الرئيسية
الاخوان المسلمون يحاولون السيطرة على الحكم في سوريا والاردن
يبدو
واضحاً أن الاخوان المسلمين يحاولون السيطرة على الحكم في الأردن وفي
سوريا. ففي سوريا يقاتلون في كل المناطق من أجل ضرب النظام وإسقاطه، وهم
يعتبرون انهم باتوا في وضع المفاوض كي يدخلوا الحكم من خلال اي حكومة، هذا
في الحدّ الأدنى الذي يتحدثون عنه، لكنهم يتحدثون ايضا عن اسقاط النظام
الذي يرأسه الدكتور بشار الأسد.
وفي
الأردن، بدأ تحرك للاخوان المسلمين بالتظاهر في عمان واربد ولاول مرة في
تاريخ الاردن تجري المطالبة باسقاط النظام وتوجيه عبارات مسيئة للملك، وهي
لم تكن تحصل قط في تاريخ الأردن.
ووراء
تحرك الأردن الاخوان المسلمين الذين يعتبرون انهم في أي انتخابات نيابية
حرّة سيأخذون الاكثرية، لكن في ظل الانتخابات والقانون الحالي لن يشاركوا
في الانتخابات، لذلك لجأوا الى الشارع وتظاهروا.
وتبدو
القوة السنيّة في المنطقة تنطلق من حزب التنمية والعدالة في تركيا، وهو
يمثل الاسلام المعتدل. وكذلك في مصر وصل الاخوان المسلمون الى الحكم وأصبح
رئيس الجمهورية من حزب الاخوان المسلمون لاول مرة في تاريخ مصر. وما فعله
الاخوان المسلمون في مصر من الوصول الى السلطة والى رئاسة الجمهورية ورئاسة
الحكومة يريدونه ان يشمل ليبيا وسوريا والأردن ولبنان، معتبرين ان هنالك
دعماً من السعودية والوهابية السعودية ودول الخليج، اضافة الى دعم تركيا
عبر الحزب الحاكم الاسلامي، وهو حزب التنمية والعدالة برئاسة الرئيس
أردوغان.
انما
هنالك واقع هو حركة الاخوان المسلمين في فلسطين، فحماس هي من الاخوان
المسلمين وضمن هذا الحلف، وتعتبر نفسها اقرب الى النظام المصري من النظام
السوري. وباتت على شبه خلاف مع سوريا لان الصراع الذي حصل في سوريا بين
المعارضة التي اكثريتها سنية والنظام الذي يرأسه الدكتور بشار الاسد جعل
حماس تنسحب من دمشق وتذهب الى قطر والقاهرة.
انما
هذا لا يعني ان حماس لا تريد ان تبقى لها علاقات بايران، فايران هي الداعم
العسكري الفعلي لها، وحركة حماس التي هي من الاخوان المسلمين بحاجة الى
سلاح تواجه به العدو الاسرائيلي. وأفضل سلاح لديها هو الصواريخ من ايران
التي يجري تهريبها الى السودان، ومن السودان الى سيناء، ومن سيناء الى غزة.
لذلك تحافظ حركة حماس، رغم أنها من الاخوان المسلمين على العلاقة ما بينها
ومصر وتركيا والسعودية وفي الوقت ذاته تحافظ على حلف عسكري استراتيجي مع
ايران، لان ايران هي التي تقوم بتزويدها بالصواريخ التي جعلت حركة حماس
تقصف تل ابيب والقدس وتتوازن مع الجيش الاسرائيلي الذي يضرب غزة بالطيران
والمدفعية، لكن هذه المرة كان الردّ من حركة حماس بمفاجأة اطلاق صاروخ
فجر5، وهو صاروخ وصل الى تل ابيب والى القدس.
هذا
التحرك للاخوان المسلمين من تركيا الى مصر الى ليبيا وموقف اهل السنّة في
الخليج، وحركة الاخوان المسلمين في الأردن والضغط على الملك الأردني لاعطاء
الاخوان المسلمين دورا في الحياة السياسية وفي الحكم، انعكس على الساحة
اللبنانية وحرّك ايضاً أهل السنّة في لبنان، فانتفضوا في الشمال وباتوا
يسيطرون على منطقة القلمون، مروراً بطرابلس والضنية والمنية ووادي سهل عكار
ومنطقة أكروم في عكار المتاخمة للحدود. اضافة الى السيطرة على طول الحدود
مع سوريا على النهر الشمالي الكبير. كما انهم تحركوا في بيروت وتحركوا في
صيدا وبدأ أهل السنّة يضغطون أكثر واكثر في لبنان من اجل اسقاط الحكومة،
لكن قرار المجتمع الدولي بعدم حصول فراغ حكومي في لبنان وعدم القدرة على
تشكيل حكومة جديدة زاد الضغط الدولي على القيادات السنية كي تتوقف عن
حركتها لاسقاط الحكومة.
والرئيس
سعد الحريري وتيار المستقبل باتا في خط متحالف مع الاخوان المسلمين في
سوريا وفي الاردن وفي مصر ومع السعودية حتماً التي تدير المعركة الكبرى
لأهل السنّة ضد ايران، ومع تحالف حزب التنمية والعدالة برئاسة أردوغان.
ويتمتع الرئيس الحريري بعلاقات ممتازة مع الحزب الاسلامي التركي ومع النظام
في مصر، وفي الوقت ذاته هو يعتبر ابن النظام السعودي الذي يدعمه في وجه
الشيعة في لبنان، وفي وجه سلاح حزب الله الايراني وفق ما ينظر اليه سعد
الحريري والسعودية.
في
ظل هذا الجو، نشهد تحركاً قوياً للاخوان المسلمين في سوريا، الذي يحاول
فيه الاخوان المسلمون السيطرة على مدن وتحقيق خطوات لمصلحتهم. وبدأ الحراك
الشعبي من الاخوان المسلمين في الاردن ضد النظام ولا نعرف الى اي مدى سيصل
تحرك الحراك الشعبي في المعارضة لكن النقابات بدأت تعلن اضرابها والشارع
يتحرك ويتوجه بالمظاهرات نحو القصر الملكي، ويهتف مطالباً باسقاط النظام
وبشعارات ضد الملك عبدالله الثاني.
نحن
الان امام هذه الصورة: خط ايران له نفوذ اساسي في العراق وله نفوذ اساسي
في لبنان، وتحالف مع سوريا، مع نظام الدكتور بشار الاسد، ومع علاقة متينة
مع حماس، رغم الاختلاف في وجهات النظر بين حماس وايران في النظرة الى
الأزمة السورية.
وكما
وقفت مصر مع حركة حماس وسحبت فوراً سفيرها من اسرائيل، فان مصر ستدعم أهل
السنّة في لبنان وستقف الى جانبهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وهي
ستقف ضد حزب الله في لبنان، أما ايران فتقف مع حزب الله وتكون المعركة
الانتخابية المقبلة هي المفصل في الواقع السياسي اللبناني. لكن لا يمكن
لاهل السنّة في لبنان ان ينتصروا على حزب الله والشيعة وحركة المقاومة، بل
ان كل ما يمكن ان يحققوه هو العودة الى رئاسة الحكومة مع صعوبة هذا المطلب.
ويتوقعون ان تجري الانتخابات وان يفوزوا بالاكثرية، وهم يعتبرون أن لائحة
زحلة هذه المرة ستكون معهم برئاسة ايلي سكاف، الذي فتح خطاً على السعودية
وسيكون على تنسيق مع السياسة السعودية في المستقبل.
اضافة
الى أنهم يعتبرون ان قوة الدكتور سمير جعجع والكتائب اللبنانية في المنطقة
المسيحية قد زادت وان العماد ميشال عون تراجع الى الوراء، وانه لن ينال
المقاعد المسيحية والمارونية التي نالها، وبالتالي فان حركة سعد الحريري لا
يمكن فصلها عن حرب السنّة والاخوان المسلمين في سوريا وعن حركة الاخوان
المسلمين في الاردن ضد النظام، وعن الحلف السنّي من تركيا الى مصر. لذلك
فان سعد الحريري يقوم بقيادة معركة كبرى في لبنان لاسترداد مركز أهل السنّة
في لبنان ليكونوا هم الأقوياء اكثر من غيرهم، مستعملاً ورقة سمير جعجع
وأمين الجميل في دعم مسيحي بقيادته السنيّة.
ويناسب
هذا الوضع الدكتور جعجع وامين الجميل لانهما يتلقّيان دعماً مالياً من
السعودية، وفي الوقت ذاته ينافسان العماد عون في المناطق المسيحية، ويجدان
أن علاقتهما مع الحريري تؤمّن لهما مدخولاً مالياً كبيراً، اضافة الى تحالف
سياسي في الداخل ضد حزب الله والعماد عون.
الآن
فتحت جبهة الاردن في الشارع بين الاخوان المسلمين والنظام، وازدادت الحرب
في سوريا بين الاخوان المسلمين ونظام الرئيس بشار الاسد، وبالتالي فان سعد
الحريري سيخوض معركة ايار 2013 وسط جو من تحرك الاخوان المسلمين للوصول الى
الحكم وإزاحة الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله الداعم له من السيطرة على
الحكومة، اذا استطاع تأمين الاكثرية النيابية في مجلس النواب لمصلحته.
لكن
هنالك عنصر أساسي وهو القدرة العسكرية والميدانية لدى حزب الله، وهو أمر
لا يمكن تجاهله رغم وجود الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، فحزب الله
يملك السيطرة على الأرض ويملك مخابرات في لبنان تعرف بكل شاردة وواردة،
وحزب الله عنده قدرة على المجابهة قوية جداً وباتت انتصاراته على اسرائيل
تعطيه زخماً للوقوف في وجه أي حركة تريد اضعافه في لبنان. انما سعد الحريري
يراهن على سقوط النظام في سوريا وانتصار أهل السنّة، وعندما ينتصر 18
مليون سنّي في سوريا فسيشكلون دعماً كبيراً لتيار المستقبل في لبنان.
وبالتالي، فان وضع سعد الحريري، في رأيه وفي رأي السعودية يكون أقوى. لكن
في هذه الصورة مغالطة وتصوّر بغير محله بشأن حزب الله، فحزب الله سواء بقيَ
النظام السوري أم سقط، فان قوته هي في قدرته الذاتية وليس في دعم خارجي،
فلديه مقاتلون ولديه السلاح بكل أنواعه، ولذلك لن يستطيع سعد الحريري
السيطرة على العاصمة بيروت التي هي مركز رئاسة الحكومة، ولن يكون في وضع
مريح لتشكيل حكومة من دون حزب الله، لان حزب الله مع حلفائه سينزلون الى
الشارع وهم الاقوى في الشارع، ومستعدون للمجابهة الميدانية وفي الشارع اذا
جرت محاولة لالغائهم من القرار في لبنان.
هذه هي الصورة التي سنراها في المرحلة المقبلة. والمفاجآت كثيرة ويبقى انتظار النتائج.
الديار اللبنانية
يبدو
واضحاً أن الاخوان المسلمين يحاولون السيطرة على الحكم في الأردن وفي
سوريا. ففي سوريا يقاتلون في كل المناطق من أجل ضرب النظام وإسقاطه، وهم
يعتبرون انهم باتوا في وضع المفاوض كي يدخلوا الحكم من خلال اي حكومة، هذا
في الحدّ الأدنى الذي يتحدثون عنه، لكنهم يتحدثون ايضا عن اسقاط النظام
الذي يرأسه الدكتور بشار الأسد.
وفي
الأردن، بدأ تحرك للاخوان المسلمين بالتظاهر في عمان واربد ولاول مرة في
تاريخ الاردن تجري المطالبة باسقاط النظام وتوجيه عبارات مسيئة للملك، وهي
لم تكن تحصل قط في تاريخ الأردن.
ووراء
تحرك الأردن الاخوان المسلمين الذين يعتبرون انهم في أي انتخابات نيابية
حرّة سيأخذون الاكثرية، لكن في ظل الانتخابات والقانون الحالي لن يشاركوا
في الانتخابات، لذلك لجأوا الى الشارع وتظاهروا.
وتبدو
القوة السنيّة في المنطقة تنطلق من حزب التنمية والعدالة في تركيا، وهو
يمثل الاسلام المعتدل. وكذلك في مصر وصل الاخوان المسلمون الى الحكم وأصبح
رئيس الجمهورية من حزب الاخوان المسلمون لاول مرة في تاريخ مصر. وما فعله
الاخوان المسلمون في مصر من الوصول الى السلطة والى رئاسة الجمهورية ورئاسة
الحكومة يريدونه ان يشمل ليبيا وسوريا والأردن ولبنان، معتبرين ان هنالك
دعماً من السعودية والوهابية السعودية ودول الخليج، اضافة الى دعم تركيا
عبر الحزب الحاكم الاسلامي، وهو حزب التنمية والعدالة برئاسة الرئيس
أردوغان.
انما
هنالك واقع هو حركة الاخوان المسلمين في فلسطين، فحماس هي من الاخوان
المسلمين وضمن هذا الحلف، وتعتبر نفسها اقرب الى النظام المصري من النظام
السوري. وباتت على شبه خلاف مع سوريا لان الصراع الذي حصل في سوريا بين
المعارضة التي اكثريتها سنية والنظام الذي يرأسه الدكتور بشار الاسد جعل
حماس تنسحب من دمشق وتذهب الى قطر والقاهرة.
انما
هذا لا يعني ان حماس لا تريد ان تبقى لها علاقات بايران، فايران هي الداعم
العسكري الفعلي لها، وحركة حماس التي هي من الاخوان المسلمين بحاجة الى
سلاح تواجه به العدو الاسرائيلي. وأفضل سلاح لديها هو الصواريخ من ايران
التي يجري تهريبها الى السودان، ومن السودان الى سيناء، ومن سيناء الى غزة.
لذلك تحافظ حركة حماس، رغم أنها من الاخوان المسلمين على العلاقة ما بينها
ومصر وتركيا والسعودية وفي الوقت ذاته تحافظ على حلف عسكري استراتيجي مع
ايران، لان ايران هي التي تقوم بتزويدها بالصواريخ التي جعلت حركة حماس
تقصف تل ابيب والقدس وتتوازن مع الجيش الاسرائيلي الذي يضرب غزة بالطيران
والمدفعية، لكن هذه المرة كان الردّ من حركة حماس بمفاجأة اطلاق صاروخ
فجر5، وهو صاروخ وصل الى تل ابيب والى القدس.
هذا
التحرك للاخوان المسلمين من تركيا الى مصر الى ليبيا وموقف اهل السنّة في
الخليج، وحركة الاخوان المسلمين في الأردن والضغط على الملك الأردني لاعطاء
الاخوان المسلمين دورا في الحياة السياسية وفي الحكم، انعكس على الساحة
اللبنانية وحرّك ايضاً أهل السنّة في لبنان، فانتفضوا في الشمال وباتوا
يسيطرون على منطقة القلمون، مروراً بطرابلس والضنية والمنية ووادي سهل عكار
ومنطقة أكروم في عكار المتاخمة للحدود. اضافة الى السيطرة على طول الحدود
مع سوريا على النهر الشمالي الكبير. كما انهم تحركوا في بيروت وتحركوا في
صيدا وبدأ أهل السنّة يضغطون أكثر واكثر في لبنان من اجل اسقاط الحكومة،
لكن قرار المجتمع الدولي بعدم حصول فراغ حكومي في لبنان وعدم القدرة على
تشكيل حكومة جديدة زاد الضغط الدولي على القيادات السنية كي تتوقف عن
حركتها لاسقاط الحكومة.
والرئيس
سعد الحريري وتيار المستقبل باتا في خط متحالف مع الاخوان المسلمين في
سوريا وفي الاردن وفي مصر ومع السعودية حتماً التي تدير المعركة الكبرى
لأهل السنّة ضد ايران، ومع تحالف حزب التنمية والعدالة برئاسة أردوغان.
ويتمتع الرئيس الحريري بعلاقات ممتازة مع الحزب الاسلامي التركي ومع النظام
في مصر، وفي الوقت ذاته هو يعتبر ابن النظام السعودي الذي يدعمه في وجه
الشيعة في لبنان، وفي وجه سلاح حزب الله الايراني وفق ما ينظر اليه سعد
الحريري والسعودية.
في
ظل هذا الجو، نشهد تحركاً قوياً للاخوان المسلمين في سوريا، الذي يحاول
فيه الاخوان المسلمون السيطرة على مدن وتحقيق خطوات لمصلحتهم. وبدأ الحراك
الشعبي من الاخوان المسلمين في الاردن ضد النظام ولا نعرف الى اي مدى سيصل
تحرك الحراك الشعبي في المعارضة لكن النقابات بدأت تعلن اضرابها والشارع
يتحرك ويتوجه بالمظاهرات نحو القصر الملكي، ويهتف مطالباً باسقاط النظام
وبشعارات ضد الملك عبدالله الثاني.
نحن
الان امام هذه الصورة: خط ايران له نفوذ اساسي في العراق وله نفوذ اساسي
في لبنان، وتحالف مع سوريا، مع نظام الدكتور بشار الاسد، ومع علاقة متينة
مع حماس، رغم الاختلاف في وجهات النظر بين حماس وايران في النظرة الى
الأزمة السورية.
وكما
وقفت مصر مع حركة حماس وسحبت فوراً سفيرها من اسرائيل، فان مصر ستدعم أهل
السنّة في لبنان وستقف الى جانبهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وهي
ستقف ضد حزب الله في لبنان، أما ايران فتقف مع حزب الله وتكون المعركة
الانتخابية المقبلة هي المفصل في الواقع السياسي اللبناني. لكن لا يمكن
لاهل السنّة في لبنان ان ينتصروا على حزب الله والشيعة وحركة المقاومة، بل
ان كل ما يمكن ان يحققوه هو العودة الى رئاسة الحكومة مع صعوبة هذا المطلب.
ويتوقعون ان تجري الانتخابات وان يفوزوا بالاكثرية، وهم يعتبرون أن لائحة
زحلة هذه المرة ستكون معهم برئاسة ايلي سكاف، الذي فتح خطاً على السعودية
وسيكون على تنسيق مع السياسة السعودية في المستقبل.
اضافة
الى أنهم يعتبرون ان قوة الدكتور سمير جعجع والكتائب اللبنانية في المنطقة
المسيحية قد زادت وان العماد ميشال عون تراجع الى الوراء، وانه لن ينال
المقاعد المسيحية والمارونية التي نالها، وبالتالي فان حركة سعد الحريري لا
يمكن فصلها عن حرب السنّة والاخوان المسلمين في سوريا وعن حركة الاخوان
المسلمين في الاردن ضد النظام، وعن الحلف السنّي من تركيا الى مصر. لذلك
فان سعد الحريري يقوم بقيادة معركة كبرى في لبنان لاسترداد مركز أهل السنّة
في لبنان ليكونوا هم الأقوياء اكثر من غيرهم، مستعملاً ورقة سمير جعجع
وأمين الجميل في دعم مسيحي بقيادته السنيّة.
ويناسب
هذا الوضع الدكتور جعجع وامين الجميل لانهما يتلقّيان دعماً مالياً من
السعودية، وفي الوقت ذاته ينافسان العماد عون في المناطق المسيحية، ويجدان
أن علاقتهما مع الحريري تؤمّن لهما مدخولاً مالياً كبيراً، اضافة الى تحالف
سياسي في الداخل ضد حزب الله والعماد عون.
الآن
فتحت جبهة الاردن في الشارع بين الاخوان المسلمين والنظام، وازدادت الحرب
في سوريا بين الاخوان المسلمين ونظام الرئيس بشار الاسد، وبالتالي فان سعد
الحريري سيخوض معركة ايار 2013 وسط جو من تحرك الاخوان المسلمين للوصول الى
الحكم وإزاحة الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله الداعم له من السيطرة على
الحكومة، اذا استطاع تأمين الاكثرية النيابية في مجلس النواب لمصلحته.
لكن
هنالك عنصر أساسي وهو القدرة العسكرية والميدانية لدى حزب الله، وهو أمر
لا يمكن تجاهله رغم وجود الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، فحزب الله
يملك السيطرة على الأرض ويملك مخابرات في لبنان تعرف بكل شاردة وواردة،
وحزب الله عنده قدرة على المجابهة قوية جداً وباتت انتصاراته على اسرائيل
تعطيه زخماً للوقوف في وجه أي حركة تريد اضعافه في لبنان. انما سعد الحريري
يراهن على سقوط النظام في سوريا وانتصار أهل السنّة، وعندما ينتصر 18
مليون سنّي في سوريا فسيشكلون دعماً كبيراً لتيار المستقبل في لبنان.
وبالتالي، فان وضع سعد الحريري، في رأيه وفي رأي السعودية يكون أقوى. لكن
في هذه الصورة مغالطة وتصوّر بغير محله بشأن حزب الله، فحزب الله سواء بقيَ
النظام السوري أم سقط، فان قوته هي في قدرته الذاتية وليس في دعم خارجي،
فلديه مقاتلون ولديه السلاح بكل أنواعه، ولذلك لن يستطيع سعد الحريري
السيطرة على العاصمة بيروت التي هي مركز رئاسة الحكومة، ولن يكون في وضع
مريح لتشكيل حكومة من دون حزب الله، لان حزب الله مع حلفائه سينزلون الى
الشارع وهم الاقوى في الشارع، ومستعدون للمجابهة الميدانية وفي الشارع اذا
جرت محاولة لالغائهم من القرار في لبنان.
هذه هي الصورة التي سنراها في المرحلة المقبلة. والمفاجآت كثيرة ويبقى انتظار النتائج.
الديار اللبنانية
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف