الرئيسية
الأهرام العربى الخميس 14 مارس 2013
«الأهرام العربى» تكشف تورط شخصيات من حماس فى مذبحة رفح
أمنية الجلوى
قال أشرف بدر رئيس تحرير مجلة الاهرام
العربي، أنه يمتلك الأدلة على تورط شخصيات من جماعة المقاومة الفلسطينية
"حماس" فى مذبحة رفح، وقتل 16 جنديا مصريا على الحدود فى رمضان الماضي.
وطالب بدر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" على فضائية "أون تى
في"، الدكتور محمود الزهار وزير خارجية حماس بألا يدافع عن القتلة، مثلما
فعل مع أيمن نوفل أحد مرتكبى الحادث.
وأضاف بدر، أن " من اشترك فى خطف "جلعاد شاليط"، هو الرائد العطار وليس
أيمن نوفل كما قال الزهار، حيث إن أيمن نوفل أحد الذين قاموا بضرب خط الغاز
الموصل لإسرائيل أكثر من 5 مرات".
وأوضح رئيس تحير الأهرام العربى أن السبعة أفراد الفلسطينيين المقبوض
عليهم أمس دخلوا مصر بطريقة غير شرعية، واعترفوا نتيجة تحقيقات رسمية عن
وجود خرائط عن منشآت مصرية، لافتا إلى أن حماس أحد أهم الأضلعة المتسببة فى
الكثير من الجرائم، من خلال "هيئة الأنفاق".
وأكد بدر أن هذه القضايا موجودة أمام القضاء، وأنه سيلجأ لمحكمة العدل
الدولية، قائلاً "لدى المستندات التى تثبت ذلك، ولدينا من المصداقية ما
يغطى ويثبت ما نقوله كمؤسسة".
وأشار بدر إلى وجود مجموعة من الأنفاق بغزة يشرف عليهم إسماعيل هنية،
منها ما هو للأفراد وأخرى للبضائع وتهريب سيارات الشرطة، موضحا أنه تم
تهريب أكثر من 3000 سيارة شرطة تم تهريبها وموجودة فى قطاع غزة النوع
الثالث هو لتهريب الأسلحة.
«الشروق» تخترق مقر جماعة فى وسط القاهرة وتشارك مع أفرادها فى جولات ميدانية
«الأمر بالمعروف»..فى زمن اللجان الشعبية
تحقيق ــ عزة مغازى
تاجر مخدرات تائب يقود عمليات الإرشاد والتحذير بالسيدة زينب.. والمستهدف الأول يرد: «مش محتاجين حد يقولنا قال الله وقال الرسول»
المؤســس: أعدادنا بالملايين.. ومنتشرون فى المجتمع كالسرطان.. ومستعدون لتطهير ميدان التحرير بالقوة الجبرية
أطفال قصر فى قائمة الأعضاء.. واجتماعات سرية مع جماعة السعودية
أحد أعضاء الجماعة: سننزل كل المحافظات ونسعى لتحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة
بعد ظهور جماعات تستعد لممارسة دور الشرطة المصرية فى الشارع
المصرى، وتلويح مجموعات أخرى باستعدادها لضبط الشارع ــ من وجهة نظرها وعلى
طريقتها الخاصة ــ وقت اللزوم، كان ضروريا أن نحاول اختراق أكثر تلك
المجموعات تشبثا لتطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على أرض
الواقع وبالقوة.
بدأت «الشروق» بجمع معلومات عما يسمى «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر» وتنظيمها، ونجحت فى اختراقها، وأمضت يوما فى المقر الرئيسى لها،
ونزلت مع بعض افرادها إلى الشارع، وصورت التطبيق العملى لتلك الممارسات.فى
مكان ضيق وغير مجهز تطرح الأفكار، يتكلم الجميع باسم الدين، ويستشهدون
بالأحاديث والآيات القرآنية لدعم ما يقترحونه من أفعال، بهدف الحد من
المنكر فى الشارع.
بدأ اليوم فى منطقة وسط البلد فى شارع «محمد نجيب»، حيث محل ترزى يملكه
«هشام العشرى» مؤسس الجماعة، اكتشفنا بالصدفة أنه المقر الرئيسى لجماعة
«الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وكان بصحبته شاب فى العقد الثالث من
العمر يدعى «مفيد ثروت زكى»، صيدلى، هادئ الملامح، عرفنا فيما بعد أنه لجأ
إلى الجماعة لحل مشكلته العقيدية مع الكنيسة، بعد أن أكد له مؤسسها سطوته
على الكنيسة.
يبدو على مفيد إيمانه الشخصى القوى بقدرات الجماعة، وكذلك يبدو على
«حنان»، الفتاة المسيحية التى اعتنقت الإسلام على يد جماعة الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر، وأصبحت ضمن أعضائها بعد أن غيرت اسمها إلى «حنان محمد»،
مؤكدة رعاية الجماعة لها وتحملها نفقاتها المادية، وتوفير مسكن لها مع
توفير عمل.
بينما كان يتحدث الحضور عن ضرورة بدء التطبيق العملى فى الشارع، وبعض
الاحاديث عن الضبطية القضائية، وعن إمكانية الظهور بسهولة بين الناس، رن
هاتف كبير الجماعة، الذى قال بدوره «مرحبا أبا عبد الملك»، عرفنا فيما بعد
أن هذا الأخير اسمه الحقيقى الشيخ «علاء سعيد»، مؤهله العلمى شهادة
الثانوية الأزهرية، وهو الرجل الثانى بالجماعة، وقائد منطقة القاهرة.
كانت المكالمة تدور حول ضرورة النزول إلى الشارع لفرض فكر الجماعة،
والسيطرة التامة على الشارع لتطبيق الشريعة، ودعاه العشرى للانضمام اليهم،
مؤكدا أن اللقاء اليوم حاسم.
حضر الشاب، مرتديا شالا أبيض على الرأس وجلبابا قصيرا، تبدو الشراسة على
ملامحه، ويسود وجهه تجهم مفتعل، واجتمع مع الحضور ومع عدد آخر توافد على
المكان، وبدأوا الترتيبات الفعلية للنزول إلى الشارع.
بدأ الاجتماع بكلمة للزعيم ذى الأصول الامريكية، هشام العشرى، أكد فيها
اعتقاده بأن الإعلام فاسد ينبغى تجنبه، «وابليس يخاف منه»، وأن الديمقراطية
كفر بواح يخرج من ملة الإسلام، مضيفا أنه عدو لدود للديمقراطية، وأن
الإخوان المسلمين هم شؤم الديمقراطية، وأنه يسعى بشدة لفض ميدان التحرير من
العلمانيين الليبراليين، على حد قوله المسجل لدى «الشروق»، مهددا بغزو
الميدان وتحريره من الاحتلال بالقوة، «ونحن قادرون على ذلك».
وأوضح العشرى للمجتمعين معه أنه بدأ ببيته، فزوجته الثانية سعودية
الجنسية، تدعو معه جنبا إلى جنب لنشر فكر الجماعة فى مصر، كما كانت تعمل
عليه بالسعودية، كاشفا عن اجتماعات تمت بالفعل بين الهيئة بمصر وقيادات
الجماعة بالسعودية، الذين أعلنوا بدورهم عن ترحيبهم للعمل على انتشار
الفكرة داخل مصر، لاعتبارات كثيرة يرونها، مع الاستعداد الكامل للتمويل
مهما كانت التكاليف، «هذا بالإضافة إلى ما يتم تمويله من داخل مصر من رجال
الأعمال المؤمنين بفكر الجماعة»، هكذا قال.
واختتم العشرى كلمته بأنه يجهز الشباب للجهاد فى سوريا، حيث يتم تسليحهم
داخل الأراضى السورية، معلنا عن أنه أرسل بالفعل شابين إلى هناك.
بشر العشرى الحضور بأن «جماعة الأمر بالمعروف، انتشرت كالسرطان فى
المجتمع المصرى، فأعدادنا تجاوزت الملايين من خيرة الشباب إلى جانب النشء
الصغير الذى لا يتجاوز عمره الانثى عشر عاما».
انتهى الاجتماع وتعرف كل عضو على مهمته، وكان اختيارنا أن نصاحب أبا مالك فى جولته الميدانية، التى بدأت من أمام مسجد السيدة زينب.
كان بانتظارنا الشيخ «مسعد»، والشيخ «رفعت»، الذى اكتشفنا من خلال حديثنا معه أنه كان تاجرا للمخدرات، قبل أن يتوب وينضم للجماعة.
بدأت الجولة بدخولهم بعض المحال التجارية، والتعامل الفعلى مع الناس،
الذين أبدوا عدم قناعتهم بما يمارسونه، مؤكدين لهم أن تلك الدعوات من صميم
العبادة، التى تخص العلاقة بين العبد وربه فقط، وأنه لا مجال لأحد أن يعين
نفسه وصيا على الناس.
قطع الكلام أذان المغرب، والصلاة، ثم عادوا ثانية إلى ميدان السيدة زينب.
على احد المقاهى، جلس جمال سيد، عامل بمحل أحذية، يدخن شيشته المعتادة،
بينما اقترب منه أحد افراد الجماعة، محدثا اياه عن الذنب الذى يرتكبه
بالتدخين، «إحنا مش محتاجين حد ييجى يقولنا قال الله وقال الرسول، إحنا
عايزين حكومة تحس بينا الأول، وتوفر لنا الأكل والشرب والعمل، وعلاقتى
بربنا مفيش حد ممكن يفكرنى بيها»، وكان رد جمال حاسما.
على الجانب الآخر من المقهى، توجه عضو آخر إلى محمد حسين، أحد الجالسين،
الذى فاجأ الشيخ بقوله «لو انت جاى تدعو للدين الإسلامى، لازم تفهم إن
المسيحيين هم شركاؤنا فى الوطن»، ومن هنا بدأت علامات الغضب على أعضاء
الجماعة واضطر «أبوعبدالملك» لإنهاء الحديث مع الشابين بشكل سريع.
وعلق حسين مصطفى أحد زبائن القهوة الدائمين، بعد خروجه إلى المعاش،
قائلا «الأمر بالمعروف بنعمله طبقا للشريعة فى بيوتنا، وإن ظهور بعض
المشايخ المتأسلمين على القنوات هو ده اللى بيبعدنا عن الدين».
لم تبد على وجه أعضاء الجماعة علامات اليأس بعد صدهم فى أول تجربة نزول
إلى الشارع، وكانت قناعة هشام العشرى التى نقلها لهم تسيطر على تفكيرهم،
حيث مفادها «لن أمنع المنكرات، لكنى أستطيع منع ممارسة المنكر بشكل علنى،
وإخفاء المنكر سيكون سببا لعدم انتشاره بين الناس».
وفى اليوم التالى من تلك الجولة الميدانية مع أعضاء جماعة الأمر
بالمعروف، اتصل بنا مؤسس الجماعة فى الحادية عشرة ونصف صباحا، وابلغ محررة
الشروق بأنهم سوف يعقدون اول ندوة رسمية فى مسجد «الست مسكة بالسيدة زينب»
فى تمام السابعة مساء.
ذهبنا إلى المسجد قبل صلاة العشاء بدقائق، وأذن المؤذن للصلاة، عندها
وصل إلى المسجد هشام العشرى ومعه شخصان فقط، وأعلن المؤذن أنه تم إلغاء
ندوة الامر بالمعروف، «والمسجد غير مسئول عن تواجد اى شخص من الاعضاء
بداخله»، كما قال الامام.
بعد الانتهاء من الصلاة، اتصل بنا الرجل الثانى بالجماعة ابومالك، وقال
إن الأمن الوطنى ألغى الندوة بناء على طلب وزارة الاوقاف، وتم تفتيش المسجد
من خلال لجنة من الوزارة. بعدها بدأت تتواجد كاميرات بعض القنوات
الفضائية، فأخبرهم الشيخ محمد عبد الفتاح مؤذن المسجد بضرورة خروج
الكاميرات الخاصة بالندوة لأنها تم الغاؤها.
وقتها أعلن «العشرى» بأنه سيتم عقدها بمسجد التقوى خلف مسجد «الست مسكة» الذى كان مقررا انعقادها بداخله،
وأثناء مرور هشام العشرى فى تواجد الكاميرات كانت هناك حالة من الغضب
لدى المواطنين بالشارع، وعندما وصلنا إلى المسجد الذى كان يصغر نظيره
بكثير، لم يكن به أى عضو من الجماعة سوى مؤسسهم، وابو مالك، وثلاثة رجال
ملتحين لم يعلنوا عن هويتهم، وأصغر عضو هو الطفل «محمد مسعد».
وسط علامات الغضب التى اعتلت وجوه الحاضرين، بدأ الطفل الندوة بقصيدة عن
القدس، وبعد أن انتهى قام ابو مالك بالتكبير ثلاث مرات، ثم بدأ «العشرى»
الندوة قائلا «اننا نرفض العنف، ودورنا ينحصر فى النصح والارشاد فقط، ونرحب
بكل المصريين المسلمين للانضام الينا، ومنهم أعضاء جماعة الإخوان
المسلمين، والسلفيين، وحتى الفلول»، أكد ابومالك أن الإسلام ليس حكرا على
أحد ولا على جماعة ولا حزب، معلنا عن رفضه الأحزاب والديمقراطية تماما.
وبعد الانتهاء من الندوة قال الشيخ «محمد» أحد أعضاء الجماعة الذى جاء
متأخرا، «نحن بدأنا بالفعل النزول إلى الشارع لتوعية الناس وحثهم على مبادئ
الشريعة الاسلامية، مؤكدا أنه يتحدث مع شباب كثير وكلهم مرحبون بالفكرة
وتطبيقها والانضمام لهم وأنه يجتمع معهم مرة كل أسبوع فى أحد مساجد
«الوايلى».
وأنه انضم إلى هذا الائتلاف رافضا وصفه بالجماعة لأنه يرى كثيرا من
المنكرات فى المجتمع ولا يستطيع تغييرها لكنه سيعدلها من خلال الاقناع
والنصح والارشاد والموعظة الحسنة، وانهم سوف يتعاملون مع كل البشر مهما
كانت معصيتهم، رافضا التحدث مع الفتاة المتبرجة ولا نصحها مباشرة، بل عن
طريق بث معالم الدين سواء المسيحى او الاسلامى لأسرتها او من خلال مطالبة
الحكومة بإصدارها زيا رسميا للفتيات يحافظ على مظهرها ويغطى جسدها كاملا
حتى لا تكون عرضة للاغتصاب.
وعن المحافظات التى سيطبقون فيها فكرهم قال «هننزل فى كل محافظات مصر
خاصة الصعيد، لأن به نسبة تدين اكثر من الوجه البحرى، ثم سنستعين ببعض
هؤلاء الاعضاء ليساعدونا فى تحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة».
«الجماعة الإسلامية» تعقد مؤتمرا اليوم لمناقشة قضية اللجان الشعبية
أ ش أ
تعقد الجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" مؤتمرا صحفيا، اليوم، لمناقشة الأوضاع الحالية.
كما تقوم الجماعة والحزب بعرض وجهة نظرهما في المشهد السياسي الراهن
والوضع الأمني وحكومة الدكتور هشام قنديل، وكذلك قضية اللجان الشعبية.
«الأهرام العربى» تكشف تورط شخصيات من حماس فى مذبحة رفح
أمنية الجلوى
قال أشرف بدر رئيس تحرير مجلة الاهرام
العربي، أنه يمتلك الأدلة على تورط شخصيات من جماعة المقاومة الفلسطينية
"حماس" فى مذبحة رفح، وقتل 16 جنديا مصريا على الحدود فى رمضان الماضي.
وطالب بدر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" على فضائية "أون تى
في"، الدكتور محمود الزهار وزير خارجية حماس بألا يدافع عن القتلة، مثلما
فعل مع أيمن نوفل أحد مرتكبى الحادث.
وأضاف بدر، أن " من اشترك فى خطف "جلعاد شاليط"، هو الرائد العطار وليس
أيمن نوفل كما قال الزهار، حيث إن أيمن نوفل أحد الذين قاموا بضرب خط الغاز
الموصل لإسرائيل أكثر من 5 مرات".
وأوضح رئيس تحير الأهرام العربى أن السبعة أفراد الفلسطينيين المقبوض
عليهم أمس دخلوا مصر بطريقة غير شرعية، واعترفوا نتيجة تحقيقات رسمية عن
وجود خرائط عن منشآت مصرية، لافتا إلى أن حماس أحد أهم الأضلعة المتسببة فى
الكثير من الجرائم، من خلال "هيئة الأنفاق".
وأكد بدر أن هذه القضايا موجودة أمام القضاء، وأنه سيلجأ لمحكمة العدل
الدولية، قائلاً "لدى المستندات التى تثبت ذلك، ولدينا من المصداقية ما
يغطى ويثبت ما نقوله كمؤسسة".
وأشار بدر إلى وجود مجموعة من الأنفاق بغزة يشرف عليهم إسماعيل هنية،
منها ما هو للأفراد وأخرى للبضائع وتهريب سيارات الشرطة، موضحا أنه تم
تهريب أكثر من 3000 سيارة شرطة تم تهريبها وموجودة فى قطاع غزة النوع
الثالث هو لتهريب الأسلحة.
«الشروق» تخترق مقر جماعة فى وسط القاهرة وتشارك مع أفرادها فى جولات ميدانية
«الأمر بالمعروف»..فى زمن اللجان الشعبية
تحقيق ــ عزة مغازى
تاجر مخدرات تائب يقود عمليات الإرشاد والتحذير بالسيدة زينب.. والمستهدف الأول يرد: «مش محتاجين حد يقولنا قال الله وقال الرسول»
المؤســس: أعدادنا بالملايين.. ومنتشرون فى المجتمع كالسرطان.. ومستعدون لتطهير ميدان التحرير بالقوة الجبرية
أطفال قصر فى قائمة الأعضاء.. واجتماعات سرية مع جماعة السعودية
أحد أعضاء الجماعة: سننزل كل المحافظات ونسعى لتحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة
بعد ظهور جماعات تستعد لممارسة دور الشرطة المصرية فى الشارع
المصرى، وتلويح مجموعات أخرى باستعدادها لضبط الشارع ــ من وجهة نظرها وعلى
طريقتها الخاصة ــ وقت اللزوم، كان ضروريا أن نحاول اختراق أكثر تلك
المجموعات تشبثا لتطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على أرض
الواقع وبالقوة.
بدأت «الشروق» بجمع معلومات عما يسمى «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر» وتنظيمها، ونجحت فى اختراقها، وأمضت يوما فى المقر الرئيسى لها،
ونزلت مع بعض افرادها إلى الشارع، وصورت التطبيق العملى لتلك الممارسات.فى
مكان ضيق وغير مجهز تطرح الأفكار، يتكلم الجميع باسم الدين، ويستشهدون
بالأحاديث والآيات القرآنية لدعم ما يقترحونه من أفعال، بهدف الحد من
المنكر فى الشارع.
بدأ اليوم فى منطقة وسط البلد فى شارع «محمد نجيب»، حيث محل ترزى يملكه
«هشام العشرى» مؤسس الجماعة، اكتشفنا بالصدفة أنه المقر الرئيسى لجماعة
«الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وكان بصحبته شاب فى العقد الثالث من
العمر يدعى «مفيد ثروت زكى»، صيدلى، هادئ الملامح، عرفنا فيما بعد أنه لجأ
إلى الجماعة لحل مشكلته العقيدية مع الكنيسة، بعد أن أكد له مؤسسها سطوته
على الكنيسة.
يبدو على مفيد إيمانه الشخصى القوى بقدرات الجماعة، وكذلك يبدو على
«حنان»، الفتاة المسيحية التى اعتنقت الإسلام على يد جماعة الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر، وأصبحت ضمن أعضائها بعد أن غيرت اسمها إلى «حنان محمد»،
مؤكدة رعاية الجماعة لها وتحملها نفقاتها المادية، وتوفير مسكن لها مع
توفير عمل.
بينما كان يتحدث الحضور عن ضرورة بدء التطبيق العملى فى الشارع، وبعض
الاحاديث عن الضبطية القضائية، وعن إمكانية الظهور بسهولة بين الناس، رن
هاتف كبير الجماعة، الذى قال بدوره «مرحبا أبا عبد الملك»، عرفنا فيما بعد
أن هذا الأخير اسمه الحقيقى الشيخ «علاء سعيد»، مؤهله العلمى شهادة
الثانوية الأزهرية، وهو الرجل الثانى بالجماعة، وقائد منطقة القاهرة.
كانت المكالمة تدور حول ضرورة النزول إلى الشارع لفرض فكر الجماعة،
والسيطرة التامة على الشارع لتطبيق الشريعة، ودعاه العشرى للانضمام اليهم،
مؤكدا أن اللقاء اليوم حاسم.
حضر الشاب، مرتديا شالا أبيض على الرأس وجلبابا قصيرا، تبدو الشراسة على
ملامحه، ويسود وجهه تجهم مفتعل، واجتمع مع الحضور ومع عدد آخر توافد على
المكان، وبدأوا الترتيبات الفعلية للنزول إلى الشارع.
بدأ الاجتماع بكلمة للزعيم ذى الأصول الامريكية، هشام العشرى، أكد فيها
اعتقاده بأن الإعلام فاسد ينبغى تجنبه، «وابليس يخاف منه»، وأن الديمقراطية
كفر بواح يخرج من ملة الإسلام، مضيفا أنه عدو لدود للديمقراطية، وأن
الإخوان المسلمين هم شؤم الديمقراطية، وأنه يسعى بشدة لفض ميدان التحرير من
العلمانيين الليبراليين، على حد قوله المسجل لدى «الشروق»، مهددا بغزو
الميدان وتحريره من الاحتلال بالقوة، «ونحن قادرون على ذلك».
وأوضح العشرى للمجتمعين معه أنه بدأ ببيته، فزوجته الثانية سعودية
الجنسية، تدعو معه جنبا إلى جنب لنشر فكر الجماعة فى مصر، كما كانت تعمل
عليه بالسعودية، كاشفا عن اجتماعات تمت بالفعل بين الهيئة بمصر وقيادات
الجماعة بالسعودية، الذين أعلنوا بدورهم عن ترحيبهم للعمل على انتشار
الفكرة داخل مصر، لاعتبارات كثيرة يرونها، مع الاستعداد الكامل للتمويل
مهما كانت التكاليف، «هذا بالإضافة إلى ما يتم تمويله من داخل مصر من رجال
الأعمال المؤمنين بفكر الجماعة»، هكذا قال.
واختتم العشرى كلمته بأنه يجهز الشباب للجهاد فى سوريا، حيث يتم تسليحهم
داخل الأراضى السورية، معلنا عن أنه أرسل بالفعل شابين إلى هناك.
بشر العشرى الحضور بأن «جماعة الأمر بالمعروف، انتشرت كالسرطان فى
المجتمع المصرى، فأعدادنا تجاوزت الملايين من خيرة الشباب إلى جانب النشء
الصغير الذى لا يتجاوز عمره الانثى عشر عاما».
انتهى الاجتماع وتعرف كل عضو على مهمته، وكان اختيارنا أن نصاحب أبا مالك فى جولته الميدانية، التى بدأت من أمام مسجد السيدة زينب.
كان بانتظارنا الشيخ «مسعد»، والشيخ «رفعت»، الذى اكتشفنا من خلال حديثنا معه أنه كان تاجرا للمخدرات، قبل أن يتوب وينضم للجماعة.
بدأت الجولة بدخولهم بعض المحال التجارية، والتعامل الفعلى مع الناس،
الذين أبدوا عدم قناعتهم بما يمارسونه، مؤكدين لهم أن تلك الدعوات من صميم
العبادة، التى تخص العلاقة بين العبد وربه فقط، وأنه لا مجال لأحد أن يعين
نفسه وصيا على الناس.
قطع الكلام أذان المغرب، والصلاة، ثم عادوا ثانية إلى ميدان السيدة زينب.
على احد المقاهى، جلس جمال سيد، عامل بمحل أحذية، يدخن شيشته المعتادة،
بينما اقترب منه أحد افراد الجماعة، محدثا اياه عن الذنب الذى يرتكبه
بالتدخين، «إحنا مش محتاجين حد ييجى يقولنا قال الله وقال الرسول، إحنا
عايزين حكومة تحس بينا الأول، وتوفر لنا الأكل والشرب والعمل، وعلاقتى
بربنا مفيش حد ممكن يفكرنى بيها»، وكان رد جمال حاسما.
على الجانب الآخر من المقهى، توجه عضو آخر إلى محمد حسين، أحد الجالسين،
الذى فاجأ الشيخ بقوله «لو انت جاى تدعو للدين الإسلامى، لازم تفهم إن
المسيحيين هم شركاؤنا فى الوطن»، ومن هنا بدأت علامات الغضب على أعضاء
الجماعة واضطر «أبوعبدالملك» لإنهاء الحديث مع الشابين بشكل سريع.
وعلق حسين مصطفى أحد زبائن القهوة الدائمين، بعد خروجه إلى المعاش،
قائلا «الأمر بالمعروف بنعمله طبقا للشريعة فى بيوتنا، وإن ظهور بعض
المشايخ المتأسلمين على القنوات هو ده اللى بيبعدنا عن الدين».
لم تبد على وجه أعضاء الجماعة علامات اليأس بعد صدهم فى أول تجربة نزول
إلى الشارع، وكانت قناعة هشام العشرى التى نقلها لهم تسيطر على تفكيرهم،
حيث مفادها «لن أمنع المنكرات، لكنى أستطيع منع ممارسة المنكر بشكل علنى،
وإخفاء المنكر سيكون سببا لعدم انتشاره بين الناس».
وفى اليوم التالى من تلك الجولة الميدانية مع أعضاء جماعة الأمر
بالمعروف، اتصل بنا مؤسس الجماعة فى الحادية عشرة ونصف صباحا، وابلغ محررة
الشروق بأنهم سوف يعقدون اول ندوة رسمية فى مسجد «الست مسكة بالسيدة زينب»
فى تمام السابعة مساء.
ذهبنا إلى المسجد قبل صلاة العشاء بدقائق، وأذن المؤذن للصلاة، عندها
وصل إلى المسجد هشام العشرى ومعه شخصان فقط، وأعلن المؤذن أنه تم إلغاء
ندوة الامر بالمعروف، «والمسجد غير مسئول عن تواجد اى شخص من الاعضاء
بداخله»، كما قال الامام.
بعد الانتهاء من الصلاة، اتصل بنا الرجل الثانى بالجماعة ابومالك، وقال
إن الأمن الوطنى ألغى الندوة بناء على طلب وزارة الاوقاف، وتم تفتيش المسجد
من خلال لجنة من الوزارة. بعدها بدأت تتواجد كاميرات بعض القنوات
الفضائية، فأخبرهم الشيخ محمد عبد الفتاح مؤذن المسجد بضرورة خروج
الكاميرات الخاصة بالندوة لأنها تم الغاؤها.
وقتها أعلن «العشرى» بأنه سيتم عقدها بمسجد التقوى خلف مسجد «الست مسكة» الذى كان مقررا انعقادها بداخله،
وأثناء مرور هشام العشرى فى تواجد الكاميرات كانت هناك حالة من الغضب
لدى المواطنين بالشارع، وعندما وصلنا إلى المسجد الذى كان يصغر نظيره
بكثير، لم يكن به أى عضو من الجماعة سوى مؤسسهم، وابو مالك، وثلاثة رجال
ملتحين لم يعلنوا عن هويتهم، وأصغر عضو هو الطفل «محمد مسعد».
وسط علامات الغضب التى اعتلت وجوه الحاضرين، بدأ الطفل الندوة بقصيدة عن
القدس، وبعد أن انتهى قام ابو مالك بالتكبير ثلاث مرات، ثم بدأ «العشرى»
الندوة قائلا «اننا نرفض العنف، ودورنا ينحصر فى النصح والارشاد فقط، ونرحب
بكل المصريين المسلمين للانضام الينا، ومنهم أعضاء جماعة الإخوان
المسلمين، والسلفيين، وحتى الفلول»، أكد ابومالك أن الإسلام ليس حكرا على
أحد ولا على جماعة ولا حزب، معلنا عن رفضه الأحزاب والديمقراطية تماما.
وبعد الانتهاء من الندوة قال الشيخ «محمد» أحد أعضاء الجماعة الذى جاء
متأخرا، «نحن بدأنا بالفعل النزول إلى الشارع لتوعية الناس وحثهم على مبادئ
الشريعة الاسلامية، مؤكدا أنه يتحدث مع شباب كثير وكلهم مرحبون بالفكرة
وتطبيقها والانضمام لهم وأنه يجتمع معهم مرة كل أسبوع فى أحد مساجد
«الوايلى».
وأنه انضم إلى هذا الائتلاف رافضا وصفه بالجماعة لأنه يرى كثيرا من
المنكرات فى المجتمع ولا يستطيع تغييرها لكنه سيعدلها من خلال الاقناع
والنصح والارشاد والموعظة الحسنة، وانهم سوف يتعاملون مع كل البشر مهما
كانت معصيتهم، رافضا التحدث مع الفتاة المتبرجة ولا نصحها مباشرة، بل عن
طريق بث معالم الدين سواء المسيحى او الاسلامى لأسرتها او من خلال مطالبة
الحكومة بإصدارها زيا رسميا للفتيات يحافظ على مظهرها ويغطى جسدها كاملا
حتى لا تكون عرضة للاغتصاب.
وعن المحافظات التى سيطبقون فيها فكرهم قال «هننزل فى كل محافظات مصر
خاصة الصعيد، لأن به نسبة تدين اكثر من الوجه البحرى، ثم سنستعين ببعض
هؤلاء الاعضاء ليساعدونا فى تحرير القاهرة من المعاصى والرذيلة».
«الجماعة الإسلامية» تعقد مؤتمرا اليوم لمناقشة قضية اللجان الشعبية
أ ش أ
تعقد الجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" مؤتمرا صحفيا، اليوم، لمناقشة الأوضاع الحالية.
كما تقوم الجماعة والحزب بعرض وجهة نظرهما في المشهد السياسي الراهن
والوضع الأمني وحكومة الدكتور هشام قنديل، وكذلك قضية اللجان الشعبية.
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف