يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مصر فى القرآن الكريم والسنة الشريفة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

مصر فى القرآن الكريم والسنة الشريفة
مصر فى القرآن الكريم والسنة الشريفة
لاشك
أن من أسباب اختيار أهل البيت للإقامة في مصر يرجع إلى ذكرها في كتاب الله
مرات عديدة, بل وذكرت في بعض الكتب السابقة, وروي فيها أحاديث عن سيدنا
رسول الله (صلى الله عليه واله سلم) مما جعل لها وزنًا وقيمة في نفوسهم,
وجاء إليها العديد من الرسل, وتربى فيها الصالحون ممن ورد ذكرهم في كتاب
الله (عز وجل).

وجاء ذكر اسم مصر في القرآن صريحة خمس مرات في قوله
تعالى في سورة يوسف: " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ " (يوسف:
٢١), وقوله سبحانه: " فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ
أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ " (يوسف:
٩٩), كما جاء الاسم في سورة الزخرف في قوله سبحانه: " وَنَادَى فِرْعَوْنُ
فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ
الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ " (الزخرف: ٥١), وفي
سورة يونس في قوله سبحانه: " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن
تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا " (يونس: ٨٧), وجاء في سورة
البقرة قوله تعالى: " اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ "
(البقرة: ٦١).

وقد اختلف العلماء هل المقصود في قوله: " مِصْرًا "
مصر المكان المعروف, أم المقصود مصرًا من الأمصار بغير تحديد, إلا أن
الثابت أن الحسن (عليه السلام) وطلحة قرءا (مصر) بترك الصرف, وكذلك هي في
مصحف أُبَيِّ بن كعب, وقراءة ابن مسعود, وقالوا: هي مصر فرعون, وقالت طائفة
ممن صرفها أيضًا: أراد مصر بعينها للدلالة عليها في الآيات, وأجازوا صرفها
لخفتها وشبهها.

وهناك قول يؤكد أن مصر ذكرت في كتاب الله ثمانية
وعشرين مرة, منها ما هو صريح كما وضحناه, وما هو غير مباشر مثل قوله تعالى:
" اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ ‌" (يوسف: ٥٥), وقوله: " وَجَاء
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى " (يس: ٢٠).
ي
قول سيدنا
ابن عباس (رضي الله عنهما) أن نوحًا قال لولده وهو بيصر بن حام أبو مصر
داعيًا له: اللهم أنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته واسكنه الأرض
الطيبة المباركة التي هى أم البلاد وغوث العباد.

أما ما روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من أحاديث مصر فيقول (صلى الله عليه وسلم):
ستفتح
عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لكم منهم ذمة ورحمًا [رواه
مسلم], وقوله (صلى الله عليه واله وسلم): (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا
بها جندًا كثيفًا, فذلك الجند خير أجناد الأرض, قال أبو بكر: لم يا رسول
الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة).

والمعلوم أنه
جاء إلى مصر من الأنبياء: إبراهيم- إسماعيل- إدريس- يعقوب- يوسف (عليه
السلام), وولد بها موسى- هارون- يوشع بن نون- دانيال- أرميا- لقمان- مؤمن
آل فرعون- آسيا- الخضر (عليهم السلام).

ومن مصر تزوج الخليل
إبراهيم (عليه السلام) السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل (عليه السلام), وتزوج
يوسف من زليخا, وأهدى المقوقس الرسول (صلى الله عليه وسلم) السيدة مارية
فتزوجها وأنجبت له إبراهيم (عليه السلام).

لقد أحب مسلمو مصر أهل
البيت (عليهم السلام) بقلوبهم وأرواحهم منذ قرون مضت سبقت العهد الفاطمي في
مصر, إذ يعود هذا الحب والود تجاههم إلى صدر الإسلام وفتح الجيش الإسلامى
لمصر, الذى ضم فى صفوفه عددًا من أنصار الإمام عليٍّ (عليه السلام), الذين
كانوا يجاهرون بالولاء له, ودعوة الناس إلى حُبِّهِ وموالاته دون أن يمنعهم
مانع, ومنهم الصحابي الجليل أبو ذر الغفارى, والمقداد بن الأسود الكندى,
وأبو أيوب الأنصارى وغيرهم.

وكان المصريون يحبون أن يأتي جميع أهل
البيت إلى مصر ليقيموا فيها, وها هي السيدة نفيسة بنت سيدي حسن الأنور
(عليه السلام) يطلب منها المصريون في مواسم الحج أن تزور مصر فتقول لهم:
(أزور
بلادكم إن شاء الله, فإن الله قد أثنى على مصر وذكرها فى كتابه الكريم بعد
بلاده المقدسة, وقد أوصى جدي بأهلها خيرًا وقال في حقهم: [إذا فتحتم مصر
فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لكم فيهم صهرًا ونسبًا]..).

وجاءت
السيدة نفيسة إلى مصر عام ١٤٥ﻫ, وكان لها في نفوس أهلها منزلة رفيعة, وكان
الناس يهرعون إليها في كل مقصد ويسألونها الدعاء, فلا يلبثون حتى يجبر الله
كسرهم ويقضي حاجتهم ويفرج كربهم ويكشف عنهم همومهم, فكانوا يزدحمون عندها,
فقال لها زوجها إسحق المؤتمن يومًا: ارحلي بنا إلى الحجاز, فقالت: لا
أستطيع ذلك لأني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وقال لي:
(لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها).

مصر فى القرآن الكريم والسنة الشريفة  Nf00058984-2
وهناك
لطيفة تبين سبب اختيار "القرافة" في سفح جبل المقطم بمدينة القاهرة, ما
جاء في خطط المقريزى عن الليث بن سعد قال: سأل المقوقس عمرًا بن العاص أن
يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار, فتعجب عمرو من ذلك وقال: أكتب فى ذلك
إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب, فكتب إليه, فرد عليه عمر بقوله:



إن الحب الذى يكنه أهل مصر لأهل البيت
(عليهم السلام) الذى يعود تاريخه إلى صدر الإسلام لا يزال ينبض حيًّا, ولا
زالت مشاهد ومراقد أهل البيت المنتشرة فى أرجاء مصر تجذب قلوب الأحباب, وهى
شاهدة على تزايد هذا الحب والولاء رغم أنف المنكرين والمكابرين.

سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ولا يستنبط بها ماء ولا ينتفع
بها, فسأله فقال: إنا لنجد صفتها في الكتب التى بين أيدينا أن فيها غراس
الجنة, فكتب بذلك إلى عمر فقال له عمر: إنا لا نعلم غراس الجنة إلا من
المؤمنين فأقبر فيها من مات قبلك من المسلمين ولا تَبِعْهُ شيئًا.

وقد
عَدَّ البعض تعيين الإمام عليٍّ (عليه السلام) لمحمد بن أبي بكر (رضى الله
عنه) واليًا على مصر دليلاً على حب أبناء مصر له, غير أن الشواهد
التاريخية تقول إن موالاة الإمام عليٍّ (عليه السلام) وَحُبَّهُ في قلوب
مسلمى مصر سبق فترة خلافته.

ولما وَلِىَ عمرو بن العاص إمارة مصر-
وهو معروف بعدائه لأهل البيت- حاول تغيير عقائد الناس إزاء أهل البيت فقتل
وسجن ونفى الكثيرين, إلا أنهم كانوا من الكثرة بحيث لم يستطع أن يؤثر فيهم,
ومر العهد الأموي على الموالين لأهل البيت فى أشد الظروف قسوة ومرارة,
وعملت السلطة الأموية على سب الإمام عليٍّ (عليه السلام), ولم يجهر المحبون
لأهل البيت بولائهم وحبهم خوفًا من بطش الأمويين ولكنهم حافظوا على مودتهم
وكانوا أوفياء معهم.

واستمر هذا الحال فى العصر العباسى الذين لم
يدخروا جهدًا في ظلم العلويين كما فعل غيرهم, وقد أدى هذا إلى ظهور النهضة
العلوية ضد السلطة العباسية, وكان عليُّ بن محمد بن عبد الله, وهو من أحفاد
الإمام الحسين (عليه السلام) أول علوي دخل مصر مبايعًا من قبل الناس, لكنه
لم يتمكن من مواجهة الظلم العباسي, إلا أن هذه الانتفاضات عززت موقفهم
ووجودهم في مصر.

الفاطميون فى مصر
يعتبر
عبد الله المهدي الذي انتسب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه
السلام) أول خليفة فاطمي استولى على الإسكندرية سنة ٣٠١ﻫ, وقد عد الفاطميون
أنفسهم من الشيعة الموالين لأهل البيت, ولم يتمكنوا من بسط هيمنتهم على
مصر إلا بعد دخول الأمير المعز لدين الله الفاطمي لمصر بجيش بقيادة جوهر
الصقلي عام ٣٥٨ﻫ.
وبنى المعز لدين الله القاهرة وصارت عاصمة الحكم,
وانتشر المذهب الشيعي في الأحكام والمعاملات, وتم تأسيس الجامع الأزهر وسمى
بذلك تيمنًا بالسيدة الزهراء (عليها السلام), إلا أنهم كانوا يحترمون
المذاهب الأخرى, ولم يظهر أي تعصب بين العلماء على اختلاف مذاهبهم, وشاع
الاحتفال بموالد أهل البيت (عليهم السلام) وزيارة مراقدهم وذلك لوجود روضة
مولانا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرهم (عليهم السلام).

وتزعم
الكثير من الأشراف من أبناء الرسول (صلى الله عليه وسلم) العديد من الطرق
الصوفية, مما أكسب هذه الطرائق شعبية كبيرة جعلت من التيار الصوفي أكثر
التيارات الإسلامية شعبية في مصر, وتوجد في منطقة صعيد مصر قبائل الجعافرة
الذين ينتمون إلى الأشراف.

كانت مصر قبل الحكم الفاطمي تابعة لدمشق
ثم بغداد, ولم يكن لها دور في واقع الإسلام يذكر, وكانت أموالها وخراجها
تذهب إلى خزائن الخلفاء من بني أمية وبني العباس, وعلى يد الفاطميين أصبحت
دولة ذات سيادة لها عاصمة نشأت على أيديهم, وأصبح لمصر جيش قوي وانضمت
إليها الشام, وعاد لها وزنها ودورها الذي لم يكن موجودًا من قبل, وصارت
متبوعة بعد أن كانت تابعة.
ولم ينته دور مصر بانتهاء الدولة الفاطمية,
فقد ظل أبناء الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيها يشعون في قلوب المصريين
أنوار القبول, بل صاروا حماة لها من الدخلاء, ولو لم يكن للفاطميين إنجاز
إلا الأزهر الشريف لكفاهم.

من المغرب إلى مصر
هاجر
معظم أهل البيت إلى أفريقيا بعد أن دام الاضطهاد لهم من الأمويين
والعباسيين على السواء, فقد خرج الحسين بن عليٍّ بن الحسن بن عليٍّ بن أبى
طالب (عليه السلام) في المدينة على حكم العباسيين وأعلن أحقية بيته في
الحكم, وأن العباسيين قصروا في رسالة الإسلام, وخرج معه من سارعوا
بالاستجابة له والالتفاف حوله, فحاربوا معه والى المدينة وانتصروا عليه, ثم
سارعوا إلى مكة فانضم إليهم كثيرون, ولكن العباسيين تمكنوا منهم جميعًا
وقتلوهم, وعلقوا رؤوس مائة منهم, وفي مقدمتهم رأس الحسين بن علىٍّ بن الحسن
(عليه السلام) ليدخلوا الخوف في قلوب الناس.
وقد شهد هذه النهاية
الحزينة عمه إدريس, ورأى أنه لم يعد له في الجزيرة العربية مقام, فهاجر إلى
مصر حين علم أن حاكمها واسمه "واضح" وأهلها يحبون آل البيت, ولكن الوالي
أشار عليه أن يذهب إلى بلاد المغرب ليعلن عن نفسه؛ لأن الأوضاع في مصر لم
تكن تسمح بذلك فذهب إلى هناك.

ولقد حظي أجداد الإمام المجدد السيد
محمد ماضى أبى العزائم بعطف الحكام من المرابطين الذين أسسوا دولتهم
بالمغرب بعد أن انتهت دولة الأدارسة ودولة الفاطميين, وقد عاش أجداد الإمام
أبى العزائم فى



لقد رفع أهل البيت الطاهرين كلمة الله
عالية, وأمنوا مجد الأمة وعظمتها على طول تاريخهم الجهادى الكبير بتضحياتهم
العظيمة التى تفوق الوصف والخيال, وكانوا على مرِّ التاريخ سدًّا منيعًا
ضد أى انحراف أو نكوص أو بعد عن منهج الحق تبارك وتعالى, وإن حبهم فى هذا
العصر يمثل المحور والنور الذى يجتمع حوله المسلمون, متحدين تحت راية لا
إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لإعادة المجد الذى فقده
المسلمون, فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

مدينة (فاس), ثم انتقلوا منها إلى قرية (عين ماضى), وفى القرن السادس
الهجري زالت دولة المرابطين وحل مكانها دولة الموحدين, الذين اعتنقوا مذهب
المعتزلة وحاربوا العلماء وحاربوا الفقهاء وحرقوا كتبهم وشرَّدوهم, عندئذ
هاجرت أسرة الإمام أبى العزائم مع كثير من أهل البيت من المغرب إلى مصر,
التي سبقهم إليها ائمة الطريقة ومنهم أبو الحسن الشاذلي, وأبو العباس
المرسي, وأبو القاسم القباري, وأحمد البدوي, وغيرهم.

ووجد أهل
البيت كل ترحاب من أهل مصر؛ لأنهم جاءوا في وقت عصيب وهو مطلع القرن السابع
عشر الميلادي, فها هم التتار في أقصى الشرق يغيرون على الوطن الإسلامي
والصليبيون في الغرب يكيدون للإسلام ويعدون العدة لغزو المسلمين.

وفي
وسط هذا الجو الملبد بالغيوم والمليء بالحزن والضيق من مكر الأعداء, وجد
المصريون في العترة النبوية الطاهرة طوق النجاة, فتعلقوا بأغصان هذه الشجرة
المباركة يستمدون منها العون والقوة الإيمانية لمواجهة الأعداء.

واستقر
الجد الرابع للإمام أبي العزائم بعد أن جاء إلى مصر بقرية (محلة أبو على),
وقوبل بالحفاوة والتكريم بوصفه من الأشراف الذين ينتمون لأهل البيت (عليهم
السلام).

لم يكن الإمام أبو العزائم بمنأى عن أي صغيرة أو كبيرة
تحدث في العالم الإسلامي, فضلاً عن مصر التي هي مقامه ومقام أهله وذويه,
ولم ينعزل الإمام في صومعة أو خلوة عن المجتمع, ولم يكن كذلك ممن يقفون على
أعتاب الحكام والوزراء, وإنما كان يستقبل الزعماء والكتاب والمفكرين
والعلماء في داره, ويخاطبهم بالقدر الذي يعلم أن فيه الكفاية, وكانت له
مكاتبات خاصة مع الزعماء, وكتابات على صفحات الجرائد والمجلات, هذا
بالإضافة إلى ما كان يكتبه نظمًا مما يبيِّن بعضًا من أسرار الغيوب في
مجريات القدر, وموجهًا الأمة إلى الصراط المستقيم, وها هو يعاتب المصريين
مذكرًا إياهم أن مصر كنانة الله في أرضه, وأن ما يخبئه القدر لا يستطيع أن
يتنبأ به راهب فى صومعته أو كاتب سياسى بارع فيقول :
أنت يا مصـر الكنانة ما الذي قد ألان العـود للخصم المحارب
فـرق الجشــع الخبيب أحبــة فانبرى للقــوم غصَّاب وسالب
"غشـمط" قد جـــاء ينبى بالذى يختفى عن كل منتســك وكاتب

ويتكلم
مع أهل مصر بما يكنه لهم الغيب رمزًا, ثم لا يلبث إلا ويصرح بما وراء
الغيب مما يدخره الله (عز وجل) لمصر من مجد وعز وسؤدد ونور ساطع فيقول :
فيك يا مصــر غيـــوب كلها فوق قدر العقــل من فوق اللسان
فيك تبيان ونـــور ساطـــع يملأ الأرض هدى يعلـــو القران

ويذكر
الإمام أبو العزائم في كتاباته بعضًا من فضائل مصر, فهي مهجر الأنبياء,
وأنزل فيها كتاب شريعة سماوية على موسى (عليه السلام) ينظم حياة شعب على
أرضها, وفيها تقابل الخضر وموسى (عليهما السلام), هذا حقيقة وذاك شريعة, ثم
يعتب على المصريين بيعهم هذا العلم الذي هو كالذهب الخالص, مستبدلين إياه
بالتراب الذي هو فلسفات الإغريق والرومان, ويحذر أهل مصر من الركون إلى
الخوارج وأفكارهم المتطرفة, والتي يجاهرون فيها بالعداوة لله ولرسوله (صلى
الله عليه وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) فيقول :
يا آل مصر وفيكــم النور علمًا والخليل الكريم رفـــع الحجابا
والكليـــم العـــليم بدءًا ألاح علــم غيب أمــاط عنه النقــابا
يا آل مصر والغيب ســتر عنكم عاملوا الله قـد تـرون الخبابا
يا آل مصـــر لا تركنوا لأناس بصـــريح القرآن ســـنوا الحرابا
حاربــوا الله بالعـداوة جهــرًا لعنــوا فى الكتـاب لعــنًا أعــابا

الخلاصة
لقد
أحب أهل البيت مصر واختاروها للإقامة فيها, وهذه نعمة أنعم الله بها علينا
(اهل مصر) على مرِّ الزمان, ولولا وجود أبناء الرسول (صلى الله عليه وسلم)
في مصر لما كان لها دور في عالم الإسلام والمسلمين, فقد سطر هؤلاء الأبناء
صفحات ناصعة من تاريخها, وتركوا بصمات واضحة فى واقعها منذ دخلها الإسلام,
وتنفس المصريون هواء أهل البيت العليل, وجرى حبهم الطاهر في دمائهم
وأرواحهم الطيبة, فكل المصريين على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم يدينون
بالولاء والحب لأهل البيت الطاهرين, ولم يشذ عنهم إلا أهل الشذوذ الفكرى من
خوارج العصر وكل العصور.

ومما يذكر أن الأزهر الشريف والانفتاح
العلمي والفكري لدى بعض العلماء في مصر أمثال الشيخ محمود شلتوت والشيخ
محمد الغزالي (رحمهما الله), قد وفر الأرضية المناسبة لقيام نشاط في مصر
يهدف إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية, وقد أسست دار التقريب لهذا الغرض,
وقد ساعد على ذلك فتوى الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق حول جواز
التعبد بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى, وأن أتباعه متساوون مع سائر أتباع
المذاهب الأخرى, ويمكن لأهل السنة والجماعة- إذا شاءوا- اتباع فتاوى علماء
الشيعة الجعفرية.

إن الحب الذى يكنه أهل مصر لأهل البيت (عليهم
السلام) الذى يعود تاريخه إلى صدر الإسلام لا يزال ينبض حيًّا, ولا زالت
مشاهد ومراقد أهل البيت المنتشرة فى أرجاء مصر تجذب قلوب الأحباب, وهى
شاهدة على تزايد هذا الحب والولاء رغم أنف المنكرين والمكابرين.

لقد
رفع أهل البيت الطاهرين كلمة الله عالية, وأمنوا مجد الأمة وعظمتها على
طول تاريخهم الجهادى الكبير بتضحياتهم العظيمة التى تفوق الوصف والخيال,
وكانوا على مرِّ التاريخ سدًّا منيعًا ضد أى انحراف أو نكوص أو بعد عن منهج
الحق تبارك وتعالى, وإن حبهم فى هذا العصر يمثل المحور والنور الذى يجتمع
حوله المسلمون, متحدين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) لإعادة المجد الذى فقده المسلمون, فجزاهم الله عن الإسلام
والمسلمين خير الجزاء.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى