لتفوز بالعشر عليك بعشر
أمير بن محمد المدري إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
أمير بن محمد المدري إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
د. عبد الحميد المحيمد abd_h_as@ |
بسم الله الرحمن الرحيم إن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل في دهرنا نفحات رحمة تهب على العباد ، فتوقظ قلوب الطائعين، وتستثير همم المتقين ليتسابقوا بالتقرب إليه سبحانه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) . ولو تساوت فضائل الأيام والشهور لملت الأنفس ولغلبها الكسل والفتور ، ولكن الله سبحانه فاضل بينها ليميز المجتهد الذي همه رضوان ربه ، من المتكاسل الذي يضيع وقته . ومن يتأمل خصائص العشر في الشريعة يجد ثلاث عشرات معظمة عند السلف ؛ قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم. وها هي عشر ذي الحجة - تلك المنحة الربانية المباركة - قد أنار هلالها فأشرق في قلوب المؤمنين ليزيدهم شوقًا للطاعات وتنافسًا لبلوغ أعلى الدرجات . وهذه الأيام العشر قد اجتمع فيها من خصال الخير ما لم يجتمع في سواها ، وإن من مزاياها : ١- أقسم الله بها والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ))[سورة الفجر ] ٢- العمل الصالح فيها يضاعف على باقي الأيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ لصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. [ صحيح ] ٣- أداء فريضة الحج : وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق . تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. ٤- الصوم : فالصوم عمل صالح يتقرب به المرء ولاحرج من صوم العشر كاملة باستثناء يوم النحر وقد نقل ابن رجب أن ابن عمر كان يصومها . وأفضلها للصوم يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " [رواه مسلم]. ٥- التكبير : روى البخاري في صحيحه: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله . كذلك يستحب التسبيح والتهليل والتحميد فقد جاء في الحديث : " فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ"[صحح إسناده الهيثمي] ٦- ذبح الأضاحي قربة إلى الله سبحانه : وعلى المضحي أن يمسك عن شعره وأظافره فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبشرة : ظاهر جلد الإنسان . والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح. فأين أنت أيها المسلم من هذه الأيام ؟ وهل أنت ممن يتعرضون لنفحات الله ؟ هل أنت ممن استقبل العشر بتوبة واستغفار وصدق نية وصلاح عمل ؟ أم أنك مازلت غافلًا في حطام الدنيا ولهوها ! بادر فلعلك لا تدركها مرة أخرى ! اللهم تقبل منا واغفر لنا واعفُ عنا وصلى الله على نبينا محمد |
أيمن الشعبان @aiman_alshaban |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفر لهم الذنوب ويُكفر عنهم السيئات، ويجزل لهم المثوبة ويرفع الدرجات، وَفَّقَ من شاء لاغتنامها فأطاعه واتقاه، وسدد من أنار بصيرته لمعرفة كنوزها فاتبع هداه، والصلاة والسلام على خير خلقه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فهذه رسائل عاجلة وخواطر عابرة، هي عِظة وعبرة واسترشاد وتذكرة، نستخرج منها مكنون الدرر والفوائد والعبر، في أفضل أيام الدنيا، "عشر ذي الحجة". 1- خير ما يستقبل ويستفتح به المسلم هذه العشر بتوبة صادقة نصوح إلى الله، وتطهير القلب من الأدران والأحقاد والبغضاء وسائر الأمراض، والعزم على اغتنام أوقاتها بما يرضي الله سبحانه وتعالى. 2- تشريف وتعظيم من الله عز وجل لأيام عشر ذي الحجة على غيرها. قال تعالى( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) الفجر:1-2. وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. تفسير ابن كثير (8/381). وَلَيْسَ فِي لَيَالِي السَنَةِ عَشْرُ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ عَظِيمَةٍ مِثْلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ وَقْتُ مَنَاسِكِ الْحَجِّ. تفسير ابن عاشور (30/313). والقسم فيه تعظيم لهذه الأيام ومكانتها وشرفها على سائر الأيام. 3- استحباب الإكثار من ذكر الله عز وجل وخصوصا التكبير. قال تعالى( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )الحج:28. قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ. صحيح البخاري (2/20). قال النووي – رحمه الله -: واعلم أنه يُستحبُّ الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عَرَفة أكثر من باقي العشر. الأذكار ص173. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنهما-: يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. صحيح البخاري (2/20). 4- ورد عن جمع من السلف أن الله عز وجل كلم موسى تكليما بآخر يوم من عشر ذي الحجة بعد انقضاء الميقات الزماني له أربعين ليلة. قال تعالى( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ )الأعراف:142. وقيل: إن العشر التي أتمها به أربعين، عشر ذي الحجة. ينظر تفسير الطبري (13/86-87). 5- بركة الزمان والمكان والأعمال لحجاج بيت الله الحرام. عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ ). أخرجه أبو داود (4/102)، وأصله في البخاري. 6- اغتنام السلف لهذه الأيام وتعظيمها بكثرة العبادة. كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. أخرجه الدارمي في سننه (2/1113) بسند صحيح. وقال سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِي الْعَشْرِ. وكان تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ وَيَقُولُ: أَيْقِظُوا خَدَمَكُمْ يَتَسَحَّرُونَ لِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. حلية الأولياء (4/281). عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ؛ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ. مختصر قيام الليل للمروزي ص247. 7- بركة الزمان والأعمال لغير حجاج بيت الله الحرام. من حيث الزمان هي أفضل أيام العام على الإطلاق، لقوله عليه الصلاة والسلام أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ ). كشف الأستار عن زوائد البزار (2/28)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1133. وفيها أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما-. 8- ذات الأعمال من عبادات وبِرٍ وإحسان فيها أزكى وأنقى وأطهر من غيرها. عن ابن عباس – رضي الله عنهما-: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى. قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. أخرجه الدارمي في سننه (2/1113)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2/31). 9- تُضاعف فيها الأجور. لقوله عليه الصلاة والسلام: ( وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا ). 10- فيها حث على أعمال البر والبذل والخير، التي ينتفع منها عامة المسلمين، وتعود على أصحابها بالأجر العظيم. لقوله عليه الصلاة والسلام مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى ). 11- من أسباب تعظيمها أنها اجتمعت فيها أصول العبادات. قال ابن حجر- رحمه الله-: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ. فتح الباري (2/459). 12- من منافع وثمار هذه الأيام أنها اشتملت على العبادات القلبية والبدنية واللسانية والمالية، ليتحقق الكمال في القُرُبات. 13- تنوع الأعمال الصالحة التي يتسنى للعبد القيام بها، بحسب قدرته ووسعه، من العبادات الخاصة الذاتية اللازمة، وأعمال البر والخير بمختلف مجالاتها، ليحصل الجميع على أفضل الأجور وأعلى الدرجات. 14- فيها تحفيز ومسارعة لكل الأعمال الصالحة دون استثناء، لقوله عليه الصلاة والسلام ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها ). و"الـ" هنا للاستغراق، وهذا فيه توسيع وتنويع ورحمة ومنة. وهنا لم يحدد عليه الصلاة والسلام نوع العمل بل أكد بأل الاستغراقية " العمل الصالح " أي تستغرق كل الأعمال الصالحة وهذا يسع ويشمل جميع الناس كل بحسب استطاعته وقدرته وحاله. 15- فيها يرتقي العمل المفضول إلى العمل الفاضل لشرف الزمان، لقوله عليه الصلاة والسلام ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ ). قال القسطلاني: وفي هذا الحديث أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره. إرشاد الساري (2/217). 16- أفضلية الأعمال مع زيادة الأجور في عشر الأضحى على غيرها دون استثناء، فمن تصدق بدينار فيها أعظم أجرا ممن تصدق بدينار في رمضان، وقِس على ذلك من الصلاة والصيام والذكر وسائر الأعمال! 17- العبادة فيها أفضل من غيرها، لما يغلب على عامة الناس فيها الغفلة. لذلك قال أهل العلم : العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها. قال عليه الصلاة والسلام العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٌ إليَّ ). أخرجه مسلم (2948). 18- تفضيل هذه الأيام على غيرها لما يقع فيها من عبادات وطاعات، وأعمال بر وخيرات. قال الصنعاني: وتفضيل الزمان باعتبار ما يقع فيه من أعمال البر وأن أجرها فيه أكثر من أجرها في غيره وإفضاله تعالى على عباده بالمغفرة فيه أكثر من إفضاله في غيره كما تكررت به الأحاديث. التنوير شرح الجامع الصغير (2/496). 19- فيها أفضل أيام العام، يوم النحر يوم الحج الأكبر. لقوله عليه الصلاة والسلام أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ ). أخرجه أحمد (31/427)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1064. قال ابن تيمية: وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ: يَوْمُ النَّحْرِ. مجموع الفتاوى(25/289). قال ابن القيم: فِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ يَوْم النَّحْر أَفْضَل الْأَيَّام. حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (5/128). 20- فيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين، وهو ركن الحج الأعظم. وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها. تفسير السعدي ص923. 21- يستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، الذي هو أفضل الصيام في الأيام لما فيه من تكفير السيئات وكثرة الحسنات ورفع الدرجات. قال عليه الصلاة والسلام صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ). أخرجه مسلم برقم 1162. 22- على المسلم الحرص الشديد لاغتنام هذه العشر بأيامها ولياليها، في الطاعات والصالحات والخيرات، فإنها فرصة قد لا تعوض! إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها * فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ ولا تغفل عن الإحسان فيها * فلا تدري السكونُ متى يكونُ 23- ليكن لك ختمة كاملة في هذه العشر مع شيء من التدبر والفهم ومعرفة المعاني، فأفضل الذكر تلاوة القرآن. 24- من العبادات والشعائر المعظمة فيها الأضحية. قال تعالى( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )الكوثر:2. قال قتادة وعطاء وعكرمة: المراد صلاة العيد ونحر الأضحية. تفسير آيات الأحكام لصديق خان ص469. 25- ضرورة تذكير عامة المسلمين، بفضيلة وأهمية أيام عشر ذي الحجة، وأن العبادة فيها والأعمال الصالحة ليست منحصرة بالحجيج، بل الأعمال أفضل حتى من رمضان، لكن لكثرة الغفلة والنسيان وقلة المُذكر يتكاسل كثير من الناس عن استثمار واستغلال هذا الموسم العظيم من مواسم الخيرات والبركات. نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لطاعته ومرضاته، وأن يتقبل منا ومنكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي |
بسم الله الرحمن الرحيم - استقصار مدتها فهي عشرة أيام فقط يوشك أن ترحل ، وكل ساعة فيها ميقاتاً لطاعة وزماناً لقربة . - معرفة فضلها ( فهي خير أيام الدنيا ) كما جاء بذلك الحديث عنه ﷺ . - معرفة فضل العمل الصالح فيها ، فأي عمل صالح فيها - ولو كان مفضولاً - فهو فيها أفضل من غيره وأعظم أجراً ما لو وقع في سائر أيام العام . - العزيمة القوية ومجاهدة النفس - فما فاز إلا القوي المجاهد لنفسه على الطاعة - ومن فعل ذلك شعر بالإنتصار على النفس والشيطان ووجد حلاوة الإيمان . - موسم عظيم للإكثار من عبادة الصلاة " التي هي خير الأعمال " فنوّع في نوافلها من السنن الرواتب ومطلق النافلة وأكثر من صلاة الليل فهي شرف المؤمن . - فرصة للتقرّب بعبادة الصيام التي هي عبادة السر وسبيل الجنّة وقد كان النبي ﷺ يصوم العشر كلها . - فرصة لختم القرآن الكريم فيها ولو لمرة واحدة وسلفنا الصالح كانت لهم القصص العجاب في كثرة الختمات في مواسم الخير . - فرصة لذوق حلاوة الذكر ولذيذ المناجاة فللذكر لذة يجدها الصادق فيه وقد حث نبينا ﷺ على كثرة ذكر الله فيها . - تجديد التوبة فالتائب موفق لطاعة ربه فيها وفي غيرها بخلاف العاصي فهو محروم من رحمات هذه المواسم . - الإستعانة بالله فما فاز إلا من أعانه الله وسدده فأكثر من الدعاء واصدق في الطلب . |
د/ أحمد عرفة |
بسم الله الرحمن الرحيم يوم عظيم من أيام الله تعالى ، إنه يوم الرحمة والمغفرة، إنه يوم الحج الأكبر، إنه يوم التهليل والتكبير والتحميد، إنه يوم استجابة الدعاء، إنه يوم تسكب فيه العبرات وتنزل فيه الرحمات ، إنه يوم العتق من النار، إلا وهو يوم عرفة هذا اليوم العظيم الذي هو أفضل أيام العام له فضائل كثيرة جداً ما أحوجنا إلى التعرف عليها والعمل بها واغتنام هذا اليوم في طاعة الله، فمن فضائل هذا اليوم أنه أحد أيام الأشهر الحرم قال الله عز وجل-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة: 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة، ويوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة: 197] وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة ، ذو الحجة، ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. عن الحسن قال: الأيام المعلومات عشر ذي الحجة والمعدودات أيام التشريق، وعن سعيد بن جبير قال: الأيام المعلومات أيام العشر، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: في أيام معلومات قال: العشر، وعن قتادة قال: الأيام المعلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق.(فضل عشر ذي الحجة: للطبراني صـ4). ومن فضائل يوم عرفة أن الله عز وجل أقسم به في كتابه العزيز والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج: 3)، وأخرج الإمام الترمذي في سننه بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة). ويوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة، ويوم عرفة أحد الأيام العشر الأول من ذي الحجة التي فضلت عن غيرها من الأيام والعمل الصالح فيها ثوابه، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر)) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)). ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله عز وجل فيه الدين وأتم علينا فيه النعمة، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن طارق بن شهاب قال : قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين, لو أن علينا أنزلت هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) لأتخذنا ذلك اليوم عيداً , فقال عمر : "إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية , نزلت يوم عرفة , في يوم الجمعة " ففي هذا اليوم أكمل الله دينه وأتم نعمته , فمن الواجب علينا أن نشكر الله على إتمام نعمته علينا والتقرب إليه بالفرائض والنوافل على ضوء ما جاء بالكتاب والسنة . ويوم عرفة يوم العيد لأهل الموقف، أخرج الإمام أبو دواد في سننه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلميوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام)، ويوم عرفة يوم العتق من النار، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء»؟ قال الإمام النووي رحمه الله:«هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة, وهو كذلك». ويوم عرفة يوم الحج الأكبر: فالوقوف بعرفة في هذا اليوم العظيم هو ركن الحج الأعظم ، ولا تصح هذه الفريضة العظيمة بدونه ، وذلك لما أخرجه ابن ماجة في سننه بسند صحيح عن بكير بن عطاء قال : سمعت عبد الرحمن بن يعم ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو واقف بعرفة ، وأتاه ناس من أهل نجد ، فقالوا : يا رسول الله كيف الحج ؟ قال: " الحج عرفة ، فمن جاء قبل صلاة الفجر ، ليلة جمع ، فقد تم حجه ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل في يومين ، فلا إثم عليه ، ومن تأخر ، فلا إثم عليه ، ثم أردف رجلاً خلفه ، فجعل ينادي بهن ". الأعمال المستحبة في يوم عرفة: يستحب اغتنام هذا اليوم بالأعمال الصالحة التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها: صيام يوم عرفة لغير الحاج: فيوم عرفة هو أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند صحيح عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية". ويستحب الإكثار من الدعاء في هذا اليوم العظيم، وذلك لما أخرجه الترمذي في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الإمام أبو الوليد الباجي رحمه الله: قوله:" أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني : أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه، والله أعلم " (المنتقى شرح الموطأ1/ 358) . ويستحب الإكثار من ذكر الله تعالى في هذا اليوم فهو أحد الأيام المعلومات التي أمر الله فيها بذكره قال تعالىوَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [سورة الحج: 27-28]، وقال - تعالى -: (وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [سورة البقرة: 203] عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: في أيام معلومات قال: العشر، وعن قتادة قال: الأيام المعلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق.[فضل عشر ذي الحجة: للطبراني صـ4]، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)). قال الإمام البخاري- رحمه الله -: " كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى