يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أحكام عشرة ذي الحجة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1أحكام عشرة ذي الحجة Empty أحكام عشرة ذي الحجة الأحد أغسطس 27, 2017 6:42 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

أحكام عشرة ذي الحجة 163
لتفوز بالعشر عليك بعشر
أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذِي الفضل والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملِك العلاّم، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله سيّد الأنام، اللهمَّ صلِّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقبتِ الدهور والأعوام.
وبعــد:


لقد كتب الله على نفسه الرحمة، ونشر رحمته بين العباد، وجعلها واسعة بفضله حتى وسعت كل شيء، يقول سبحانه:
 ﴿  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ    [الأعراف: 156]،  ومن رحمته جل وعلا بنا  أن جعل لنا  مواسم  ونفحات تُضاعف فيها الحسنات،  وتزداد فيها الدرجات،  ويستدرك العبد بها ما فات، فالسعيد من تنبه لها، واستفاد منها. والشقي من غفل عنها، وضيّع نفسه.

ومن هذه المواسم المباركة  أيام عشر ذي الحجة أفضل أيام  الدنيا، فأيامها أفضل من أيام رمضان وليالي رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة على الصحيح من أقوال أهل العلم.


إنها أيامٌ:
 أقسم الله بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات، قال تعالى:  ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]، وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير.

إنها أيامٌ:
 فيها الأيام المعلومات التي أمرنا الله أن نذكره فيها، قال عز وجل:  )  وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ  ( ]الحج: من الآية 28[.  قال ابن عباس رضي الله عنه: "أيام العشر".

إنها أيامٌ:
 تجتمع فيها   العبادات ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي تدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها.

إنها أيامٌ:
 فيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.  وهو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي  صلى الله عليه وسلم   قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة».

إنها أيامٌ:
 فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: «أفضل الأيام يوم النحر» [رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح]. ، وفي يوم النحر معظم أعمال النسك للحجاج من رمي الجمرة، وحلق الرأس، وذبح الهدي، والطواف والسعي، وصلاة العيد، وذبح الأضحية.

إنها أيامٌ:
 يهتف فيها الناس من كل أجزاء الأرض "لبيك اللهم لبيك  إنها أيام  تلبية لله، أيام يقول كل العباد بسان حالهم  : "أتينا يارب، مقبلين يارب، تائبين يارب، معظّمين لك يارب.

إنها أيامٌ:
 العمل الصالح فيها أحب الى الله، فقد صح فيها حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن نبينا صلى الله عليه وسلم  قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء». [أخرجه البخاري ومسلم].

إنها أيامٌ:
 للعامل فيها ثواب المجاهدين   يقول صلى الله عليه وسلم : «ما من عمل أزكي عند الله ولا أعظم أجرًا من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى، قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء» [صحيح الترغيب والترهيب «1148»].

إنها أيامٌ:
 لمن يشعر أن الله غاضب عليه، فلو أن واحدًا منا كان مدير العمل عنده غضبان منه  سيقول لنفسه: ما هو أكثر يوم مناسب لكي أُصالحه فيه؟!،وما هي أحبّ هدية هو يريدها؟
هذه هي عشر ذي الحجة. . . . أحب الأيام الي الله، فبادر إلى مصالحة ربك بأحب الأعمال إليه.
في هذه الأيام فرصة عظيمة من أجل أن يبادر كل واحد منا لكي يصالح ربه ويسترضيه .


يامن فاته اغتنام رمضان:
الباب لم يُقفل !! فلا تيأس فإن أبواب رحمة الله لن تُغلق، الكنوز والحسنات لن تُغلق، أبواب خزائن الله لن تُغلق، أبواب السماء أمام دعائي ودعائك لن تُغلق، أتى موسم عظيم للعبادة مرة أخرى.

إنها أيامٌ:
 كان سلفنا الصالح يعظمونها ويقدرونها حق قدرها، قال أبو عثمان النهدي كما في لطائف المعارف: «كان السلف ـ يعظّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم».  وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم»، يعني في الفضل، وروي عن الأوزاعي  أنه قال: «بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله، يصام نهارها ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بالشهادة».

يا له من موسم يُفتح للمتنافسين و يا له من غبنٍ يحق بالقاعدين والمعرضين، فاستبقوا الخيرات  وسارعوا إلى مغفرة من الله وجنةٍ عرضها السماوات والأرض، وإياكم والتواني،وحذار من الدعة والكسل.


إنها أفضل أيام الدنيا:
 أفضل أيام الدنيا، يعني أفضل صلاة فجر سوف تصليها طوال السنة،  يعني أفضل جلسات ضُحى ستقعدها طوال السنة، يعني أفضل تلاوة قرآن وذكر لله ستذكره طوال السنة،  أفضل أيام الدنيا يعني أفضل صيام نافلة ستصومه طوال السنة.

هذه أحب الأيام إلى الله في العبادة يعني لن يأذن الله لأحد يعبده فيها إلا أحب العباد إليه سبحانه؛ بمعني لو أردت أن تعرف. . . هل ربنا يحبك أم لا؟  
انظر. . . . هل سيفتح الله عليك في العبادة فيها أم لا؟
تريد أن تعرف كم يحبك الله؟ ؟
 انظر لربك كم سيُفتح عليك في العبادة في هذه الأيام؟!


أخي الحبيب أختي الحبيبة
: لكي تفوزوا بهذه الأيام عليكم بعشر:

1-
  الحـج:
 من أجلِّ الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه العشر أداء مناسك الحج الذي أوجبه الله تعالى على كل مسلم قادر تحققت فيه شروط وجوبه، قال
 صلى الله عليه وسلم  : «من حجَّ هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدَته أمُّه» [متفق عليه]، ويقول  صلى الله عليه وسلم: «تابِعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنّهما ينفيان الفقر والذنوبَ كما ينفي الكير خَبثَ الحديدِ والذّهب والفضَّة، وليس للحجّة المبرورةِ ثوابٌ إلاّ الجنّة» [رواه الترمذيّ والنسائي وسنده صحيح ].

أخي الحبيب:
يا من حُرمت الحج هذا العام وكلنا شوق. . . . وشوقاه إلى البيت العتيق، وشوقاه إلى الطواف، وشوقاه إلى عرفات، وشوقاه إلى زمزم.
إلى من يرغب  في الحج ولم يقدر ليكون من وفد الحجاج هذا العام بين يديك ثلاث فُرص للحج:

الفرصة الأولى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
  «  من صلى الغداة  في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة  تامة تامة تامة »[أخرجه الترمذي وهو في صحيح الترغيب والترهيب (461)].  

الفرصة الثانية
: قال صلى الله عليه وسلم: «  من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة »[حسنه الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم(6556)].  

الفرصة الثالثة:
قال صلى الله عليه وسلم: «  من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلّمه كان له كأجر حاج تاما حجته»[ رواه البخاري رقم ( 662 ) ، ومسلم رقم ( 669 )]  

2-الصيـــــام:

  يستحب الإكثار
 من الصيام في أيام العشر، ولو صام التسعة الأيام لكان ذلك مشروعًا، لأن الصيام من العمل الصالح، قال: «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا» [أخرجه البخاري ومسلم]. ويزداد أجر الصيام إذا وقع في هذه الأيام المباركة، قال النوويّ رحمه الله: «فليس في صومِ هذه التسعة ـ يعني تسع ذي الحجّة ـ كراهةٌ شديدة، بل هي مستحبّة استحبابًا شديدًا»[ شرح صحيح مسلم (8/71)].  ويكفيك من ثواب الصيام أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :«من خُتِم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة» [رواه الأصبهاني، وصححه الالباني في صحيح الجامع ،حديث رقم(6224)].

وفي هذه الأيام يوم عرفة، الذي صيامه يكفر ذنوب عامين ، لحديث أبي قتادةَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ عن صيامه: «
 إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله»[ أخرجه مسلم في الصيام (1162)].
يا الله ما اكرم الله صيام (12) ساعة يساوي مغفرة (24) شهر يعني الساعة بشهرين والدقيقة في عرفة بيوم مما سواه فأين المشمرون.


3-القــرآن:

القرآن التجارة التي لن تبور، حاول أن تختمه في هذه العشر،
 قال  صلى الله عليه وسلم: «لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آية أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل»[ صحيح مسلم (1336) ].

 القرآن
رسالة ربانية بعثها الله لك فأحسن استقبالها والـتأمل فيها، وصُحبتها.
القرآن
دواءٌ لما في قلبك من أمراض؛ فانهل من هذا الدواء لتنال الشفاء والهدى والنور.
القران
كلام الله لن تتقرب إلى الله بمثله تلاوةً وتدبرًا وتحكيمًا.   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  »  عليك بذكر الله وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض  »[السلسلة الصحيحة ،حديث رقم(555)].  
يامن بخل عن المصحف بدقائق يبذل أضعافها في مشاهدة مباراة، أو تصفح وسائل التواصل.


أخي الحبيب:
احرص ان استطعت على ختم القران في هذه العشر، يعني كل يوم ثلاثة أجزاء، يعني نصف مليون حسنة، ولا تنس بناء قصر في الجنة كل يوم بقراءة سورة الإخلاص عشر مرات كما جاء في الحديث الحسن قوله صلى الله عليه وسلم «  من قرأ (قل هو الله أحد ) حتى يختمها عشر مرات بنى الله قصراً في الجنة »[السلسلة الصحيحة ،رقم الحديث(589)].

4-الصــلاة:

قال صلى الله عليه وسلم : «
الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» [صحيح الجامع (3870)]، وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن». [ صحيح الجامع (3518)].
ولا تنس أخي بناء بيت في الجنة بصلاة اثنتي عشرة ركعةً تطوع من غير الفريضة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
من صلى لله اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتًا في الجنة  »  [صحيح مسلم (1164)].  وصلاة الضحى ركعتان أو أكثر، و قيام الليل ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد»  [الطبراني بإسناد حسن].
المحافظة على النوافل سبب من أسباب محبة الله، ومن نال محبة الله حفظه وأجاب دعاءه، وأعاذه ورفع مقامه، لأنها تكمل النقص وتجبر الكسر وتسد الخلل؛ فحافظ أخي على تكبيرة الإحرام والصف الأول فإن الله وملائكته يصلون على الصف الأول.


5- الذكـر:

الذكر هو أحب الكلام إلى الله تعالى، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة، وهو سبب الفلاح، به يُذكر العبد عند الله، ويصلي الله وملائكته على الذاكر، قال يحيي بن معاذ: "
يا غفول يا جهول لو سمعت صرير الأقلام وهي تكتب أسمك عند ذكرك لمولاك، لمت شوقًا إلا مولاك  وقال أبو بكر رضي الله عنه: "ذهب الذاكرون لله بالخير كله "، وقال ابن القيم: " الذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم".

وهو أقوى سلاح، وهو خير الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات، وخير من النفقة، به يُضاعف الله الأجر، ويُغفر الوزر، ويُثقل الميزان،
 يقول تعالى:
﴿
 لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ   [الحج: 28]، روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»، وكان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذا دخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يكبران فيكبِّر الناسُ بتكبيرهما. [ رواه البخاري].

والتكبيرُ عند أهلِ العلم مطلقٌ ومقيّد، فالمطلق يكونُ في جميع الأوقات في الليل والنهار من مدّة العشر، والمقيّد هو الذي يكون في أدبارِ الصّلواتِ فرضِها ونفلِها على الصّحيح، مِن صُبح يومِ عرفة إلى العصرِ من آخر أيّام التشريق (الثالث عشر )وأمّا للحاجّ فيبدأ التكبيرُ المقيّد عقِب صلاةِ الظهر من يوم النحر. وصحّ عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما  صيغة: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


ومن الذكر الاستغفار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «  من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار»[ أخرجه البيهقي بإسناد حسن عن الزبير، وهو في السلسلة الصحيحة برقم (2299)] ،  وقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم»: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة  «[حسنه الالباني في صحيح الجامع].  

6-الصدقـة:

   الصدقة، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وتفريج المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى،
 فبالصدقة ينال الإنسان البر ويضاعف له الأجر ويظله الله في ظله يوم القيامة، ويُفتح بها أبواب الخير ويغلق بها أبواب الشر، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبه الله ويحبه الخلق، ويكون بها رحيمًا رفيقًا، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرر من عبودية الدرهم والدينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخرته.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أي الأعمال أحب إلى الله فقال : «
أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينًا أو أتطرد عنه جوعًا»  [رواه الطبراني وصححه الألباني].

تصدّق ثم أبشر بالمضاعفة اللامحدودة لثوابك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«  ما تصدّق أحد بصدقة من طيب   ولا يقبل الله إلا الطيب   إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل »[ رواه البخاري ومسلم].  

أيها الحبيب:
القصص متواترة عن اقوام ابتلاهم بأمراض فطافوا المستشفيات فما استطاع الأطباء علاجهم فتصدقوا فشفاهم الشافي، القائل:  ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[الشعراء: 80-78]  

7-الأضحيـة:

    شُرعت الأضاحِيَّ تقرُّبًا إلَى اللهِ بدمائِهَا، وتصدقًًا علَى الفقراءِ بلحمِهَا، والأضحيةُ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، وهِيَ رمزٌ للتضحيةِ والفداءِ، وسنةُ
أبِي الأنبياءِ إبراهيمَ  عليه السلام  ، وهِيَ أحبُّ الأعمالِ إلَى اللهِ فِي يومِ العيدِ، فعَنِ عَائِشَةَ  رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ إلى أَحَبَّ اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» [رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ]،  و الأضحية سنة مؤكدة يُكره للقادر تركها.

وتجنب في اختيار الأضحية العوراء والعرجاء والمريضة والهزيلة والعضباء والهتماء، وأفضلها أكرمها وأسمنها وأغلاها ثمناً وقم بذبحها بنفسك، وإذا وكلت أحداً غيرك فلا بأس بذلك، وأرفق بالأضحية عند ذبحها، فلا تحد السكين أمامها، ومكنها من الأكل والشرب قبل ذلك، وحدّ شفرتك قبل ذبحها، ولا تذبح واحدة بحضرة الأخرى.


أخي الكريم :
انوي بالأضحية البر والصلة، وتحقيق التكافل، واطعام الطعام، وادخال السرور على الفقراء، ومواساة الجائع.

8-الدعـاء:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» [أخرجه الترمذي في الدعوات]
قال ابن عبد البر: "وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب"
[التمهيد (6/41)].

أيها المسلم:
 إذا جُمع مع الدعاء:
حضور القلب وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم. وصادف: خشوعًا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنّى بالصلاة على محمد عبده ورسوله، ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار،وألحّ على الله في المسألة، وتوسّل إليه بأسمائه وصفاته وقدّم بين يدي دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدًا.


أخي المسلم :
يوم عرفة يوم العتق من النار ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار»[ أخرجه مسلم].  قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقاً للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار".

خير الدعاء يوم عرفة فاجمع امورك أخي الحبيب، واكتب ما تريد ه من الله، وادع لدينك، ولنفسك، ولأهلك ولبلدك ولأمتك.
 

9-
 التوبة والبعد عن المعاصي:

  ومما يجب في هذه العشر وفي كل زمان التوبة النصوح والرجوع إلى الله والإقلاع عن المعاصي والذنوب،
 فالقرب من الله ليس بالطاعات فقط بل بترك المعاصي والمحرمات ففي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم : «اتق المحارم تكن أعبد الناس»[ أخرجه أحمد (2/310)، والترمذي في الزهد (2305)، وأبو يعلى (6240)، والطبراني في الأوسط (7054)]  ، وإياك أن تنتهك محارم الله حين يُغلق عليك الباب؛ فتطلق بصرك ولسانك في ما لا يحل، فالمعاصي في الأيام المفضلة  والأمكنة المفضلة تُغلَّظ، وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن أهم المحارم والنواهي التي تُجتنب: النظر الى ما حرم الله، وآفات اللسان من كذب وغيبة ونميمة وشهادة زور وسباب ولعن، وآفات السمع وهي الاصغاء والاستماع إلى ما حرم الله، وآفات القلب من خيانة وعجب وكبر وغرور، قال تعالى:   ﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا [التحريم: 8]، فسارع   إلى التوبة الصادقة بالكف عن المحرمات والتحلل من المظالم ورد الحقوق والبعد عن الفواحش.

أخي الحبيب:
 سابق في هذه العشر بكل عمل صالح، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وتقرب إلى الله بكل قُربة، عسى أن تفوز فوزًا عظيمًا.  جعلنا الله وإياك من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون.

10- يوم النحر( يوم  العيد):

  إنه يوم الثج والعج، يوم يؤدي الحجاج معظم المناسك يطوفون يرجمون يحلقون ينحرون .يوم الفرح بطاعة الله تعالى، يوم صلة الارحام،  يوم  الإخاء والمحبة، يوم ننسى فيه الشحناء .
احرص أخي على شهود صلاة العيد مع المسلمين، والتكبير من فجر يوم التاسع إلى آخر أيام التشريق، ولتأتي من طريق وترجع من آخر وتتجمل بأفضل ما عندك وليس بأحسن ما في السوق .
ولا تأكل شيئاً قبل الصلاة حتى ترجع بعد الصلاة والخطبة، فتذبح الأضحية وتأكل منها كما هي السنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسنة في تقسيمها ثلاثاً، ثلث يؤكل، وآخر يهدى، وآخر يتصدق به على الفقراء، ووقت الذبح بعد صلاة العيد إلى آخر يوم الثالث عشر من ذي الحجة.

أخي الكريم :
لا تجعل العيد موسم معاصي، وتذكر أن الحكمة من العيد أنه يوم شكر وذكر وعمل بر ، واحذر الوقوع في المحرمات مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملتها في أيام العشر..
احرص على صلة الرحم ولو قطعوه، ووسع على أهلك ,ارحامك، وأدخل عليهم السرور، واحرص على سنن العيد.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياك الى فعل كل خير واجتناب كل شر، وأن يكتب لنا وإياك في هذه الأيام المبارك خير ما كتبه لعباده الصالحين .
وصلّ الله اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

https://taamelbyot.yoo7.com

2أحكام عشرة ذي الحجة Empty رد: أحكام عشرة ذي الحجة الأحد أغسطس 27, 2017 6:43 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

نفحات الرحمة في عشر ذي الحجة

د. عبد الحميد المحيمد
abd_h_as@

 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل في دهرنا نفحات رحمة تهب على العباد ، فتوقظ قلوب الطائعين، وتستثير همم المتقين ليتسابقوا بالتقرب إليه سبحانه Sad وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .
ولو تساوت فضائل الأيام والشهور لملت الأنفس ولغلبها الكسل والفتور ، ولكن الله سبحانه فاضل بينها ليميز المجتهد الذي همه رضوان ربه ، من المتكاسل الذي يضيع وقته .
ومن يتأمل خصائص العشر في الشريعة يجد ثلاث عشرات معظمة عند السلف ؛ قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
وها هي عشر ذي الحجة - تلك المنحة الربانية المباركة - قد أنار هلالها فأشرق في قلوب المؤمنين ليزيدهم شوقًا للطاعات وتنافسًا لبلوغ أعلى الدرجات .
وهذه الأيام العشر قد اجتمع فيها من خصال الخير ما لم يجتمع في سواها ، وإن من مزاياها :

١- أقسم الله بها والعظيم لا يقسم إلا بعظيم

فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ))[سورة الفجر ]

٢- العمل الصالح فيها يضاعف على باقي الأيام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ لصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. [ صحيح ]

٣- أداء فريضة الحج :
وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق .
تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

٤- الصوم :
فالصوم عمل صالح يتقرب به المرء ولاحرج من صوم العشر كاملة باستثناء يوم النحر وقد نقل ابن رجب أن ابن عمر كان يصومها .
وأفضلها للصوم يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " [رواه مسلم].

٥- التكبير :
روى البخاري في صحيحه: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .
كذلك يستحب التسبيح والتهليل والتحميد فقد جاء في الحديث :
" فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ"[صحح إسناده الهيثمي]

٦- ذبح الأضاحي قربة إلى الله سبحانه :

وعلى المضحي أن يمسك عن شعره وأظافره فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبشرة : ظاهر جلد الإنسان .
والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح.
فأين أنت أيها المسلم من هذه الأيام ؟ وهل أنت ممن يتعرضون لنفحات الله ؟
هل أنت ممن استقبل العشر بتوبة واستغفار وصدق نية وصلاح عمل ؟
أم أنك مازلت غافلًا في حطام الدنيا ولهوها !
بادر فلعلك لا تدركها مرة أخرى !
اللهم تقبل منا واغفر لنا واعفُ عنا
وصلى الله على نبينا محمد

https://taamelbyot.yoo7.com

3أحكام عشرة ذي الحجة Empty رد: أحكام عشرة ذي الحجة الأحد أغسطس 27, 2017 6:43 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

كنوزُ أولي النُّهى في عشرِ الأضحى

أيمن الشعبان
@aiman_alshaban

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفر لهم الذنوب ويُكفر عنهم السيئات، ويجزل لهم المثوبة ويرفع الدرجات، وَفَّقَ من شاء لاغتنامها فأطاعه واتقاه، وسدد من أنار بصيرته لمعرفة كنوزها فاتبع هداه، والصلاة والسلام على خير خلقه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:


فهذه رسائل عاجلة وخواطر عابرة، هي عِظة وعبرة واسترشاد وتذكرة، نستخرج منها مكنون الدرر والفوائد والعبر، في أفضل أيام الدنيا، "عشر ذي الحجة".


1- خير ما يستقبل ويستفتح به المسلم هذه العشر بتوبة صادقة نصوح إلى الله، وتطهير القلب من الأدران والأحقاد والبغضاء وسائر الأمراض، والعزم على اغتنام أوقاتها بما يرضي الله سبحانه وتعالى.

2- تشريف وتعظيم من الله عز وجل لأيام عشر ذي الحجة على غيرها.

قال تعالى( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) الفجر:1-2.
وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ.
تفسير ابن كثير (8/381).
وَلَيْسَ فِي لَيَالِي السَنَةِ عَشْرُ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ عَظِيمَةٍ مِثْلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ وَقْتُ مَنَاسِكِ الْحَجِّ.
تفسير ابن عاشور (30/313).
والقسم فيه تعظيم لهذه الأيام ومكانتها وشرفها على سائر الأيام.


3- استحباب الإكثار من ذكر الله عز وجل وخصوصا التكبير.

قال تعالى( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )الحج:28.
قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ.
صحيح البخاري (2/20).
قال النووي – رحمه الله -: واعلم أنه يُستحبُّ الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عَرَفة أكثر من باقي العشر.
الأذكار ص173.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنهما-: يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
صحيح البخاري (2/20).


4- ورد عن جمع من السلف أن الله عز وجل كلم موسى تكليما بآخر يوم من عشر ذي الحجة بعد انقضاء الميقات الزماني له أربعين ليلة.

قال تعالى( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ )الأعراف:142.
وقيل: إن العشر التي أتمها به أربعين، عشر ذي الحجة.
ينظر تفسير الطبري (13/86-87).


5- بركة الزمان والمكان والأعمال لحجاج بيت الله الحرام.

عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمSad ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ ).
أخرجه أبو داود (4/102)، وأصله في البخاري.


6- اغتنام السلف لهذه الأيام وتعظيمها بكثرة العبادة.

كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ.
أخرجه الدارمي في سننه (2/1113) بسند صحيح.
وقال سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِي الْعَشْرِ.
وكان تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ وَيَقُولُ: أَيْقِظُوا خَدَمَكُمْ يَتَسَحَّرُونَ لِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ.
حلية الأولياء (4/281).
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ؛ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ.
مختصر قيام الليل للمروزي ص247.


7- بركة الزمان والأعمال لغير حجاج بيت الله الحرام.

من حيث الزمان هي أفضل أيام العام على الإطلاق، لقوله عليه الصلاة والسلامSad أفضلُ
 أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ ).
كشف الأستار عن زوائد البزار (2/28)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1133.
وفيها أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما-.


8- ذات الأعمال من عبادات وبِرٍ وإحسان فيها أزكى وأنقى وأطهر من غيرها.

عن ابن عباس – رضي الله عنهما-: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى. قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ.
أخرجه الدارمي في سننه (2/1113)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2/31).


9- تُضاعف فيها الأجور.

لقوله عليه الصلاة والسلام: ( وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا ).


10- فيها حث على أعمال البر والبذل والخير، التي ينتفع منها عامة المسلمين، وتعود على أصحابها بالأجر العظيم.

لقوله عليه الصلاة والسلامSad مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى ).


11- من أسباب تعظيمها أنها اجتمعت فيها أصول العبادات.

قال ابن حجر- رحمه الله-: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ.
فتح الباري (2/459).


12- من منافع وثمار هذه الأيام أنها اشتملت على العبادات القلبية والبدنية واللسانية والمالية، ليتحقق الكمال في القُرُبات.

13- تنوع الأعمال الصالحة التي يتسنى للعبد القيام بها، بحسب قدرته ووسعه، من العبادات الخاصة الذاتية اللازمة، وأعمال البر والخير بمختلف مجالاتها، ليحصل الجميع على أفضل الأجور وأعلى الدرجات.

14- فيها تحفيز ومسارعة لكل الأعمال الصالحة دون استثناء
، لقوله عليه الصلاة والسلامSad ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها ). و"الـ" هنا للاستغراق، وهذا فيه توسيع وتنويع ورحمة ومنة.
وهنا لم يحدد عليه الصلاة والسلام نوع العمل بل أكد بأل الاستغراقية " العمل الصالح " أي تستغرق كل الأعمال الصالحة وهذا يسع ويشمل جميع الناس كل بحسب استطاعته وقدرته وحاله.


15- فيها يرتقي العمل المفضول إلى العمل الفاضل لشرف الزمان
، لقوله عليه الصلاة والسلامSad ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ ).
قال القسطلاني: وفي هذا الحديث أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
إرشاد الساري (2/217).


16- أفضلية الأعمال مع زيادة الأجور في عشر الأضحى على غيرها دون استثناء
، فمن تصدق بدينار فيها أعظم أجرا ممن تصدق بدينار في رمضان، وقِس على ذلك من الصلاة والصيام والذكر وسائر الأعمال!

17- العبادة فيها أفضل من غيرها، لما يغلب على عامة الناس فيها الغفلة.

لذلك قال أهل العلم : العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها.

قال عليه الصلاة والسلامSad
العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٌ إليَّ ).
أخرجه مسلم (2948).


18- تفضيل هذه الأيام على غيرها لما يقع فيها من عبادات وطاعات، وأعمال بر وخيرات.

قال الصنعاني: وتفضيل الزمان باعتبار ما يقع فيه من أعمال البر وأن أجرها فيه أكثر من أجرها في غيره وإفضاله تعالى على عباده بالمغفرة فيه أكثر من إفضاله في غيره كما تكررت به الأحاديث.
التنوير شرح الجامع الصغير (2/496).


19- فيها أفضل أيام العام، يوم النحر يوم الحج الأكبر.

لقوله عليه الصلاة والسلامSad أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ ).
أخرجه أحمد (31/427)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1064.
قال ابن تيمية: وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ: يَوْمُ النَّحْرِ.
مجموع الفتاوى(25/289).
قال ابن القيم: فِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ يَوْم النَّحْر أَفْضَل الْأَيَّام.
حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (5/128).


20- فيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين، وهو ركن الحج الأعظم.

وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.
تفسير السعدي ص923.


21- يستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، الذي هو أفضل الصيام في الأيام لما فيه من تكفير السيئات وكثرة الحسنات ورفع الدرجات.

قال عليه الصلاة والسلامSad صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ).
أخرجه مسلم برقم 1162.


22- على المسلم الحرص الشديد لاغتنام هذه العشر بأيامها ولياليها، في الطاعات والصالحات والخيرات، فإنها فرصة قد لا تعوض!
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها * فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها * فلا تدري السكونُ متى يكونُ

23- ليكن لك ختمة كاملة في هذه العشر مع شيء من التدبر والفهم ومعرفة المعاني، فأفضل الذكر تلاوة القرآن.

 24- من العبادات والشعائر المعظمة فيها الأضحية.

قال تعالى( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )الكوثر:2.
قال قتادة وعطاء وعكرمة: المراد صلاة العيد ونحر الأضحية.
تفسير آيات الأحكام لصديق خان ص469.

25- ضرورة تذكير عامة المسلمين، بفضيلة وأهمية أيام عشر ذي الحجة، وأن العبادة فيها والأعمال الصالحة ليست منحصرة بالحجيج، بل الأعمال أفضل حتى من رمضان، لكن لكثرة الغفلة والنسيان وقلة المُذكر يتكاسل كثير من الناس عن استثمار واستغلال هذا الموسم العظيم من مواسم الخيرات والبركات.

نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لطاعته ومرضاته، وأن يتقبل منا ومنكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

https://taamelbyot.yoo7.com

4أحكام عشرة ذي الحجة Empty رد: أحكام عشرة ذي الحجة الأحد أغسطس 27, 2017 6:43 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

عشر خطوات لاغتنام عشر ذي الحجة

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

 
بسم الله الرحمن الرحيم

- استقصار مدتها فهي عشرة أيام فقط يوشك أن ترحل ، وكل ساعة فيها ميقاتاً لطاعة وزماناً لقربة .
- معرفة فضلها ( فهي خير أيام الدنيا ) كما جاء بذلك الحديث عنه ﷺ .
- معرفة فضل العمل الصالح فيها ، فأي عمل صالح فيها - ولو كان مفضولاً - فهو فيها أفضل من غيره وأعظم أجراً ما لو وقع في سائر أيام العام .
- العزيمة القوية ومجاهدة النفس - فما فاز إلا القوي المجاهد لنفسه على الطاعة - ومن فعل ذلك شعر بالإنتصار على النفس والشيطان ووجد حلاوة الإيمان .
- موسم عظيم للإكثار من عبادة الصلاة " التي هي خير الأعمال " فنوّع في نوافلها من السنن الرواتب ومطلق النافلة وأكثر من صلاة الليل فهي شرف المؤمن .
- فرصة للتقرّب بعبادة الصيام التي هي عبادة السر وسبيل الجنّة وقد كان النبي ﷺ يصوم العشر كلها .
- فرصة لختم القرآن الكريم فيها ولو لمرة واحدة وسلفنا الصالح كانت لهم القصص العجاب في كثرة الختمات في مواسم الخير .
- فرصة لذوق حلاوة الذكر ولذيذ المناجاة فللذكر لذة يجدها الصادق فيه وقد حث نبينا ﷺ على كثرة ذكر الله فيها .
- تجديد التوبة فالتائب موفق لطاعة ربه فيها وفي غيرها بخلاف العاصي فهو محروم من رحمات هذه المواسم .
- الإستعانة بالله فما فاز إلا من أعانه الله وسدده فأكثر من الدعاء واصدق في الطلب .

https://taamelbyot.yoo7.com

5أحكام عشرة ذي الحجة Empty رد: أحكام عشرة ذي الحجة الأحد أغسطس 27, 2017 6:44 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

فضائل يوم عرفة والأعمال المستحبة فيه

د/ أحمد عرفة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

يوم عظيم من أيام الله تعالى ، إنه يوم الرحمة والمغفرة، إنه يوم الحج الأكبر، إنه يوم التهليل والتكبير والتحميد، إنه يوم استجابة الدعاء، إنه يوم تسكب فيه العبرات وتنزل فيه الرحمات ، إنه يوم العتق من النار، إلا وهو يوم عرفة هذا اليوم العظيم الذي هو أفضل أيام العام له فضائل كثيرة جداً ما أحوجنا إلى التعرف عليها والعمل بها واغتنام هذا اليوم في طاعة الله، فمن فضائل هذا اليوم أنه أحد أيام الأشهر الحرم قال الله عز وجل-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة: 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة، ويوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة: 197] وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة ، ذو الحجة، ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. عن الحسن قال: الأيام المعلومات عشر ذي الحجة والمعدودات أيام التشريق، وعن سعيد بن جبير قال: الأيام المعلومات أيام العشر، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: في أيام معلومات قال: العشر، وعن قتادة قال: الأيام المعلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق.(فضل عشر ذي الحجة: للطبراني صـ4).

ومن فضائل يوم عرفة أن الله عز وجل أقسم به في كتابه العزيز والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج: 3)، وأخرج الإمام الترمذي في سننه بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة).

ويوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة، ويوم عرفة أحد الأيام العشر الأول من ذي الحجة التي فضلت عن غيرها من الأيام والعمل الصالح فيها ثوابه، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر)) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)).

ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله عز وجل فيه الدين وأتم علينا فيه النعمة، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن طارق بن شهاب قال : قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين, لو أن علينا أنزلت هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) لأتخذنا ذلك اليوم عيداً , فقال عمر : "إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية , نزلت يوم عرفة , في يوم الجمعة " ففي هذا اليوم أكمل الله دينه وأتم نعمته , فمن الواجب علينا أن نشكر الله على إتمام نعمته علينا والتقرب إليه بالفرائض والنوافل على ضوء ما جاء بالكتاب والسنة .

ويوم عرفة يوم العيد لأهل الموقف، أخرج الإمام أبو دواد في سننه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلمSadيوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام)، ويوم عرفة يوم العتق من النار، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء»؟
قال الإمام النووي رحمه الله:«هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة, وهو كذلك».
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر: فالوقوف بعرفة في هذا اليوم العظيم هو ركن الحج الأعظم ، ولا تصح هذه الفريضة العظيمة بدونه ، وذلك لما أخرجه ابن ماجة في سننه بسند صحيح عن بكير بن عطاء قال : سمعت عبد الرحمن بن يعم ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو واقف بعرفة ، وأتاه ناس من أهل نجد ، فقالوا : يا رسول الله كيف الحج ؟ قال:
" الحج عرفة ، فمن جاء قبل صلاة الفجر ، ليلة جمع ، فقد تم حجه ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل في يومين ، فلا إثم عليه ، ومن تأخر ، فلا إثم عليه ، ثم أردف رجلاً خلفه ، فجعل ينادي بهن ".

الأعمال المستحبة في يوم عرفة:

يستحب اغتنام هذا اليوم بالأعمال الصالحة التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها: صيام يوم عرفة لغير الحاج: فيوم عرفة هو أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند صحيح عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية".

ويستحب الإكثار من الدعاء في هذا اليوم العظيم، وذلك لما أخرجه الترمذي في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الإمام أبو الوليد الباجي رحمه الله: قوله:" أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني : أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه، والله أعلم " (المنتقى شرح الموطأ1/ 358) .

ويستحب الإكثار من ذكر الله تعالى في هذا اليوم فهو أحد الأيام المعلومات التي أمر الله فيها بذكره قال تعالىSadوَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [سورة الحج: 27-28]، وقال - تعالى -: (وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [سورة البقرة: 203] عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: في أيام معلومات قال: العشر، وعن قتادة قال: الأيام المعلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق.[فضل عشر ذي الحجة: للطبراني صـ4]، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)). قال الإمام البخاري- رحمه الله -: " كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما".

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى