس
الزراعة من جامعة القاهرة . عمل في مصلحة وقاية المزروعات ثم نقل بعد ذلك
الي قسم الزراعة الفنية والاكثار بوزارة الزراعة ثم تدرج في هذا القسم من
مهندس الي وكيل تفتيش ثم الي مفتش ثم مراقب للادارة الفنية بالوزارة وفي
عام 1946 عين مديرا عاما للزراعة بمحافظة الجيزة وفي اغسطس سنة 1967 عين
وكيلا للهيئة العامة للانتاج الزراعي بدرجة وكيل وزارة . لعب الكرة في فريق
مدرسة المحمودية الابتدائية ومثل المدرسة في مبارياتها ضد فرق المدارس
الاخري في مركز الجناح الايسر وفي سنة 1929 بمدرسة الخديوية الثانوية كما
انضم الي نادي المختلط ولعب في الفريق الثاني للنادي ، وفي عام 1932 لعب
للفريق الاول بالنادي وبدأ يتردد اسمه و اشتهر باسم زامورا . في عام 1933
لعب لمنتخب المدارس الثانوية واختير عضوا في منتخب مصر وفي دورة برلين
الاوليميبة . بدأ حكما من الدرجة الثالثة سنة 1940 ، واصبح حكما دوليا سنة
1957 واعتزل التحكيم سنة 1962 لوصوله الي سن الاعتزال .بدأ حياته الادارية
عضوا في لجنة كرة القدم بنادي الزمالك منذ سنة 1948 و في عام 1952 اختير
عضوا في اول جمعية عمومية للنادي ثم سكرتيرا للنادي ، وتولي بعد ذلك منصب
سكرتير الكرة ومدير الكرة وعضوية مجلس الادارة .. في عام 1966 قررت الجمعية
العمومية للنادي تعيينه مديرا متفرغا للنادي و في ذات الوقت اختير مديرا
للفريق الوطني لكرة القدم ..في عام 1967 عين رئيسا لنادي الزمالك ثم انتخب
رئيسا لنادي الزمالك عام 1976 و تجدد انتخابه مرة ثانية عام 1980 . صدر
قرار بتعيينه رئيسا لاتحاد الكرة في صيف عام 87 رغم شغله منصب رئيس نادي
الزمالك في الوقت نفسه .انتخبه الزراعيون اكثر من دورة سكرتيرا عاما لنقابة
المهن الزراعية .. اختاره الرئيس السادات عام 1980 عضوا بمجلس الشوري.
زامـــــــــــــورا
قصة
زامورا وهو الاسم الأشهر الذي اشتهر به حلمي فقد أطلقه عليه حارس المرمي
الراحل يوسف اللبان ، كان حارس نادي الخديوية ثم الزمالك بعد ذلك، وكان
اللبان يهتم بكل حراس المرمي الأجانب ، وكان أشهرهم في ذلك الوقت هو زامورا
الاسباني ، وبعد احدي المباريات التي تألق فيها حلمي تألقا غير عاديا أطلق
عليه اللبان لقب زامورا
الكابتن لطيف .. رجل من الزمن الجميل
من
منا لا يعرف الكابتن لطيف .. الرجل الذي صنع شعبية كرة القدم في مصر من
وراء المكيروفون .. وعشق كرة القدم فأعطاها كل شيء .. في قلب القاهرة تعلم
فنون اللعبة الساحرة .. وفي جلاسجو الاسكتلندية كتب التاريخ.
حياة
محمد لطيف هي تلخيص لتاريخ الكرة المصرية بانتصاراتها وانكساراتها .. وهو
رجل من الزمن الجميل الذي يستحق أن نفخر به ونقلب في صفحاته المثيرة.
الكابتن لطيف جزء أصيل ومهم من تاريخ نادي الزمالك ومشواره .. ومن الضروري الوقوف أمام حياته الثرية الحافلة بالتفاصيل:
محمد
لطيف الذي ولد في عام 1910 بقرية الزيتون بمحافظة بني سويف، ونشأ في حي
القلعة بقلب القاهرة .. ولد هاويا لكرة القدم منذ نعومة أظافره، ومارس
اللعبة في الحي ثم في نادي الخليفة قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية ..
وكانت أمنيته وحلمه أن يلعب في دوري المدارس الذي سمع عنه، وكان يمثل
المسابقة الرسمية في تلك الفترة .. فالتحق بمدرسة الجمعية الخيرية
الإسلامية بدرب الجماميز التي يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية ـ مصنع نجوم
الكرة في الوقت ـ فترك محمد لطيف مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة
الخديوية، التي كان يلعب فيها حسين حجازي مثله الأعلي في اللعبة .. لعب
الكابتن لطيف أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام
1927، وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية البدنية للعب مع
الفريق الأول للمدرسة ضد التتش وعبدالرحمن فوزي ورشاد مراد وجميل رفعت،
واختياره للعب مع الفريق الأول كان لغياب هاني كامل الجناح الأيمن.
وفي
عام 1928 .. وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط ـ الزمالك حاليا
ـ علي محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول
لاتحاد الكرة، والآخر لنادي المختلط .. وبعد انضمام محمد لطيف إلي نادي
المختلط، كان علي موعد مع الحظ الذي ابتسم له بشدة .. فقد كانت أول مباراة
له مع ناديه في مواجهة النادي الأهلي .. وفي هذه المباراة ـ التي انتهت
1/صفر لنادي المختلط ـ سجل محمد لطيف هدف الفوز .. وعقب هذه المباراة
اختاره حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس النادي المختلط ضمن صفوف منتخب
مصر.
واختيار محمد لطيف للمنتخب في ذلك الوقت وضعه في موقف صعب، إذ
أن حيدر باشا أبلغه بأن المنتخب مرتبط بمباراة أمام منتخب المجر في يوم
الجمعة من نفس الأسبوع الذي انضم فيه لصفوف المنتخب .. وفي نفس اليوم كان
فريق مدرسته الخديوية مرتبطا بمباراة مع فريق طنطا في نهائي الكأس
السلطانية .. فأصبح لطيف حائرا بين غضب حيدر باشا وثورة مستر ساميسون مراقب
التربية الرياضية بوزارة المعارف .. ولم يكن أمام محمد لطيف سوي أن يشارك
في المباراتين .. ولحسن حظه أن مباراة مدرسته مع طنطا أقيمت في الساعة
العاشرة صباحا، وفاز فيها فريق المدرسة 8/صفر وحصل علي الكأس .. وأقيمت
المباراة الثانية في الواحدة ظهرا .. وتمكن من الخروج من هذا المأزق.
وإذا
كان محمد لطيف قد طاف دول العالم لاعبا ومدربا ومعلقا .. فإن أول رحلة له
خارج حدود الوطن كانت في عام 1929 إلي فلسطين، واستغرقت 20 يوما مع منتخب
مصر .. وأول رحلة له إلي أوروبا كانت مع النادي الأوليمبي كضيف شرف،
واستغرقت الرحلة شهر ونصف الشهر قضاها الفريق في اليونان ويوغوسلافيا
وإيطاليا وألمانيا وسويسرا.
وفي عام 1934 .. شارك محمد لطيف مع
منتخب مصر في كأس العالم بإيطاليا التي لعب فيها المنتخب أمام المجر وخسر
2/4 وخرج من البطولة .. وبعد العودة من المونديال اختار مستر ساميسون مرقاب
التربية الرياضية بوزارة المعارف محمد لطيف للسفر إلي إنجلترا في بعثة
علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية
جوردون هيل بوصفه أحسن رياضي لهذا العام .. واتفق مستر ساميسون مع
الإنجليزي ماكراي مدرب منتخب مصر علي أن يلعب محمد لطيف في أكبر أندية
اسكتلندا، وهو نادي الرينجرز طوال ثلاث سنوات مدة بعثته الرسمية، وهو ما
حدث بالفعل.
وأثناء رحلته إلي جلاسجو حدث معه موقف طريف حرص كابتن
لطيف علي تسجيله في كتابه الكرة حياتي .. فقد فوجئ محمد لطيف بأعداد كبيرة
من الصحفيين والمصورين ينتظرونه علي محطة القطار الذي كان يقله إلي جلاسجو
.. وظن في البداية أنهم في انتظار هيلا سلاسي امبراطور إثيوبيا الذي كان
يركب نفس القطار .. ولكن ماكراي المدير الفني لمنتخب مصر هو الذي كان
ينتظره بالمحطة، وقال له: إن الصحافة الإنجليزية لديها اهتمام كبير
بانتقالك لنادي الرينجرز.
كانت أول مباراة يلعبها محمد لطيف مع النادي
الإنجليزي ضد نادي داندي وسجل فيها هدفا .. واستمر محمد لطيف في تجربته مع
النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل .. كما حصل عي جميع
الدراسات التدريبية في كرة القدم في إنجلترا.
وفي عام 1937 عاد محمد
لطيف من بعثته العلمية، وتم تعيينه بإدارة التربية الرياضية بوزارة
المعارف، وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل به محاضرا، وتخرجت
الدفعة الأولي منه في عام 1940
وقبل العودة من إنجلترا .. شارك
محمد لطيف مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام
النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة.
وأثناء وجوده في إنجلترا .. توطدت
علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي كان يعمل في جريدة الصنداي اكسبريس،
وكان أول من أعطاه درس في التعليق علي مباريات كرة القدم حين طلب منه
مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز ـ والتي لم يلعب فيها للإصابة ـ وحضر هذه
المباراة 24 مكفوفا، وجلس ركس بينهم في المدرجات ليذيع المباراة ويصفها
للمكفوفين الذين انفعلوا بالوصف، وجعلته هذه المباراة يفكر في التعليق علي
المباريات بعد اعتزال كرة القدم في عام 1945، رغم ممارسته للتحكيم بعد
الاعتزال إلي جانب عمله في مجال التدريب.
في عام 1948 .. اتصل به
الإذاعي الكبير علي خليل وطلب منه أن يقوم بإذاعة تمارين الصباح علي الهواء
في السادسة صباحا مقابل 50 قرشا للحلقة الواحدة .. وكانت أول مباراة يقوم
محمد لطيف بالتعليق عليها بين منتخبي الإسكندرية والقاهرة بملعب مصطفي كامل
بمدينة الإسكندرية .. وبعدها قام بالتعليق علي مباريات بطولة أوروبا لكرة
السلة التي أقيمت بنادي هليوبوليس في عام 1948 .. واستمرت رحلته مع الإذاعة
حتي ظهر التليفزيون في عام 1960.
وفي عام 1948 ـ أيضا ـ تم اختيار
محمد لطيف لمساعدة مستر كين مدرب منتخب مصر الذي شارك في أوليمبياد
إنجلترا، ولعب المنتخب مع الدنمارك وخسر 1/2 .. وفي عام 1952 أصبح لطيف
مدربا لمنتخب مصر في دورة هلنسكي الأوليمبية .. كما تولي الاشراف علي منتخب
مصر الذي حقق أول كأس أفريقية في عام 1957 بالخرطوم.
وبعيدا عن التعليق
والتحكيم والتدريب في المنتخب ونادي الزمالك .. تولي محمد لطيف بعض
المناصب، فقد كان عضوا بمجلس اتحاد الكرة في الفترة من عام 1952 إلي عام
1969، ثم وكيلا للاتحاد، وسكرتيرا عاما لنادي الزمالك ومديرا للكرة
بالنادي.
وأخيرا .. رحل الكابتن لطيف عنا في عام 1990 .. ولايزال بيننا بتاريخه وإنجازاته..!
الكابتن
لطيف يمثل عميد عائلة قدمت لنادي الزمالك الكثير من الجهد وتفانت في خدمة
ناديها. الذي أصبح عضوا في مجلس إدارة النادي مكملا رسالة والده في حب
الفانلة البيضاء والتضحية من أجلها. ومن بعد إبراهيم لطيف جاء نجله خالد
لطيف الذي أصبح هو الأخر عضوا في مجلس إدارة النادي ليمثل الجيل الثالث من
العائلة التي ولا شك تركت بصماتها وستظل من أجل مصلحة الزمالك ونهضته.
محمد لطيف لاعبا ومعلقا في الأوليمبياد
برلين عام 1936
لندن عام 1948
هلنسكي عامك 1952
روما عام 1960
طوكيو عام 1964
ميونيخ عام 1972
مونتريال عام 1976
لوس أنجلوس عام 1984
كأس العالم
إيطاليا عام 1934
سويسرا عام 1954
إنجلترا عام 1962
ميونيخ عام 1974
الأرجنتين عام 1978
إسبانيا عام 1982
عمر النور صاحب أشهر بشرة سمراء
عمر
النور .. واحد من أشهر أصحاب البشرة السمراء الذين ارتدوا الفانلة البيضاء
.. وإذا كان تاريخ الزمالك يمتد لأكثر من 90 عاما .. فإن عمر النور تردد
اسمه مع عمالقة النادي علي مدي 14 عاما كاملة .. امتدت من عام 1960 إلي عام
1974م.
كيف كانت البداية ودخولك القلعة البيضاء؟
ــ يقول صاحب
البشرة السمراء عمر النور، وهو يقلب في ملف ذكرياته: تبدأ حكايتي مع
الزمالك عندما حضرت من مدينة واد مدني بالسودان إلي القاهرة لأول مرة
للفسحة وقضاء إجازة عند زميلي وصديقي محمد رفاعي، الذي استقبلني واستضافني
.. وبعد عشرة أيام طلبت منه البحث عن مكان لأتدرب فيه حتي لا أنسي لعب
الكرة ـ فقد كنت ألعب في ذلك الوقت مع فريق الرابطة السوداني ولا أريد
الابتعاد عن المران لفترة طويلة ـ فأخذني معه إلي نادي الزمالك، وسمح لي
الكابتن علي شرف بالتدريب مع الفريق الأول، وقبل أن أخرج من غرفة خلع
الملابس وجدت صديقي محمد رفاعي يصرخ بأعلي صوته لأتوقف أمام الباب بسبب
ارتدائي الفانلة الحمراء التي كانت لون فريق الرابطة، ثم تداركنا الموقف
بمنحي فانلة بيضاء لأدخل ملعب الزمالك لأول مرة في شهر فبراير عام 1960
للتدريب فقط، ولكن بعد انتهاء التمرين وجدت اسمي ضمن الـ25 لاعبا المصرح
لهم بدخول غرفة خلع الملابس، وهنا لم أتمالك شعوري لأنني بعد أول تمرين
أصبحت مع لاعبي الزمالك في ذلك الوقت.
وهل تحدث معك أحد بعد ذلك عن انضمامك لصفوف الفريق الأول؟
ـ
جاء ذلك بعد ثلاثة تدريبات .. وكنت سأشارك لأول مرة في مباراة الزمالك مع
توتنهام، ولكن جاء لاعبو الأهلي ولعبوا، وجلست احتياطيا ولكن هذه المباراة
أعطتني الفرصة الحقيقية في مباراة الترسانة بسبب رفض عبده نصحي لعبها
لمشاركة الفناجيلي بدلا منه في مباراة توتنهام ولعبت المباراة بعد تمسك
الكابتن حنفي بسطان وإصراره علي مشاركتي في ظل اعتراض الكابتن حلمي بسبب
صغر سني، لتكون أول مباراة رسمية لي مع الفريق.
وكيف أثبت نفسك داخل صفوف الفريق؟
ـ
في أول مباراة أيضا ـ وأحمد الله علي ذلك ـ فزنا علي الترسانة في عز مجدها
7/3 ودخلنا التاريخ، فالزمالك لم يفز علي الترسانة بهذا العدد من الأهداف،
والترسانة لم يهزم بالسبعة من قبل، وأحرزت أربعة أهداف في تلك المباراة،
وصنعت الأهداف الثلاثة الأخري لزملائي ـ حمادة إمام ونبيل نصير وشريف
إبراهيم ـ وللعلم كانت الترسانة في ذلك الوقت تضم الجيل الذهبي، والذي كان
من بين نجومه مصطفي رياض والشاذلي وحرب الدهشوري وبدوي عبدالفتاح ومحمود
حسن، وجميع هؤلاء كانوا يسجلون أهدافا في أي وقت.
وهل استقبلك لاعبو فريقك بترحاب لتكون ضمن القائمة الأساسية؟
ـ
بالطبع .. كان الاحتفال والترحيب من الجميع، وأيضا التشجيع والمساندة مع
إعطائي النصائح داخل الملعب وخارجه من محمد رفاعي ونبيل نصير وحمادة إمام
ومحمود حسن.
وما المباراة التي لاتزال عالقة في ذهنك؟
ـ هي
مباراة جمعت بين الزمالك والأهلي في نهاية مسابقة الدوري العام سنة 1966م،
وكانت مباراة مؤثرة جدا علي الأهلي وليس علينا لأن نتيجتها تمنح الأهلي
الدوري في حالة فوزه أو تعادله، وتمنح الإسماعيلي اللقب في حالة هزيمة
الأهلي .. وقد دخلنا المباراة بنفسية محطمة بسبب هزيمتنا السابقة من غزل
دمياط، وفقداننا الدوري .. ولم يشاهد هذه المباراة من جماهير الزمالك سوي
50 مشجعا فقط، في حين كانت المدرجات تهتف باسم الأهلي، وداخل هذا الجو
المشحون وغياب أكثر من لاعب استطعت إحراز هدف المباراة الوحيد لنفوز
بالمباراة ونهدي الدوري للإسماعيلي.
ومن هم أصدقاؤك داخل فريق الزمالك؟
ـ
شلتي في ذلك الوقت كانت مكونة من: محمد رفاعي وفاروق السيد والجوهري
وعبدالخالق عفيفي، وهؤلاء هم أصغر لاعبي الفريق .. أما اللاعبون الكبار
فكنا نجتمع معهم بعد كل تمرين بحديقة النادي لنسمع النصيحة ونتحدث معا
لأكثر من ساعتين عن كل شيء، وكنا نجد منهم الرعاية والمساندة في أي موضوع
يخص الفريق أو يخص أحدا منا خارج أسوار النادي.
وماذا عن البطولات التي حققتها مع الزمالك؟
ـ
بطولتان للدوري العام موسمي 62/1963 و63/1964 وهما بطولتان متتاليتان
تحققتا لأول مرة منذ بداية الدوري .. أما بطولات الكأس فلم أحصل علي أي
بطولة منها بسبب إصابتي أو خروجنا من المنافسة .. ولكن حصلت مع الفريق علي
كأس الجيزة التي لا يشارك فيها الأهلي وجمعت المباراة النهائية بين الزمالك
والترسانة، وفزنا بها 4/صفر وسجلت الأهداف كلها، وحصلنا علي الكأس.
وهل تتذكر عدد أهدافك مع الزمالك؟
ـ في ذلك الوقت لم يكن مهما وجود أرشيف لكل لاعب .. لأننا كنا نلعب من أجل اللعب وليس لأي شيء آخر.
وما سبب قلة بطولات الزمالك في تلك الفترة؟
ـ
أعتقد أنه بعد تحقيق بطولتي الدوري المتتاليتين .. تحفزت جميع الفرق
للزمالك الذي تعرض لاعبوه للإصابات المتلاحقة والمستمرة، بسبب خشونة
المنافسين لأنهم كانوا أفضل لاعبي مصر في ذلك الوقت.
وماذا عن المكافآت؟
ـ
لم تكن هناك مكافآت خاصة، بل لائحة مالية وعقد سنوي، وكان تعاقدي السنوي
مع الزمالك بـ15 جنيها، والفوز بمباراة خارج الأرض بعشرة جنيهات، وعلي
ملعبنا بخمسة جنيهات، ونفس تلك القيمة في التعادل خارج الأرض .. وكانت
مكافآت نهاية الدوري تتراوح بين 50 جنيها و80 جنيها .. وبكل صراحة لم
تشغلني الأمور المادية في ذلك الوقت كثيرا، لأن تفكيري وتفكير الجميع هو
اللعب بشكل جيد ليتحدث الناس عنك، ولا يهم ما تحصل عليه من مال.
وما ظروف تركك الزمالك؟
ـ
بعد اعتزال حمادة إمام وعبده نصحي وتشجيع الجماهير لهما علي الاعتزال بعد
أن حملتهما علي الأعناق أعواما طويلة .. قررت الاعتزال وذهبت إلي الكابتن
حلمي وقلت له: عاوز أبطل كورة .. ولكنه رفض وأقنعني بالاستمرار .. ثم جاءت
مباراة الزمالك مع منتخب قطر التي فزنا فيها بأربعة أهداف أو خمسة دون
مقابل، ووجدت كابتن المنتخب القطري يطلب ضمي للعب مع أحد الفرق القطرية،
فوافقت علي الفور وتمسكت بذلك حتي لا يصل بي العمر في نادي الزمالك إلي عدم
رضا الجماهير عني، ووافق الكابتن حلمي علي ذلك بشرط أن تخرج أوراقي من
اتحاد الكرة المصري إلي الاتحاد القطري ولا ألعب لأي ناد آخر في مصر ..
فوافق الجميع، وانتقلت لأدرب وألعب مع نادي الاستقلال الذي تغير اسمه الآن
إلي نادي قطر وكان ذلك بين عامي 1975 و1979م ولم يكن هناك تعاقد مع النادي،
بل مع وزارة الكهرباء هناك لأخذ مرتبي كموظف وأتفرغ للنادي .. ثم رجعت إلي
مصر لأذهب إلي سلطنة عمان .. وأعود مرة أخري لأستقر في وادي النيل بمصر
الحبيبة.
وكيف تمارس حياتك الآن؟
ـ أدرب في مدرسة الناشئين
الخاصة بنادي الزمالك، وأجلس مع زملائي القدامي وأتابع تطورات الكرة
المستمرة، وأتذكر زمن الكرة الجميل زمن الموهبة والهواية وليس زمن
الاحتراف..!
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس أبريل 03, 2014 2:50 pm عدل 1 مرات