محمد يسري سلامة.. رحلة الشاب السلفي الثوري الذي تحول إلى "برادعاوي" ليبرالي
"إن كان حظي في الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاي فيه رضاك" هكذا "غرَّد" قبل أيام من رحيله
PreviousNext
"إن كان حظي في الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاي فيه رضاك"، هذه
الكلمات الأخيرة التي تركها الدكتور محمد يسري سلامة على حسابه الشخصي
بموقع "تويتر"، بعد أن أصابه مرض لم يكن معلومًا. لكن زوجته أبلغت الدكتور
أحمد دراج المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور قبل وفاته بيومين، أنهم اكتشفوا
أن هناك مشكلة في معدته.
ما يقرب من 200 ألف معجب يتابعون صفحة الطبيب الراحل، حاول بعضهم
ترك "تويتات" على حسابه تسأله أن يطمئنهم على حاله، لكنهم لم يعرفوا أنها
"التويتة" الأخيرة التي كتبها في 15 مارس الجاري.
بسيط وتلقائي وابن بلد وملتحي وثوري ومثقف وملتزم دينيا.. هكذا تظهر
شخصية سلامة من خلاله حواره المستمر مع متابعي حسابه الشخصي على "تويتر"،
يستخدم كلمات دارجة بين الشباب، "يانجم.. ويا باشا"، يدخل في حوارات حول
الأحداث السياسية، ويعقب على خطاب الرئيس بسخرية، ويتقبل الهجوم بصدر رحب.
ولد سلامة، في 1 أكتوبر عام 1974، وهو ابن "المدرسة السلفية"
بالإسكندرية، كما تصفه صفحة "محبي الدكتور محمد يسري سلامة" على موقع "فيس
بوك"، "الشاب الذكي الألمعي، النابغة السلفي الأثري، الواعد بخير عظيم".
لم يمنعه تخصصه في طب الأسنان، من حب التراث العربي والعمل كباحث
ومترجم في مركز المخطوطات بمكتبة الأسكندرية، وله عدد من المؤلفات والكتب
إسلامية.
شارك سلامة في ثورة 25 يناير وتحول إلى النشاط السياسي، وله عدد من
المقالات في الصحف المصرية المستقلة، كما انضم إلى حزب "النور" السلفي من
بداية إنشائه في يونيو 2011 وكان المتحدث الرسمي باسم الحزب، إلا أنه
استقال من منصبه في أغسطس 2011، على خلفية اعتراضه على قرارات الحزب
السياسية.
أبريل الماضي، عندما بدأ الدكتور محمد البرادعي، التجهيز لإنشاء
حزبه الجديد، وكان مقترح له اسم "الثورة"، أعلن سلامة عن انضمامه للحزب من
خلال كلمات بسيطة دونها على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، "مع احترامي
لكافة الآراء، أنا مع حزب الثورة، ولن أكون مجرد ديكور، والبرادعي ليس
الشخص الذي يلجأ للديكور، أبشروا بالهزيمة أيها الفلول"، وبعد أيام من
انضمامه للحزب كتب كلمات جديدة بروح دعابة تحلى بها طوال الوقت "برادعاوي
وأفتخر واللي مش عاجبه يقول وامرساه".
استقالته من حزب النور "السلفي" ثم انضمامه لحزب البرادعي
"الليبرالي"، جعله فريسة سهلة للهجوم، واتهامه بشكل مباشر أنه "معادي
للإسلاميين"، حتي أن الداعية الإسلامي وجدي غنيم، هاجمه بشراسة في مقطع
فيديو بعد أن وصف سلامة حزب الدستور بأنه يتماشي مع تعاليم الشريعة
الإسلامية حيث ينادي بـ"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. مساواة"، لكن غنيم
رد بأنه حزب "كافر" موجها كلماته له "يا أخ محمد اتقي الله، ربنا هيسألك في
الآخرة عن كل شىء بتعمله، فما بالك وأنت بتدعو إلى حزب كافر".
"إن كان حظي في الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاي فيه رضاك" هكذا "غرَّد" قبل أيام من رحيله
PreviousNext
"إن كان حظي في الحياة قليلها.. فالصبر يا مولاي فيه رضاك"، هذه
الكلمات الأخيرة التي تركها الدكتور محمد يسري سلامة على حسابه الشخصي
بموقع "تويتر"، بعد أن أصابه مرض لم يكن معلومًا. لكن زوجته أبلغت الدكتور
أحمد دراج المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور قبل وفاته بيومين، أنهم اكتشفوا
أن هناك مشكلة في معدته.
ما يقرب من 200 ألف معجب يتابعون صفحة الطبيب الراحل، حاول بعضهم
ترك "تويتات" على حسابه تسأله أن يطمئنهم على حاله، لكنهم لم يعرفوا أنها
"التويتة" الأخيرة التي كتبها في 15 مارس الجاري.
بسيط وتلقائي وابن بلد وملتحي وثوري ومثقف وملتزم دينيا.. هكذا تظهر
شخصية سلامة من خلاله حواره المستمر مع متابعي حسابه الشخصي على "تويتر"،
يستخدم كلمات دارجة بين الشباب، "يانجم.. ويا باشا"، يدخل في حوارات حول
الأحداث السياسية، ويعقب على خطاب الرئيس بسخرية، ويتقبل الهجوم بصدر رحب.
ولد سلامة، في 1 أكتوبر عام 1974، وهو ابن "المدرسة السلفية"
بالإسكندرية، كما تصفه صفحة "محبي الدكتور محمد يسري سلامة" على موقع "فيس
بوك"، "الشاب الذكي الألمعي، النابغة السلفي الأثري، الواعد بخير عظيم".
لم يمنعه تخصصه في طب الأسنان، من حب التراث العربي والعمل كباحث
ومترجم في مركز المخطوطات بمكتبة الأسكندرية، وله عدد من المؤلفات والكتب
إسلامية.
شارك سلامة في ثورة 25 يناير وتحول إلى النشاط السياسي، وله عدد من
المقالات في الصحف المصرية المستقلة، كما انضم إلى حزب "النور" السلفي من
بداية إنشائه في يونيو 2011 وكان المتحدث الرسمي باسم الحزب، إلا أنه
استقال من منصبه في أغسطس 2011، على خلفية اعتراضه على قرارات الحزب
السياسية.
أبريل الماضي، عندما بدأ الدكتور محمد البرادعي، التجهيز لإنشاء
حزبه الجديد، وكان مقترح له اسم "الثورة"، أعلن سلامة عن انضمامه للحزب من
خلال كلمات بسيطة دونها على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، "مع احترامي
لكافة الآراء، أنا مع حزب الثورة، ولن أكون مجرد ديكور، والبرادعي ليس
الشخص الذي يلجأ للديكور، أبشروا بالهزيمة أيها الفلول"، وبعد أيام من
انضمامه للحزب كتب كلمات جديدة بروح دعابة تحلى بها طوال الوقت "برادعاوي
وأفتخر واللي مش عاجبه يقول وامرساه".
استقالته من حزب النور "السلفي" ثم انضمامه لحزب البرادعي
"الليبرالي"، جعله فريسة سهلة للهجوم، واتهامه بشكل مباشر أنه "معادي
للإسلاميين"، حتي أن الداعية الإسلامي وجدي غنيم، هاجمه بشراسة في مقطع
فيديو بعد أن وصف سلامة حزب الدستور بأنه يتماشي مع تعاليم الشريعة
الإسلامية حيث ينادي بـ"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. مساواة"، لكن غنيم
رد بأنه حزب "كافر" موجها كلماته له "يا أخ محمد اتقي الله، ربنا هيسألك في
الآخرة عن كل شىء بتعمله، فما بالك وأنت بتدعو إلى حزب كافر".